هكذا أسميه وإلا فهو ليس بطلاق، لكنه انفصال بين الزوجين، كأنهما قد حصل طلاق بينهما، فهما أمام الناس زوجين، وفي الحقيقة منفصلين، قد يعيشان لسنوات أو عقود لا يكلم أحدهما الأخر، وربما يعيشان في بيت واحد، طرق سمعي شيء أغرب من الخيال، زوجان في بيت واحد وينامان على سرير واحد، ولم يتكلما مع بعضهما منذ خمس سنوات!!! الكلام بينها عند الحاجة رسائل، فماذا نسمي مثل هذه العلاقة : أهي علاقة زواج أم علاقة طلاق؟ لا بد أن نعلم أن الله عز وجل لم يخلقنا عبثاً، ولم يتركنا هملاً، فإذا تعطلت الحياة الزوجية، اطلع على أحكام خاصة أمر بها الله عز وجل، فإذا امتنع الزوج من فراش زوجته وهو قاصد عدم جماعها سواء أقترن ذلك بحلف أم لم يقترن فهذا يكون شرعاً ( إيلاء) والزوج المولي يحدد له أجل أقصاه أربعة أشهر فإن فاء ورجع إلى فراش الزوجية، وإلا فعليه أن يطلّق فإن لم يطلّق بإرادته طلّق عليه القاضي، وأما إذا كان الامتناع بسبب المرأة فهذا يسمى شرعاً نشوزاً، والنشور معروف مشهور وأحكامه معلومة، إذن ليس الأمر كما يتصوره البعض أن يجعل الزوج المرأة معلقة لا هي ذات زوج ولا مطلقة، وليس للمرأة الامتناع عن فراش الزوجية وعدم التواصل مع زوجها، فهما لم يتزوجا حتى يتقاطعا ويتنافرا. وهناك آثار وإضرار كثيرة تترتب على مثل هذا الانفصال غير المعلن، أهما الإثم والذنب العظيم بين يدي الله، وكذلك آثاره خطيرة على الأبناء الذين ينشؤون وسط هذا الجو المشحون بالتوتر وعدم الانسجام بين الوالدين، وله آثار نفسية كبيرة وخطيرة على الزوجين من العصيبة غير معروفة الأسباب إلى تعكر المزاج الدائم مروراً بخطر الانزلاق والوقوع في الخطيئة، وليس انتهاءً بالكآبة والأمراض، دعوة لكل زوج وزوجة وقعا في مثل هذا الأمر أن يحكما العقل والدين، وعندها سيتغير كل شيء، ودمتم على طريق السعادة.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}