في لحظات بعينها نشعر أن هناك أشياء تحدث باتجاه معين، ولا تحدث باتجاه آخر، أوأن القانون يطبق هنا، بينما لذات الموضوع لا يطبق هناك. مثل هذا التباين مزعج وقميء، ويشعرنا أن القانون في بعض الأحيان مكسور الجناح، أو أنه بجناح واحد، وأحياناً أخرى يشعرنا القانون أنه في غيبوبة سريرية (أجارنا الله وإياكم). للصدفة أكتب اليوم فكرتي وموضوعي ونبيل رجب قد قبض عليه بعد الحكم بالحبس ثلاثة أشهر لازدراء أهالي المحرق، ويبدو أن أحكاماً أخرى بحقه سوف تصدر بسبب تجاوزه للقانون، بعد أن أصاب الانتعاش القانون في بعض المواقع! الصورة أمام الناس قبل فترة أن نبيل رجب لا يمس، حتى ضج الناس، لماذا لا يطبق القانون بحقه، وهو يقول ويفعل ما يجرمه القانون، بدت الصورة وكأن نبيل فوق القانون، فهل كان ذلك بسبب أنه أحد من صنعهم الغرب، وهم يدافعون عمن صنعوه، ويضغطون على الدولة بسببه، كما قال السفير الأمريكي في جامعة البحرين إن بلاده تضغط على البحرين، ورجب ربما أحد قضايا الضغط. فيخرج متحدث من البيت الأبيض ليتطرق لموضوع نبيل رجب، بينما يسقط كل يوم ضحايا في سوريا وقطاع غزة وفي بورما، وفي أفغانسان، لكن الموت في هذه الدول لا قيمة له، بينما المتحدث في البيت الأبيض يخرج من أجل نبيل رجب، فكم سؤال يتطلب هذا الموقف من المحللين؟ إن كان رجب يحاكم في إحدى قضاياه بأنه يدعو إلى مسيرات غير مرخصة، عبر حسابه بتويتر، فإن ذلك يستوجب المحاكمة بحسب القانون، إلى هنا الأمور طبيعية جداً. غير أن (العبد لله) لديه سؤال بسيط، وأنا لست قانونياً، ولا أعرف القانون إلا من خلال تطبيقه بحقي، فبحر القانون غزير، ودهاليزه متعبة للغاية لشخص مثلي. سؤالي هو؛ لماذا تم تطبيق القانون على “رجب” حين دعا إلى مسيرة غير مرخصة، ولم يطبق القانون على الوفاق وهي تدعو باستمرار إلى مسيرات غير مرخصة وتغلق الشوارع، وتحدث أعمال عنف وإرهاباً؟ أجدني هنا لا أستطيع تجاوز الموقف، إن كان تطبيق القانون بحق رجب صحيحاً، فلماذا لم يطبق على الوفاق؟ علي سلمان بنفسه ذهب إلى مسيرة البلاد القديم وهي غير مرخصة، وادعى أنه أصيب بإصابات لم يعرف إن كانت طلقاً مطاطياً، أو شوزن، أو مسيل دموع (ناس ما تستحي ولا تخجل ولا تمل من الكذب، عنبوك ما تدري بشنو طقوك؟) هذه المسيرة لم ترخص لها الداخلية، وذهب علي سلمان وحاشيته ليخرجوا فيها بالقوة، وقد حدث ذلك مراراً في كل مسيرة تدعو لها الوفاق ولا ترخص لها الداخلية، فلماذا لم تحاكم الوفاق، أو من دعا للمسيرة بينما حوكم رجب..! (خذوني على قد عقلي) لكنها أسئلة لا تبارح العقل والمنطق، فإذا قالت الداخلية إن الدعوة للمسيرات لا تأتي من جمعيات وإنما أفراد، فلماذا لا يحاكم الأفراد الذين دعوا إلى المسيرة ولم يرخص لها، والجميع يعرف أن الدعوة هي دعوة من الوفاق، فأين هو قانون المسيرات؟ وأين هو قانون الجمعيات السياسية؟ التباين في الموقفين لا ينبغي أن يحدث، والذي أعرفه أن هناك ثغرات واسعة في قانون التجمعات والمسيرات، وهذه الثغرات مناط بمجلس النواب أن يدرسها ويعدلها. ففي كل مسيرة مرخصة (لاحظوا مرخصة) تدعو لها الوفاق تحدث فيها أعمال عنف وغلقاً للشوارع، لكن لا يحدث أي إجراء قانوني تجاه من تعهد بالمسيرة، وهنا ربما خلل أيضاً بالقانون أو خلل بالتطبيق. لست قانونياً، لكن هذا السؤال لم أستطع تجاوزه، لماذا تحاكمون رجب بفعل، ولا تحاكمون الوفاق بذات الفعل وأعضاؤها يتعمدون تجاوز القانون على الأرض في المسيرات غير المرخصة.. مجرد سؤال من العبد لله..؟ سيادة الرئيس متى تزور إسرائيل وإيران!! الرئيس الأمريكي باراك أوباما زار مطعماً في أمريكا، ففرحت صاحبة المطعم بقدومه، وقامت المرأة السبعينية بتقديم الطعام للرئيس بنفسها، بعد أن خرج الرئيس أوباما بساعة واحدة، ماتت صاحبة المطعم، وأسف البيت الأبيض لذلك..! سيادة الرئيس لا نتمنى أن تزور البحرين، لكن متى تزور إسرائيل، ومتى تزور إيران..؟؟