في الوقت الذي “لف ودار” فيه وزير العمل وتذرع بمسألة “الاختصاصات” حينما يسأل دائماً عن دوره تجاه اتحاد العمال وما قام به هذا الأخير ورئيسه من تحريض مباشر وسعي لشل الحركة العمالية في البحرين لمساندة عملية الانقلاب، نجده يتصرف وكأنه أحد الأعضاء “المخلصين” للاتحاد، يدافع عنه ويبرر له، وكأن الاتحاد لم يرتكب أي خطأ أو جنحة، بل يتعب نفسه لأجل تسيير أموره وتسهيل فعالياته وهو يعرف تماماً بأنها ستستغل لتشويه صورة البحرين وللطعن في قيادتها، والكارثة أنها تقام على أرض البحرين.
في وقت يعجز فيه الوزير عن محاسبة هذا الاتحاد على أفعاله، يجتهد لتأمين نجاح فعالياته وتسهيل دخول عناصر هو -أي الوزير- يعرف تماماً دورها الذي لعبته في الخارج لتشويه صورة البحرين ومحاربتها في المحافل الدولية المعنية بالعمل النقابي والعمالي.
لماذا يفعل الوزير كل ذلك؟! لماذا “تمييزه” واضح تماماً في التعامل بين الاتحاد الحر واتحاد العمال “المرتهن” لأوامر الوفاق؟!
وزير العمل الحالي يذكرنا بسابقه الذي قال بأنه يقاطع الدولة، والذي هو اليوم يلاحق مواكب وزيارات أحد قادة البلد لـ«يلصق” نفسه به بـ«الغصب”. يا “معارض سابق” سقطت الأوراق منذ زمن، وتكشفت الأمور، فمن في دمه كره هذا الوطن، وعمل طوال سنين حياته على تشكيل كيانات ومجموعات تضر بالبحرين، أيعقل اليوم أن ينقلب على عقبيه ويعمل بالعكس؟!
نعود لوزير العمل، والذي هو موظف في الدولة، وعليه فإن الوزارة وإجراءاتها ليست ملكاً خاصاً به، يقرر ما يريد، ويفعل ما يريد، يحارب من يشاء، ويضيق على من يشاء، بينما “يقدع” من يريد ويدعم من يريد، ويتصرف وكأنه بعيد عن المساءلة، سواء من الدولة نفسها أو من سلطتها التشريعية التي مازالت في إجازة!
بغض النظر عن كل الملاحظات، يعرف الوزير تماماً بأننا مازلنا ننتظر إجابته بشأن عدم محاسبته لاتحاد العمال على دوره الانقلابي، ولماذا لم يتخذ أي إجراء طوال عام ونصف؟!
أنا شخصياً أنتظر إجابة الوزير التي وعدني بها في مكالمة هاتفية تلقيتها منه قبل شهور حينما تساءلت عن “سلبيته” في تطبيق القانون على الاتحاد. يومها سمعت “لفاً ودوراناً” وكلاماً مضمونه أن هناك أوامر، ووعد بأنه إذا “عرف الإجابة” سيفيدنا بها، بالتالي إن كانت الإجابة قد وصلت لعلم الوزير فليخبرنا بها لكن على الملأ ولينشرها في الصحافة لأن ما يحصل اليوم من جانبه لا يدفع الناس بالأخص المخلصين للظن به خيراً، بقدر ما يدفعهم لاتهامه بأنه “قابل” بالإساءات التي تتم بحق البحرين من قبل اتحاد العمال ومن يرتبطون معه من الخارج، كونها تأتي عبر “تسهيلات” يقدمها الوزير بنفسه، وإلا لما الاستماتة لإدخال أشخاص هم أساس تحريك الاتحاد في اتجاه تشويه صورة البحرين في الخارج، ورفع قضايا على الدولة؟!
الأمور التي حصلت بشأن إشهار الاتحاد الحر، يضاف إليها السلبية تجاه محاسبة الاتحاد الانقلابي، وصولاً إلى التحول لمكتب “تخليص معاملات” لهذا الاتحاد بشأن مؤتمره الأخير، كلها تضع الوزير في خانة “المتهم” بدعم حراك هذا الاتحاد ومن يوجهه لتشويه صورة البحرين. نعم أنت مشارك لأنك لم تتخذ إجراءات بحق من انتهكوا قوانين العمل النقابي، في المقابل ساعدتهم في كثير من الأمور التي كانت نتيجتها تشويه صورة البحرين والإساءة لها وتزوير الحقيقة.
كمواطنين تهمنا بلدنا ويسوؤنا تشويه صورتها، مللنا بصراحة من وضع أشخاص في مناصب رفيعة كوزراء وسفراء ومستشارين وشوريين وغيرهم يعملون وكأنهم عناصر “مضادة” للوطن، يدعمون “الانقلابيين” بدلاً من وقفتهم لمحاربة المشوهين لصورة البحرين.
الآن لدينا وزير يخدم المنقلبين على البلد، الشاتمين لرموزه، بعد أن شهدنا ما فعله ذاك الوزير الذي بارك “احتلال السلمانية” وتجول في الخيام التي أقيمت في محيط المستشفى ليشرب الشاي فيها ويضحك مع ناصبي الخيام، وبعدها يخرج في التلفزيون ليكذب على الناس ويدعي عدم وجود أي شيء، يتبع ذلك بتوجهه للخارج لتشويه صورة البحرين دولياً! ولا تنسوا الوزير الآخر، الذي بعدما حول وزارته لثكنة طائفية تنضح بالتمييز، اتجه لوزارة أخرى مع أجندة طائفية خفية كان هدفها تسهيل التغلغل الحزبي في مناطق بعينها لخدمة هدف الاستحواذ على مقدرات السلطة التشريعية، وحينما انكشف مخططه، سلك أسرع الدروب وقال “أقاطع الدولة”!
لن نسأل وزير العمل عما يفعله بعد الآن، لأن الصورة بالنسبة للناس اتضحت على الآخر، لكننا سنسأل الدولة إن كانت لاحظت ما يفعله، وإن كانت تمتلك إجابة على ما يفعله، إذ من حق الناس أن تعرف وتفهم “سالفة” وزير العمل!