كانت لفتة إنسانية رائعة من السلطة السماح للسجينين نبيل رجب وبرويز جواد لحضور مراسم تشييع والدة نبيل وشقيقة برويز وتقبل العزاء فيها، حيث تمكنا معاً من المشاركة في التشييع وحضور العزاء والقيام بهذا الواجب الذي لا يفرط أهل البحرين فيه. استثناء تشكر عليه وزارة الداخلية لأنها بذلك عبرت عن حكمة وبعد نظر، وهي بالتأكيد أرادت أن توصل من خلال هذا الاستثناء رسالة بدا واضحاً أن الطرف الآخر لم يفهمها.
فهذه اللفتة الجميلة من السلطة قوبلت للأسف بمخالفات صريحة؛ حيث استغل نبيل الفرصة للتحريض ضد القيادة ما عرض رجال الأمن المدنيين المرافقين له -حسب النيابة العامة- للخطر، وتحولت مسيرة التشييع إلى مظاهرة رفعت فيها هتافات لا علاقة لها بالتشييع وتجرأت على رأس الدولة، والنتيجة منعه في اليوم التالي من الاستفادة من ذلك الاستثناء الجميل.
كان الأولى بنبيل وبرويز أن يقابلا حكمة السلطة بحكمة مماثلة، خصوصاً وأنه بإمكانهما -كونهما يطرحان نفسيهما كقادة جماهيريين- أن يوجها جمهور المشاركين في التشييع إلى ألا يخرجوا عن طبيعة المسيرة وأن يمنعانهم من رفع شعارات لا علاقة لها بالتشييع. لكن هذا لم يحصل للأسف، ما فوت على الجميع فرصة طيبة للتهدئة كان يمكن استغلالها بذكاء، حيث من الطبيعي لو تم ذلك أن تخطو السلطة خطوة أخرى إيجابية تسهم في التهدئة وتعطي الناس أملاً بأنه لا يزال هناك فرصة للخروج من هذا الوضع الذي صار يهدد الحياة في هذه البلاد.
هذا الأمر يؤكد أمراً آخر مهم؛ أن هذه الفئة التي تطرح نفسها كمعارضة تنقصها الخبرة السياسية وتعاني من ضعف في التقاط الفرص التي يمكنها أن تجيرها لصالح الوطن الذي ترفع شعار إصلاحه وتطويره وأخذه نحو الأحسن، وللأسف فإنها ليست المرة الأولى التي تضيع فيها الفرص التي ربما تؤدي إلى الولوج في طريق الحل إن لم تؤدِ إلى الحل نفسه مباشرة، هذا فارق مهم في التعامل مع معطيات الساحة وتطوراتها.
الملموس الآن هو أن المشهد بالنسبة للسلطة واضح جلي، وهذا يعينها على التعامل مع كل جديد في الساحة والاستفادة منه، بينما المشهد غير واضح لهذه الفئة التي تريد “التغيير وبس”، ما يجعلها تتخبط فلا تستطيع اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.
هذه الفئة إما أنها لا تمتلك الرؤية وبالتالي لا تستطيع التكيف مع المتغيرات واستغلال التطورات في الساحة؛ أي أنها لا تفهم كيف تشتغل سياسة، أو أنها تخطط لأمر آخر لا علاقة له بالشعارات التي ترفعها؛ أي أن الوضع الحالي يخدمها ويخدم مراميها، وبالتالي تريده أن يستمر في هذه الصورة فتسد كل باب يأتيها منه الحل.. لتستريح!
مصيبة إن كانت هذه الفئة دون امتلاك مهارات العمل السياسي الذي يتطلب القدرة على التحليل والربط والسرعة في اتخاذ القرار والاستفادة من أي تطور في الساحة، والمصيبة تكون أكبر لو كانت هذه الفئة ترى جيداً لكنها تسعى إلى الاستمرار في هذا الوضع كي تحقق غاية في نفسها، وأنها لهذا تهرب جاهدة من أي تطور إيجابي ومن أي قرار يعبر عن حكمة السلطة ومن أي استثناءات هي بشكل أو بآخر عبارة عن تنازلات غير مباشرة من السلطة ترمي بها إلى التهدئة ومنفعة الوطن والمواطنين.
ما حدث خلال اليومين الماضيين هو أن رجب وخاله برويز فوتا على الناس فرصة للتهدئة وأغلقا الباب أمام كرم السلطة الذي كان يمكن أن يطول سجناء آخرين، وربما كان يوصل بعد حين إلى اعتبار الخروج في مثل هذه المناسبات حقاً مكتسباً محصناً بالقانون، لكنهما للأسف اتخذا الطريق الآخر الذي عبر عن أنانية “ثورية”!
{{ article.visit_count }}
فهذه اللفتة الجميلة من السلطة قوبلت للأسف بمخالفات صريحة؛ حيث استغل نبيل الفرصة للتحريض ضد القيادة ما عرض رجال الأمن المدنيين المرافقين له -حسب النيابة العامة- للخطر، وتحولت مسيرة التشييع إلى مظاهرة رفعت فيها هتافات لا علاقة لها بالتشييع وتجرأت على رأس الدولة، والنتيجة منعه في اليوم التالي من الاستفادة من ذلك الاستثناء الجميل.
كان الأولى بنبيل وبرويز أن يقابلا حكمة السلطة بحكمة مماثلة، خصوصاً وأنه بإمكانهما -كونهما يطرحان نفسيهما كقادة جماهيريين- أن يوجها جمهور المشاركين في التشييع إلى ألا يخرجوا عن طبيعة المسيرة وأن يمنعانهم من رفع شعارات لا علاقة لها بالتشييع. لكن هذا لم يحصل للأسف، ما فوت على الجميع فرصة طيبة للتهدئة كان يمكن استغلالها بذكاء، حيث من الطبيعي لو تم ذلك أن تخطو السلطة خطوة أخرى إيجابية تسهم في التهدئة وتعطي الناس أملاً بأنه لا يزال هناك فرصة للخروج من هذا الوضع الذي صار يهدد الحياة في هذه البلاد.
هذا الأمر يؤكد أمراً آخر مهم؛ أن هذه الفئة التي تطرح نفسها كمعارضة تنقصها الخبرة السياسية وتعاني من ضعف في التقاط الفرص التي يمكنها أن تجيرها لصالح الوطن الذي ترفع شعار إصلاحه وتطويره وأخذه نحو الأحسن، وللأسف فإنها ليست المرة الأولى التي تضيع فيها الفرص التي ربما تؤدي إلى الولوج في طريق الحل إن لم تؤدِ إلى الحل نفسه مباشرة، هذا فارق مهم في التعامل مع معطيات الساحة وتطوراتها.
الملموس الآن هو أن المشهد بالنسبة للسلطة واضح جلي، وهذا يعينها على التعامل مع كل جديد في الساحة والاستفادة منه، بينما المشهد غير واضح لهذه الفئة التي تريد “التغيير وبس”، ما يجعلها تتخبط فلا تستطيع اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.
هذه الفئة إما أنها لا تمتلك الرؤية وبالتالي لا تستطيع التكيف مع المتغيرات واستغلال التطورات في الساحة؛ أي أنها لا تفهم كيف تشتغل سياسة، أو أنها تخطط لأمر آخر لا علاقة له بالشعارات التي ترفعها؛ أي أن الوضع الحالي يخدمها ويخدم مراميها، وبالتالي تريده أن يستمر في هذه الصورة فتسد كل باب يأتيها منه الحل.. لتستريح!
مصيبة إن كانت هذه الفئة دون امتلاك مهارات العمل السياسي الذي يتطلب القدرة على التحليل والربط والسرعة في اتخاذ القرار والاستفادة من أي تطور في الساحة، والمصيبة تكون أكبر لو كانت هذه الفئة ترى جيداً لكنها تسعى إلى الاستمرار في هذا الوضع كي تحقق غاية في نفسها، وأنها لهذا تهرب جاهدة من أي تطور إيجابي ومن أي قرار يعبر عن حكمة السلطة ومن أي استثناءات هي بشكل أو بآخر عبارة عن تنازلات غير مباشرة من السلطة ترمي بها إلى التهدئة ومنفعة الوطن والمواطنين.
ما حدث خلال اليومين الماضيين هو أن رجب وخاله برويز فوتا على الناس فرصة للتهدئة وأغلقا الباب أمام كرم السلطة الذي كان يمكن أن يطول سجناء آخرين، وربما كان يوصل بعد حين إلى اعتبار الخروج في مثل هذه المناسبات حقاً مكتسباً محصناً بالقانون، لكنهما للأسف اتخذا الطريق الآخر الذي عبر عن أنانية “ثورية”!