الثقافة وحدها لا تكفي لمناهضة الطائفية؛ فكم من المثقفين ممن انزوى للأسف في بيته، وفضّل الصمت على النطق بكلمة حقٍ قد لا تعجب البعض، لكن التاريخ سيسجلها بحروفٍ من ذهبٍ، وكم من المثقفين الذين عبثت الأزمة السياسية الخانقة بعقولهم فلم يعودوا يميِّزون دورهم الطليعي في قيادة الجماهير، وبدلاً من ذلك تراكضوا للدفاع عن أبناء طائفتهم متناسين أو غير مدركين لحقيقة أن الوطن لجميع أبناء البلاد على اختلاف مذاهبهم ومللهم ومشاربهم الفكرية.
المثقف الحقيقي هو من يشعر أنه يحمل رسالةً وطنيةً ساميةً يجب أن يؤديها بكل إخلاصٍ وأمانةٍ، وإذا استطاع إيصال مضمون هذه الرسالة لأكبر عددٍ ممكنٍ من الناس، وعلى الأخص الشباب والمراهقين، سواءً من خلال وسائل الإعلام التقليدي من صحافة وإذاعة وتلفزيون أو الوسائط التكنولوجية الحديثة للاتصال الاجتماعي، فإنه يستطيع بذلك أن يهنئ نفسه بأنه أسهم في تنوير فئة الشباب بدورهم المنشود منهم في الحياة العامة، والحياة السياسية خاصةً.
ليس المهم هنا أن يحصل هذا المثقف أو ذاك على تأييد الجميع لمرئيّاته السياسية، فهذا أمر مستبعد، خصوصاً في ظل التجاذبات السياسية المعلنة، والمناكفات المتكررة في وسائل الإعلام المتعددة سابقة البيان. لكن المهم، في نظري، أن تصل وجهة نظره إلى أوسع قطاعٍ شعبي ممكنٍ، وأن يطلع عليها القاصي والداني، وطالما أن معظم الصحف تفتح قنوات الاتصال مع قرائها وجمهورها عبر مساحات التعليقات والإضافات المتاحة لهم، فإن كل إضافة أو نقد للفكرة، بصرف النظر عن مدى صحّتها أو شعبيتها، سوف يفسح المجال لقبولها بين المواطنين.
وحتى لو لم يقتنع بها هذا الشاب أو ذاك اليوم، فيكفي أنها حركّت فيه الدافع للتفكير والتبصّر في الواقع السياسي المعاش، والأهم هم أنه صار يعمل عقله بعيداً عن التصورات المسبقة التي كانت تحجب عنه الصورة كاملةً، فتعطيه ما يُفترض أن يعرفه من معلومات، وتخفي عنه معلومات أهم منها، وذلك بهدف تضليله، والزّج به قسراً في أتون الصراعات المذهبية، الأمر الذي حوّل المنتديات والتجمعات إلى مراكز لحرف الحراك السياسي عن مساراته الطبيعية!
{{ article.visit_count }}
المثقف الحقيقي هو من يشعر أنه يحمل رسالةً وطنيةً ساميةً يجب أن يؤديها بكل إخلاصٍ وأمانةٍ، وإذا استطاع إيصال مضمون هذه الرسالة لأكبر عددٍ ممكنٍ من الناس، وعلى الأخص الشباب والمراهقين، سواءً من خلال وسائل الإعلام التقليدي من صحافة وإذاعة وتلفزيون أو الوسائط التكنولوجية الحديثة للاتصال الاجتماعي، فإنه يستطيع بذلك أن يهنئ نفسه بأنه أسهم في تنوير فئة الشباب بدورهم المنشود منهم في الحياة العامة، والحياة السياسية خاصةً.
ليس المهم هنا أن يحصل هذا المثقف أو ذاك على تأييد الجميع لمرئيّاته السياسية، فهذا أمر مستبعد، خصوصاً في ظل التجاذبات السياسية المعلنة، والمناكفات المتكررة في وسائل الإعلام المتعددة سابقة البيان. لكن المهم، في نظري، أن تصل وجهة نظره إلى أوسع قطاعٍ شعبي ممكنٍ، وأن يطلع عليها القاصي والداني، وطالما أن معظم الصحف تفتح قنوات الاتصال مع قرائها وجمهورها عبر مساحات التعليقات والإضافات المتاحة لهم، فإن كل إضافة أو نقد للفكرة، بصرف النظر عن مدى صحّتها أو شعبيتها، سوف يفسح المجال لقبولها بين المواطنين.
وحتى لو لم يقتنع بها هذا الشاب أو ذاك اليوم، فيكفي أنها حركّت فيه الدافع للتفكير والتبصّر في الواقع السياسي المعاش، والأهم هم أنه صار يعمل عقله بعيداً عن التصورات المسبقة التي كانت تحجب عنه الصورة كاملةً، فتعطيه ما يُفترض أن يعرفه من معلومات، وتخفي عنه معلومات أهم منها، وذلك بهدف تضليله، والزّج به قسراً في أتون الصراعات المذهبية، الأمر الذي حوّل المنتديات والتجمعات إلى مراكز لحرف الحراك السياسي عن مساراته الطبيعية!