قبل أي شيء نريد أن نقول إن ما يقوم به تلفزيون البحرين من جهود من خلال بعض البرامج المباشرة والجماهيرية من تسليط الضوء على القضايا الوطنية والمعيشية للمواطن لهو عمل مشكور، وجهد يستحق الثناء، والشكر موصول إلى الشيخ فواز بن محمد رئيس هيئة شؤون الإعلام وإلى الإخوة المسؤولين. أن يقوم تلفزيون حكومي بطرح القضايا المهمة التي تمس حياة الناس وتوجه النقد لأجهزة رسمية في فترة حساسة من تاريخ البحرين يعتبر ذلك أحد الأمور الصعبة، هناك من يفسرها ألف تفسير، وهناك من يقول (هذا مو وقته) وهكذا من المثبطين، لكن للحق نقول إن البحرين تستاهل أن ننتقد الأمور الخاطئة للإصلاح وليس لنقد الأشخاص، أعتقد أن ذلك ليس هدفاً من الإعلام. قضية ساحل بلاج الجزائر الذي عرضه تلفزيون البحرين بعد مرور عام كامل على بث التصوير الأخير لنفس الموقع، تدعونا إلى أن نقول كما قال البرنامج، وين المسؤولين؟ وين اللي يحبون البحرين..؟ ساحل بلاج الجزائر من المسؤول عنه؟ لماذا تحرمون الناس من مساحة بسيطة من أجل أن يشعروا أنهم يعيشون على جزيرة؟ هل هذا الأمر مناط بشركة إدامة؟ من المسؤول يا جماعة؟ أين المحافظة الجنوبية.. هل يرضيها الحال والواقع؟ المسألة تحتاج إلى وقفة صريحة لمن يحملون مسؤولية الأمر، تعبنا من الإهمال في أمور كثيرة، أصلحوا الأمور قبل أن تصبح ملفات لدى آخرين يعرضون فيها الفساد في البحرين، عندها لن نستطيع التحدث، سوف نقول نعم هذا حاصل وواقع، نرجوكم أوقفوا الأمور الخاطئة من أجل البحرين وأهلها. نخرج من مآسي وزارة التربية والتعليم، ندخل في مآسي البلديات وما فيها من قضايا تظهر أن هناك فساداً يضرب أطنابه، نخرج من البلديات نذهب إلى الصحة والحال ليس بعيداً عن الآخرين، وهكذا مروراً بوزارات خدمية لها علاقة بمعيشة الناس. وللأسف كل وزير لا يريد النقد، وما إن تنتقده (يكشر في وجهك) ويظن أنك تحاربه في شخصه، أو أنك مدفوع من أحد، والله هذا لا نفعله، ولا يمكن أن نفعله، لا نستهدف أشخاصاً لشخصهم، إنما ننتقد العمل للإصلاح، وهذا ما يحض عليه قادة البلاد. وزراء ما إن تمس وزاراتهم حتى (يتبجبجون) عند جهات لوقف النقد ضدهم، هكذا نوعيات لا تستقيم والمشروع الإصلاحي لجلالة الملك، هذه نوعيات أكل عليها الدهر وشرب. عودة إلى موضوع السواحل، وقد طرحنا هذا أكثر من مرة، دولة تتكون من مجموعة من الجزر، وبالكاد تحصل على ساحل هنا وهناك كمتنفس للأهالي؟ أين السواحل في المنامة وهي العاصمة، أين المنشآت والمرافق الترفيهية للمواطن والسائح، والله أصبحنا لا نعرف أن نجيب على أي أخ زائر من دول الخليج حين يقول طيب ما في ساحل في المنامة جميل فيه “كوفي شبات” ومقاهٍ تطل على البحر؟ فنقول له والله.. (امبلى في بحر وفي سواحل وفي كوفي شبات، بس لابد أن تبحث عن كل واحد بشكل منفرد) أما السواحل في العاصمة فلا ندري كل يوم يقال لنا إن هناك ساحلاً بمساحة كذا “وعينك ما تشوف إلا النور”.!! يحدثني أحد الأخوة العائد للتو من جزر حوار، يقول إلى متى لا تستغل جزر حوار بشكل جميل ورائع وسياحي؟ إلى متى نسمع عن مشاريع فقط على الورق؟ جزر حوار لو كانت لدى دولة أخرى لكانت مقصداً سياحياً عالمياً، لكن شنقول.. ننتظر.. هذه الكلمة التي نسمعها في البحرين (اصبروا.. انتظروا.. لي متى العمر خلص)..!! دول مجاورة كانت في غيبوبة التاريخ، واليوم لديها مدن ألعاب عالمية وترفيهية تنافس أوروبا وأمريكا، أين هي المدن الترفيهية في البحرين؟ هل هم أفضل منا في التخطيط، وهل هم يحبون وطنهم أكثر منا؟ البحرين بحاجة للمخلصين في كل المواقع، من الوزير والمسؤول إلى عامل النظافة، من يحب البحرين عليه أن يرينا عمله، لا أن نسمع ذلك كشعار، مسالة السواحل أصبحت وكأنها جرح في حياة المواطن، نعيش على جزيرة ولا نملك ساحلاً نستطيع الاستجمام فيه، حتى لو ذهبنا إلى آخر الدنيا في جزر حوار (الله لا يراويك الوضع) هل هذا يرضي المسؤولين؟ أغلقوا أبواباً يستغلها الآخرون بخبث وأجندات لضرب البحرين، أغلقوا ملفات تستطيعون بقرار وبتوقيع إغلاقها، كل ذلك من أجل البحرين وأهل البحرين.