طويت صفحة كأس أمم أوروبا وحلقت إسبانيا بالكأس إلى مدريد والجميع مازال يتحدث عن كيفية فوز المنتخب الإسبانى بالكأس، جماهير «لاروخا» هللت للنصر واعتبرته تاريخياً، والجماهير المنافسة ذرفت دموع الحزن والخزي.. ونحن بدورنا خرجنا منها بوجبه كروية دسمة، بعد العديد من المباريات التى كانت قمة فى الأداء؛ فمباراة إسبانيا والبرتغال كانت قمة القمم وإن كانت تخلو من الأهداف، فالفريق البرتغالى اتبع طريقة مورينهو بحرمان الفريق الإسبانى من الكرة بقدر الإمكان، والضغط على مكامن القوة فى الفريق الإسبانى طوال المبارة، وإبقاء لاعبي الفريق على تركيزهم العالى طوال 120 دقيقة، كذلك مباراة إيطاليا ألمانيا كانت قمة، مبارة روسيا وبولندا كانت قمة.. والعديد من المباريات التى تابعناها بشغف.. وبالرغم من ذلك اعتبرها العديد من النقاد بطولة أقل مستوى من ان تكون البطولة الأقوى.. إنها وجهة نظر نحترمها وإن كنا لا نتفق معها.
عموماً.. إسبانيا فرضت أسلوبها على الفرق المقابلة وخرجت فائزة بقيل من العناء، فالمدرب «ديل بوسكى» بقي مخلصاً لأسلوبه الواقعي في التعامل مع مباريات البطولة معتمداً على الصرامة والواقعية بعد أن جهز منتخباً قوياً يزخر بأفضل النجوم الموجودة على الساحة العالمية.. فقدم الفريق الإسبانى دروساً مجانية في كرة القدم إلى كل منتخبات القارة والعالم التي لم تكن لتستطيع أن توقف مسيرته الظافرة، حيث أظهر الفريق انضباطاً تكتيكياً كبيراً خاصة في وسط الملعب، إذ نفذوا خطة المدرب باستنزاف قدرات الفرق المنافسة على أفضل وجه، وبقي الفريق مخلصاً لطريقته المعتادة «التيكى تاك».. الداهية «ديل بوسكي» أحسن قيادة فريقة إلى هذا الفوز، وقدم الفريق أداء قوياً سيطر من خلاله الدفاع الحديدي على مكامن القوة فى الفرق المنافسة بقيادة المدافع الصلب «سيرجيو راموس».
هذه هي طريقة إسبانيا المتبعة منذ العام 2008، عندما حققت اللقب بهذه الطريقة، وفي العام 2010 واصل الفريق على نفس المنوال محققاً نصره الأكبر، أما في هذه البطولة فقد حقق النصر بقيادة حكيمة من قبل مدرب داهية ومجموعة متجانسة من اللاعبين الأبطال، وإن اعتبر البعض بأن الحظ قد وقف إلى جانب الإسبان، وخاصة فى مباراة كرواتيا، ومن ثم مباراة البرتغال.. قد يكون هناك قليل من الحظ.. لكن الحظ لا يخدم إلا الشجعان.
[email protected]