طرح بالأمس حوار مدرب منتخبنا الوطني بيتر تايلور بواسطة الزميلين العزيزين مازن أنور ووليد عبدالله، حيث كان الحوار ثرياً بأهم تساؤلات الشارع الرياضي والمدى الإعلامي، وأجزم بأنه سيكون نهلاً لعديد من الآراء التي قد نراها في المحيط الإعلامي لاحقاً مع الأيام المقبلة. لن يكفي عمود واحد لشرح وتحليل كل ما قالته كلمات تايلور، وبالفعل علينا أن نحلل ما قاله من كلمات وليس جمل حتى، فالرجل كان في متاهة ضائعة، والدليل ما قاله في بداية الحوار إنه لجأ إلى الوطن بسبب التجاهل الذي أبداه الاتحاد البحريني له، وهذه هي علامة العجب الكبرى، فعند الإخفاق، على كل المنظومة أن تقوم بذاتها، أن تقوم مرة أخرى بكل مقاوماتها ومحتوياتها حتى تعود للنهوض مرة أخرى، ولكن في غياب التكاتف فإن الطريق سيظل مظلماً، ولا يملك من النور وجوداً. لست من حزب تايلور ولست من الذين يحملون ويستغلون سيوف الإعلام ضده، ولكني سأتطرق لنظرة المجتمع المتناقضة جداً في شخصيتها، فلطالما حلمنا بمدرب له رؤية وخطة طويلة المدى، ولكننا لانزال مقيدين بالفكر العربي التقليدي القديم، بأن المدرب لابد من أن يُذبح أولاً بسكاكين الانتقادات ثم يطرد، وعندما جاءنا بأفكاره الحديثة، لايزال «أولئك» يرمونه بأحجار الذم، دون أن ينظرون لذلك الفخ المتناقض الذي وقعوا فيه. تايلور بالطبع على خطأ عندما علم بأن الكابتن عدنان إبراهيم لم يكن يود العمل كمساعد دون أن يحرك ساكناً، حيث كان يعمل إبراهيم على البحث عن منصب في إحدى المنتخبات العمرية كما أشار بالأمس وكان عمله لا يقتصر سوى على الترجمة، وما الغريب إلا سكوت تايلور عن ذلك كل تلك الفترة عن ظاهرة الكابتن عدنان، بل رغم مرورنا بثلاث بطولات واقتصار الكابتن إبراهيم على الترجمة فقط، فلماذا لم يتكلم مسبقاً وهو من يرى أن في هذا المنصب فراغاً بوجود الأخير، علامة استفهام كبيرة!! لم أتطرق لكثير مما ذكره مدربنا، ولكني ذكرت أبرز ما جذبني، تايلور حتماً على خطأ كما هو الاتحاد، الجهتان كفتان يجب عليهما العمل على موازنة ذاتهما، لكن في ظل المزايدة والمناقصة في الكفة عن الأخرى فسنشهد إخلالاً كما هو في جميع المنظومات والمؤسسات الرياضية العالمية، حوار تايلور كان ثرياً جداً، لم يكن غنياً في جُمله بقدر ما كان كذلك في كلماته، وهو ما سيجعل ردود الفعل كثيرة جداً في لاحق الأيام بالتوجه لعدة أوجه، منها الشكل التكويني لشخصية مدير المنتخب والسياسة الإعلامية للاتحاد. [email protected]