تشتغل اليوم، كعادتها، الماكينة الطائفية الصفوية على تفتيت أمة الفاتح الوفية، وها نحن نسمع أقاويل وتفاسير بما جاء في تقرير جمعية تجمع الوحدة الوطنية السنوي، والذي قالت عنه هذه الماكينة الخبيثة إنه اعتراف على المشاركة في أكبر عملية تضليل، وأنه تقرير ينسف مقولة التدخلات الخارجية والأجندات الصفوية، فبعد أن عجزت هذه الماكينة في إقناع العالم بثورتها المزعومة، جاءت اليوم لتستشهد بتقرير أو قد تكون وجهة نظر لا تعبر إلا عن رؤية كاتبها، بينما أمة الفاتح الحاشدة التي توجهت في تلك الليلة الظلماء لم تكن لها إلا رؤية واحدة لن يبدلها تقرير أمين عام ولا عضو جمعية، فهي أمة قد قالت كلمتها وأكدتها مراراً وتكراراً بأنها تقف مع شرعية الحكم الخليفي الذي ليس له تبديل ولا تغيير ما دام رأسها يشم هواء البحرين، وليس هي الأمة التي شهدت أن ما حدث ليس ثورة شعبية ولا احتجاجات سياسية، بل هي مؤامرة انقلابية قادتها ومولتها طهران، فعندما رفع شعار إسقاط النظام وأعلنت البحرين جمهورية إسلامية لهو دليل على أنها مؤامرة انقلابية إيرانية، وإن تعذر على كاتب تقرير جمعية تجمع الوحدة الوطنية أن يصيغ عباراته ويكتب حروفه، فإن هذا لا يبطل الدليل والبرهان الثابت حين استغاث علي سلمان بإيران عندما علم بدخول درع الجزيرة البحرين، والشاهد على هذه الاستغاثة الشيخ عبداللطيف المحمود بنفسه.
أما ما نقل عن جمعية تجمع الوحدة الوطنية في المؤتمر العام للجمعية “إن النظام الحاكم عمل جاهداً على ألا يكون هناك تمسك في موقف المكون الذي يستخدمه رادعاً للمكون الآخر المتماسك، وعمل على تفعيل آليات الخوف والتخويف في وقت الحاجة وضرب تماسكه في أوقات أخرى”، فهذا الكلام المشين لا يصدر أبداً من جمعية تجمع الوحدة الوطنية، فلو كان في هذا الكلام بعض من الصحة لما قامت هذه الجمعية ولا تأسست من الأصل، إذ إن النظام الذي أوجدها وقت الحاجة قادر على منعها أن تتحول إلى جمعية، ثم أن أعضاء جمعية تجمع الوحدة الوطنية الحاليين لم يكونوا أساس تجمع الفاتح، ولم تكن لهم القيادة أبداً لهذه الأمة، حين شاركت الأطراف السياسية والدينية والشعبية بكافة طوائفها في هذا التجمع، والذي لا زال التجمع هو الأصل ويبقى الشيخ عبداللطيف المحمود رمزاً من الرموز التي قادت هذا التجمع، ومما يؤكد أن الشيخ عبداللطيف المحمود على ثبات موقفه، حين نقل وجهة نظر أمة الفاتح والتي نشرتها صحيفة “الوسط” بتاريخ 18 مارس 2012 تحت عنوان “تجمع الوحدة الوطنية.. لن نشارك في الحوار -وبما أن قوة التأزيم اتخذت منحنى التصعيد المستمر للعنف الممنهج والخطاب السياسي الداعم له وفرض حلول بالإرادة المنفردة، فإن تجمع الوحدة الوطنية يعلن أنه لن يشارك في جولة الحوار المتوقعة”.
إن أمة الفاتح هي أمة يصعب على الطرف الآخر فهمها أو تخيلها، فهي أمة لم تتربَ على الانحناء أو الانجرار خلف جمعيات أو مرجعيات، إنما هي أمة تربت على حرية الإرادة والكرامة، ولا يقودها إلا ولي أمرها، وليس لها مرجعية غير كتاب الله وسنة رسوله، وأن هذه الأمة التي خرجت في تجمع الفاتح الأول وخرجت في تجمع شباب الصحوة هي نفسها الأمة التي لن تتردد في الخروج حين يكون شعارها الله ثم الوطن، وأنها لحقيقة ثابتة وعلم يقين بأن هذه الأمة عندما تستشعر بموقف يتطلب نزولها الشارع ستنزل، لأنها تعلم أن الطرف الآخر يريد الاستيلاء على الحكم وأنها ستمنعه وتقطع يده.
وعلى الماكينة الإعلامية الصفوية الخبيثة أن تتوقف عن الاستخفاف بوعي الشعب، حين تدافع عن النظام الإيراني، وأن تعرف هذه الماكينة أن تجمع الوحدة الوطنية وجد ليبقى، وأنها مهما استشهدت بوجهات نظر أو لفقت من أخبار من أجل تفتيت أمة الفاتح، فلن تستطيع أبداً أن تفته.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90