فخامة الرئيس الأمريكي أوباما.. يطيب لي أن أحييك بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد..
على عكس كثير من أبناء أمتي الإسلامية لم أكن متفائلاً بفوزك، لأني أعلم أنك لا تملك عصا موسى لتغير واقع العالم المزري من حولنا، وأنت الذي اعتليت سدة الحكم في بلادك في وقت عصيب من عمر البشرية، كما إنك لو كنت تملك عصا موسى على سبيل التمني فبالتأكيد ستحركها لمصلحة أعداء المسلمين والعرب، لن تفعل هذا لأنك سيئ -لا سمح الله- بل لأنك جزء من نظام تحكمه المؤسسات التي لا ترى مصلحة حقيقية في تقديم الخير للعرب والمسلمين، نعم فخامة الرئيس؛ لا أثق بك ولا أثق بأمريكا ولا أثق بالغرب عموماً، وأتعامل معكم بحذر كمن يحمل أفعى سامة يدعي صاحبها أنها منزوعة الأسنان وودودة، لكنني مقتنع بأن أسنانها المميتة ستخرج في وقت غفلتنا لتغرز الأسنان وتحقن السم.
فخامة الرئيس..
إن ما يحدث على ظهر البسيطة من تغيرات كبيرة أظهر للعالم بشكل لا يقبل الشك أو التفنيد أو التأويل قدرتكم العجيبة على النفاق السياسي، فأنتم تتدخلون بقوة وبسرعة ودون تفويض من أحد في بلدان بعينها، بينما تصاب كل عيونكم المنتشرة في جهات العالم الأربعة بالعمى في بلدان أخرى.
آسف فخامة الرئيس..
بحثت عن مفردة تصف واقع سياستكم مع أمتي فلم أجد أكثر صدقاً من كلمة نفاق، أنتم تحركون عجلة الإعلام الدولي حيث تستقر مصالحكم لا مصالحنا، أنت لا ترى يا ساكن البيت الأبيض دماء المسلمين التي تراق في أراكان المحتلة من بورما البوذية وتركستان المحتلة من الصين الشيوعية والأحواز المحتلة من إيران الفارسية وسوريا المحتلة من إيران وروسيا والصين والعراق المحتلة منكم ومن إيران في أكبر صفقة شراكة عبر التاريخ، فليس من المعقول أن تشترك أمريكا وإيران في احتلال نفس البلد من باب الصدفة مثلاً، وفلسطين المحتلة من الكيان الصهيوني ولبنان المحتلة من قبل مليشيات إيران، ناهيك عن أحوال المسلمين المأساوية في الشيشان والبوسنة وكوسوفا وكشمير وإندونيسيا ومقدونيا وسريلانكا والفلبين والهند وليبيريا ونيجيريا وأفغانستان وتايلاند وأوزبكستان والصومال والسودان وأذربيجان، والقائمة طويلة جداً تتعدد فيها كيفية إراقة الدم وتتفق على أن يكون القتيل مسلماً.
فخامة الرئيس هذه دماء أمتي أمام أنظارك، لأني أعلم جيداً أنه سيصلك هذا المقال لما يتمتع به أعضاء سفاراتك المنتشرة على طول جسد أمتي الدامي من حرص على حشر أنوفهم فيما يعنيهم وما لا يعنيهم.
أنا هنا يا فخامة الرئيس لا أريد منك أن تنتصر للمسلمين -معاذ الله أن أكون من الجاهلين- لكني أعتقد أنك تعاني من ضعف على مستوى النظر، لذا أتبرع لك بنظارات طبية فاخرة هدية مني لعلك ترى جيداً من أكثر أمة يراق دماء أبنائها فقط لأنهم مسلمون، ويشهد الله أني ناصح لك، فبعد أن خسرت ثقة جيلي لا أريدك أن تخسر ثقة جيل ابني عمر.
فخامة الرئيس..
ضعف النظر ليس عيباً؛ فالمرض ضيف الله على عباده، فلا تحزن ولا تجزع، لكن أن ترفض العلاج فهذا يتقبل أكثر من تأويل؛ فإما أنك لا تريد أن ترى، أو أنك ترى وتدعي أنك لا ترى، أو أنك لا تثق بعربي مسلم يمنحك هدية لوجه الله لترى وتتكلم وفقاً لما ترى، وهذا ما أعتقد وأرى.