لم يبق أمام الوفاق إلا جمهورها فقط لتلقي عليه بكم الكذب والتضليل الذي تقتات منه يومياً.
فالمجتمع الدولي كشف كذبها، وبالطبع هي مكشوفة داخل مجتمعها، فلم يبق غير جمهورها الذي مازال يصدق ادعاءاتها ويسير مغمض العينين وراء إعلامها، جمهورها هو الوحيد الذي تريد أن تبقيه في ضلال حتى لا يكشف خديعتها الكبرى وينقلب عليها.
تغير له الأقوال، تزيف له الوقائع، تقلب له الأوراق، تخفي عنه تحركاتها وتبقيه في الوهم والسراب نائماً موعوداً بالمن والسلوى، فهذا هو السبيل الوحيد لبقائها زعيمة عليه وقائدة له.
فلا يخلو أسبوع من رد توضيحي لجريدتهم تصحح فيه الجهات المحلية والدولية الكذب والتزوير الذي تقوم به الجريدة.
بالأمس أجبرت الصحيفة على نشر رد من المكتب الإقليمي لحقوق الإنسان يكشف كم التزوير الذي قامت به الجريدة، حيث نشرت أقوال جماعة حزب الله البحريني القابع في بيروت والذي حضر الاجتماع المقام في بيروت للمكتب، نشرته على أنه «رأي المفوضية السامية» وبعنوان رئيسي يقول بالحرف الواحد «في تقرير عن المكتب الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان أشـار لاستهداف 145 من المؤسسات الإعلامية والصحافيين في البحرين: البحرينيون يعانون من انتهاك حقهم فـي التعبير.. ولا بديل عن الحوار الجاد».
وإمعاناً في التضليل، قالت الصحيفة إن المكتب الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان هو الذي (أصدر) تقريراً، إذ جاء حبل التضليل بالنص في الجريدة يوم السبت الماضي الآتي «أصدر المكتب الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان تقريراً حمل عنوان (حرية الرأي والتعبير، حرية الجمعيات، وحرية التجمع السلمي: إزالة العقبات)»، تناول التحديات التي تواجه حرية التعبير في بلدان المنطقة، والتقرير لخص استنتاجات المؤتمر الأصلي الذي نظمته المفوضية في بيروت في 22 و23 مايو 2012.
لتأتي الصفعة مؤلمة من المكتب الإقليمي بالأمس وتجبر الصحيفة على نشر الرد والتصحيح، إنما على غير ما ينص عليه قانون المطبوعات وعلى غير ما تقتضيه الأمانة المهنية نشرت الجريدة الرد إنما ليس في نفس المكان والموقع الذي نشر فيه الخبر، نشرت الصحيفة الرد في الصفحات الداخلية في (الصفحة 11) والذي أكد أن المكتب لم يصدر تقريره، وإن ما نشرته الصحيفة المذكورة هو عبارة عن أقوال المجموعات وليس تقييم المكتب ولا يمثل رأي المكتب!!
هذه لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فالوفاق أخفت عن جمهورها لقاءاتها مع الديوان الملكي من بعد انتهاء حالة السلامة الوطنية، وأخفت عن جمهورها أيام الدوار الكثير من اللقاءات التي جرت مع القيادة، وأخذت نيابة عن جمهورها قرار الدخول في مفاوضات، وقررت نيابة عنه رفضها.
اليوم هي تخبره من باب العلم بالشيء أنها أجرت عدة لقاءات مع الديوان الملكي.
ثم يتمادى إعلامها بالتضليل حين يكذب كتابها على قراء صحيفتهم فيقولوا إن من هناك من يتهم (نصف الشعب البحريني بالخيانة) في لعبة قذرة لخلط الأوراق الذي بات هو الآن سلاحها الوحيد.
الوفاق وأتباعها يتعمدون دمج الشيعة قسراً معهم، ويتعمدون التضليل والقول إن كل خطاب موجه للوفاق هو موجه لكل الشيعة، حتى اضطر كل من يكتب عن الوفاق أن يوضح في كل مرة أنه يقصد الوفاق لا يقصد الشيعة، ويضطر كل من يكتب عن الوفاق إلى الفصل متعمداً وبوضوح تام، ورغم ذلك تعمد الوفاق ويعمد أتباعها إلى الجمع والتعميم، فمن الذي يبحث عن الفتنة الآن؟ ومن الذي يشق الصف الآن؟ ومن الذي يكذب؟ ومن الذي يخفي الحقائق؟ ومن الذي يخلط الأوراق؟ ومن الذي يعمم؟
حقيقة لم أر ولم أسمع ولم أقرأ عن حركة احتجاج في تاريخ البشرية قامت وبنيت على الكذب والتزوير والتضليل بهذا الحجم، حقيقة شيء يفوق الوصف والخيال، فضيحة وراء فضيحة، انكشاف وراء انكشاف، حتى بدأت الجهات الدولية والإعلامية الواحدة تلو الأخرى تعلنها صراحة.. لقد ضللنا، ومع ذلك الجماعة مازالوا في غيهم يعمهون ولا يخاطبون الآن إلا جمهورهم الذي مازال يؤمن على أقوالهم، وكلما ألقيت كذبة صرخ الجمهور «هيهات من الذلة» و«اللهم صل على محمد وآل محمد..»، ونحن نقول معهم اللهم صل على محمد وآل محمد ولا حول ولا قوة إلا بالله.
^ ملاحظة..
الآن سيقولون إننا نتهم (نصف الشعب البحريني) بالتبعية العمياء بتعمد للتعميم والتضليل!!
سؤال: هل نصف شعب البحرين يتبع الوفاق وزعماءها؟!!
^ ملاحظة أخيرة..
الحمد لله على نعمة التواضع.. فمن بعد قول الشعب يريد، تواضعوا فقالوا غالبية الشعب يريد، ومن بعد افتضاح الحقيقة أصبحوا يقولون (نصف) الشعب يريد، وحين تحسب من يسير وراءهم فإنك لا تجد أكثر من 10% من الشعب هو الذي يريد، ولا تدري إن كان هؤلاء يعلمون ماذا يتبعون أم لا؟