صور عبر التاريخ الطويل تمر بمخيلتنا، صور لدول وممالك أضاعها وضيعها، أنها قربت الخائن الغدار الذي لا عهد له، وأبعدت وأهملت وأقصت المخلص الأمين الذي يحب وطنه. القارئ لا يحتاج لأن أذكره كثيراً بصور تاريخية كثيرة تبدأ ببغداد وتنتهي في الأندلس، لكن هذا التاريخ وهذه الحقائق، ومن لا يتعلم من التاريخ هو أعمى البصيرة، حتى وإن أوهم نفسه بأن هناك ضغوطاً ما. أخشى كل ما أخشاه أن الطريق المرير يقودنا إلى تلك الصور، فما نشاهده اليوم من سيناريوهات وأحداث وتقريب الغدار الخائن، يجعلنا نقول إن من قال تلك المقولة التي تقول إن التاريخ يعيد نفسه، هو يقول الصواب والحقيقة. المشهد البحريني لو تحدثت عنه بما في قلبي لربما يكون يوم نشر مقالي آخر يوم في مشواري الصحافي، لكني سأقول ما يمكن قوله دون أن نمس بأحد. لا أعرف كم هي الأحكام التي صدرت منذ الأزمة حتى اليوم والتي كانت الأحكام الأولية وأحكام الاستئناف 15 عاماً، وفي حكم آخر أصبح الحكم عاماً واحداً..!! ليست لدي إحصائية؛ لكن ذلك تكرر كثيراً أمامنا، وهذا التحول في ميزان العقل والقياس يجعلنا نضع علامات استفهام على هذا التحول الكبير. ليس بعيداً عن ذلك، فقد كنت ليلة أمس الأول في زيارة لوالد الملازم محمد الخشرم الذي صدر حكم أولي بحقه يقضي بحبسه 7 أعوام قبل أيام. في الحقيقة لمست في وجه والد الملازم محمد الخشرم قسمات وعلامات تبوح بما في نفسه من مرارة وألم وحسرة، أكثر مما يبوح بها الكلام، كان المجلس عامراً من أهل الملازم ومعارفه. فتحدثت إلى والد الملازم أولاً وقلت له ما هي آخر أخبار محمد، متى آخر مرة رأيت ابنك؟ فقال: زارنا في يوم صدور الحكم وسلم علينا وأخذوه إلى مكان لا نعرفه، ومنذ ذلك اليوم لا نعلم عنه شيئاً. والد ملازم محمد كان بوجه شاحب، ونبرة ألم وحسرة في صوته، وقد تمالك الرجل نفسه ذات مرة، ولا أحد يلومه على ذلك. قال الوالد إن ابنه من أكثر رجال الداخلية كفاءة والتزاماً في عمله وتخصصه، بشهادة المسؤولين عنه، وكان محمد في كل مرة يأتينا البيت وثيابه ممزقة من جراء الاعتداءات التي تلحق به من الإرهابيين، وذات مرة جاء إلينا بجراحه ودمائه، أنا كأب أصبحت أقول في نفسي، ابني يخرج اليوم ولا أعلم هل سيعود أم لا..؟ يضيف الوالد: أحنا عيال بلد يا يبه، ولا نرضى بالضرر بالغير، ولا نقبل بالإساءة لأحد، هذه هي أخلاقنا، ومحمد حين ذهب الى عمله كان في مهمة رسمية لرجل أمن، مهمته حفظ الأمن، وقد هجم عليه الإرهابيون بأعداد ويحملون أدوات قاتلة، وقد دافع عن نفسه في لحظة كاد أن يقتل فيها ابني. يقول والد محمد: أنا لست رجل قانون لكن كيف يحكم على ابني بتهمة سبق إصرار وترصد؟ هو لا يعرف الشخص الذي اعتدى عليه، ولا يعرف اسمه، وليس بينهم عداوة شخصية أو خلاف شخصي، فكيف تصبح التهمة سبق إصرار وترصد؟ هو رجل أمن وكان في مهمة رسمية لحفظ أمن البلد في منطقة فوضى وإرهاب، هو يدافع عن المجتمع وعن أمن الوطن، ويدافع عن الحكم، فكيف يقال في الاتهام سبق إصرار وترصد؟ واضاف والد الملازم محمد: أن المتوفى وبحسب تقرير المحكمة فارق الحياة بعد 4 ساعات من إصابته، فأين كان في هذه الساعات؟ ولماذا لم يؤخذ للمستشفى قبل الأربع ساعات؟ يقول الوالد إن هذه الأمور بحسب رأي المحامي هي ثغرات في القضية، ويجب النظر إليها بعين الاعتبار. ثم سألت الوالد: هل قابلتم المسؤولين في الداخلية بعد الحكم؟ فقال: لا لم نقابل أحد حتى اليوم، وأتمنى ان أقابل وزير الداخلية. تفاصيل القضية وجوانبها كثيرة، وقد طرحها بعض الأخوة الحضور، لكني أكتفي بحديث والد الملازم محمد. انتهى حديث والد محمد، وأقول إن كل الدماء البحرينية عزيزة علينا، وكل صاحب حق يجب أن يأخذ حقه بالقانون، وفي قضية محمد فإنه لا عداء شخصياً بينه وبين المتوفى، بل كان محمد في مهمة رسمية وتمت محاصرته بأعداد من الإرهابيين ودافع عن نفسه، وما فعله محمد سيفعله أي إنسان في موقفه حين يهجم أحد عليه بقصد القتل. نحن مع سيادة القانون والقضاء، حتى وإن انزعجنا من أحكام بعينها أو صفقنا لأحكام أخرى، لكن هناك حيثيات لكل قضية أيضاً يجب النظر إليها، فكل قضية لها ظروفها، وحين يكون رجل الأمن في مهمة رسمية فإنه يدافع عن أمن المجتمع وأمن الناس من الإرهاب، ويدافع عن نظام وحكم. والأكيد في كل ذلك ألا يستوي من يحفظ أمن الوطن، مع من يهرب الناس ويقتل..! ^^ رذاذ مازالت أزمة اللحوم وأزمات غدائية أخرى تتفاعل في البحرين، نسمع كلاماً من الوزراء وعلى الأرض هناك واقع مختلف. هناك من يقول إن أزمة اللحوم مفتعلة، وإن خلفها مسؤولين لهم مصلحة في هذه الأزمة.. نطالب بالتحقيقات الكاملة في أزمة اللحوم، فقد تعب المواطن من طول الأزمة ووعود لا تتحقق!! ^^ المارشال الإيراني الموجه لسوريا أكبر من المارشال الخليجي للبحرين وعمان، فقد دفعت إيران وبحسب صحيفة أمريكية مبلغ 10 مليارات دولار لنظام بشار الأسد الدموي في عامين..! هذا مارشال الدم الإيراني والقتل وإبادة أهل سوريا وتعرفون الإبادة لمن..! ^^ في مقابلة للأستاذ الصحافي السعودي سلمان الدوسري مراسل الشرق الأوسط في البحرين سابقاً قال: “هناك دولة خليجية تغازل إيران نهاراً، وتشتكي على إيران في مجلس التعاون ليلاً”)..!! عاد أي دولة يقصد سلمان الدوسري.. مادري.. لا أحد يضغط علي.. ترى ما باقول!! أي دولة خليجية، بحسب خبرتي الطويلة في الجغرافيا.. أعتقد ساحل العاج!..والله فضحتونا ياجماعة..!!