هناك مؤشرات لتململ بعض المراجع الشيعية من محاولات الوفاق المتكررة لإخفائهم وراء الكواليس حين اللعب على المسرح الدولي، فرجال الدين بشكل عام (الشيعي أو السني) لاعبون غير مرغوب بهم دولياً حين يتعلق الأمر بإصلاحات مدنية، ومهما عقدت الدوائر الأمريكية من تحالفات مع القيادات الدينية كالسيستاني في العراق أو الإخوان في دول أخرى؛ إلا أن ذلك دائماً ما يكون خلف الستار وتحت الطاولة، وحتى صور اللقاءات التي تتم بينهم لا تستخدم إلا للترويج المحلي كصور برايمر مع السيستاني وهو جالس معه على الأرض؛ أي للترويج للأمريكان في الأوساط الشيعية لا للترويج لبرايمر عند الرأي العام الأمريكي، فهذه الصور لا تنشر هناك.
شركات العلاقات العامة تنصح تلك الدوائر ألا تجازف بخسارة الرأي العام الدولي، خصوصاً الأمريكي منها، بظهورها علناً وهي تصافح رجال دين راديكاليين.
تيار الأفندية المتحالف مع الدوائر الأمريكية حاول قدر استطاعته حجب رجال الدين عن مسرح الصراع البحريني، وأعطى ضمانات بقدرته على كبح جماح حب الظهور لدى البعض، فوجودهم على المسرح البحريني لا يساهم في ترويج قصة الصراع المدني الذي تريده الوفاق أو الذي تريده (الدمى السياسية) المصنعة في المصانع الأمريكية والبريطانية، ولا تنصح به شركة العلاقات العامة الأمريكية الراعي الرسمي لحراكهم الدولي، إنما يبدو أن محاولات كبح جماح المراجع الدينية باءت بالفشل في الآونة الأخيرة، فالتنافس بين تلك المراجع بدأ يؤثر على الحراك.
فقد أعطت المراجع الدينية الفرصة الكافية للأفندية كي ينجزوا شيئاً على أرض الواقع قابلين باللعب وراء الكواليس وبدور الرمزية، والاكتفاء بالدور الثانوي من خلف ستار القنوات الفضائية الإقليمية، لكن الأفندية رغم استعانتهم بقوى عظمى فشلوا فشلاً ذريعاً، وبدأ التلاوم فيما بينهم الآن يظهر على السطح، ولم تعد تقبل بعض المراجع بالدور الثانوي أو المحلي الذي وزع عليهم وتصر على أدوار رئيسة وعلى الظهور على المسرح علناً.
تردي حالة الوفاق من جميع الجوانب يطحنها طحناً ويجعلها في نزاع داخلي ويجبرها أحياناً للتنازل عن دور البطولة للمراجع الدينية، وأحياناً للتنازل عن دور البطولة للدمى الأمريكية (الخواجة ورجب)، فإخفاقاتها تتكرر وترددها في اتخاذ القرار أضعف موقفها التفاوضي وشدها وجذبها مع الشارع أنهكها.
لم يعد للمراجع مكاناً اليوم إلا في الجنازات؛ فهي الفرصة الوحيدة التي تترك الوفاق (الكريدت) لهم، وتعطيهم فسحة من المكان على المسرح، وهي ورقة وإن كانت تصلح (للم الشمل) والصفوف، وإن كانت مناسبة للشخصيات المرجعية كي تتصدر الساحة، إلا أن خسائرها على الصعيد المحلي والدولي أكبر بكثير.
فلتلك الورقة دلالاتها المحلية على أن الصراع الدائر الآن هو صراع ديني يدور في الشوارع يسقط فيها شهداء من طرفها، ولا حاجة لمعرفة توصيف قتلى وجرحى الطرف الآخر، فتصدي المراجع للمسرح السياسي في تلك المناسبات يحول الخلاف السياسي إلى حرب دينية يسقط فيها الضحايا بين (شهيد) و(قاتل) ولا حاجة لمعرفة من هم القتلة!
أما على الصعيد الدولي؛ فإن هذا الظهور المتكرر والبارز للمراجع الدينية متصدري المسيرات العلنية يجعل مهمة شركات العلاقات العامة مهمة صعبة، خلط الديني بالسياسي في تلك المسيرات يفضح ما حاولت الوفاق والدوائر الأمريكية إخفاءه على مدى عام ونصف.
رغم أننا نعرف والأمريكان يعرفون أن رجال الدين الشيعة من خارج مملكة البحرين هم من يقودون “المعارك الميدانية” منذ فبراير إلى الآن، ورغم أننا نعرف والأمريكان يعرفون أن هناك مراجع دينية من داخل البحرين تقود العنف ومراجع أخرى تصمت عن العنف، إلا أن ذلك كله كان ضمن الاستهلاك الإعلامي المحلي، فهل تجازف الوفاق أو تجازف شركة العلاقات العامة الأمريكية برصيدها الدولي حين تتراجع وتفسح مجالاً أكبر لرجال الدين أن يعتلوا المسرح البحريني؟ هل يقود فشل الوفاق تلك المراجع إلى التخلي عن تحفظها واعتلاء المسرح؟ ذلك هو تحديها القادم وسيكون حينها اللعب على المكشوف وسيكون من الصعب جداً مجاراتها في لعبة العلاقات العامة.
إنها مجازفة على كل صعيد إنما أخطرها هو استخدام ورقة (الشهادة) في مجتمع منقسم طائفياً، حينها لن تكون أدوار البطولة إلا للمراجع الدينية من كلا الطرفين!!
شركات العلاقات العامة تنصح تلك الدوائر ألا تجازف بخسارة الرأي العام الدولي، خصوصاً الأمريكي منها، بظهورها علناً وهي تصافح رجال دين راديكاليين.
تيار الأفندية المتحالف مع الدوائر الأمريكية حاول قدر استطاعته حجب رجال الدين عن مسرح الصراع البحريني، وأعطى ضمانات بقدرته على كبح جماح حب الظهور لدى البعض، فوجودهم على المسرح البحريني لا يساهم في ترويج قصة الصراع المدني الذي تريده الوفاق أو الذي تريده (الدمى السياسية) المصنعة في المصانع الأمريكية والبريطانية، ولا تنصح به شركة العلاقات العامة الأمريكية الراعي الرسمي لحراكهم الدولي، إنما يبدو أن محاولات كبح جماح المراجع الدينية باءت بالفشل في الآونة الأخيرة، فالتنافس بين تلك المراجع بدأ يؤثر على الحراك.
فقد أعطت المراجع الدينية الفرصة الكافية للأفندية كي ينجزوا شيئاً على أرض الواقع قابلين باللعب وراء الكواليس وبدور الرمزية، والاكتفاء بالدور الثانوي من خلف ستار القنوات الفضائية الإقليمية، لكن الأفندية رغم استعانتهم بقوى عظمى فشلوا فشلاً ذريعاً، وبدأ التلاوم فيما بينهم الآن يظهر على السطح، ولم تعد تقبل بعض المراجع بالدور الثانوي أو المحلي الذي وزع عليهم وتصر على أدوار رئيسة وعلى الظهور على المسرح علناً.
تردي حالة الوفاق من جميع الجوانب يطحنها طحناً ويجعلها في نزاع داخلي ويجبرها أحياناً للتنازل عن دور البطولة للمراجع الدينية، وأحياناً للتنازل عن دور البطولة للدمى الأمريكية (الخواجة ورجب)، فإخفاقاتها تتكرر وترددها في اتخاذ القرار أضعف موقفها التفاوضي وشدها وجذبها مع الشارع أنهكها.
لم يعد للمراجع مكاناً اليوم إلا في الجنازات؛ فهي الفرصة الوحيدة التي تترك الوفاق (الكريدت) لهم، وتعطيهم فسحة من المكان على المسرح، وهي ورقة وإن كانت تصلح (للم الشمل) والصفوف، وإن كانت مناسبة للشخصيات المرجعية كي تتصدر الساحة، إلا أن خسائرها على الصعيد المحلي والدولي أكبر بكثير.
فلتلك الورقة دلالاتها المحلية على أن الصراع الدائر الآن هو صراع ديني يدور في الشوارع يسقط فيها شهداء من طرفها، ولا حاجة لمعرفة توصيف قتلى وجرحى الطرف الآخر، فتصدي المراجع للمسرح السياسي في تلك المناسبات يحول الخلاف السياسي إلى حرب دينية يسقط فيها الضحايا بين (شهيد) و(قاتل) ولا حاجة لمعرفة من هم القتلة!
أما على الصعيد الدولي؛ فإن هذا الظهور المتكرر والبارز للمراجع الدينية متصدري المسيرات العلنية يجعل مهمة شركات العلاقات العامة مهمة صعبة، خلط الديني بالسياسي في تلك المسيرات يفضح ما حاولت الوفاق والدوائر الأمريكية إخفاءه على مدى عام ونصف.
رغم أننا نعرف والأمريكان يعرفون أن رجال الدين الشيعة من خارج مملكة البحرين هم من يقودون “المعارك الميدانية” منذ فبراير إلى الآن، ورغم أننا نعرف والأمريكان يعرفون أن هناك مراجع دينية من داخل البحرين تقود العنف ومراجع أخرى تصمت عن العنف، إلا أن ذلك كله كان ضمن الاستهلاك الإعلامي المحلي، فهل تجازف الوفاق أو تجازف شركة العلاقات العامة الأمريكية برصيدها الدولي حين تتراجع وتفسح مجالاً أكبر لرجال الدين أن يعتلوا المسرح البحريني؟ هل يقود فشل الوفاق تلك المراجع إلى التخلي عن تحفظها واعتلاء المسرح؟ ذلك هو تحديها القادم وسيكون حينها اللعب على المكشوف وسيكون من الصعب جداً مجاراتها في لعبة العلاقات العامة.
إنها مجازفة على كل صعيد إنما أخطرها هو استخدام ورقة (الشهادة) في مجتمع منقسم طائفياً، حينها لن تكون أدوار البطولة إلا للمراجع الدينية من كلا الطرفين!!