فترة الانتقالات أصعب الفترات التي قد يواجهها أي ناد، فيكون كالإعلام، سلاح ذو حدين، إما يفيده أو يضره ويدمره، ويا لكثرة التعاقدات الناجحة في كرة القدم، فلن تنسى المستديرة تعاقدات كثيرة كرونالدو للإنتر، وديل بوسكي لإسبانيا، وعلى النقيض أيضاً يا لفشلها ولكثرة ذلك، لا ننسى التجربة الفاشلة لكل من بينيتيز في الإنتر وهودسون في ليفربول وفورلان حديثاً في الإنتر، كرة القدم بحاجة لمن يعطيها حتى تنصفه وتهديه الأفضل.
النادي لو أراد التعاقد إذاً عليه أن يتعاقد حسب موروث النادي الاجتماعي والأخلاقي، فلا يعقل أن يتعاقد نادي برشلونة مع لاعب بسلوكيات ماريو بالوتيلي، وظهرت هذه التجربة بسوء على النادي ذاته عندما تعاقد مع زلاتان إبراهيموفيتش، فالنادي له مبادئ وأسس يجب أن تسري على كل المنتدبين له، وهذا هو المميز في نادي برشلونة، عندما كان يريد التعاقد مع تياغو سيلفا المنتقل حديثاً لباريس سانت جيرمان، طلب اللاعب من إدارة النادي أن يكون راتبه متساوياً مع تشافي وبويول، أي نفس أقدم اللاعبين الذين تدرجوا في فئات النادي، فعارض النادي ذلك وألغى المفاوضات، تلك الأخلاقيات متطلب هام في طريقة مسايرة الميركاتو (سوق الانتقالات)، وهي الأخلاقيات باب ميركاتو نادي برشلونة، فرجع لمبادئه بعد إذ وتعاقد مع فيا وفابريغاس، ولنلحظ الفرق بينهما وبين إبرا أو بالوتيلي كمثال لا أكثر، فلا شيء يعلو على مبادئ النادي وإن كانت الصفقة مع اللاعب الأفضل في التاريخ، فالأسس والقيم والمبادئ فوق كل شيء!
ولعل أكثر من يعاني الآن في بناء فريقه هو نادي إنتر ناتسيونالي الإيطالي أو كما نلقبه بالإنتر، الفريق الذي فسخ عقد كل من لوسيو وفورلان مؤخراً، عند بناء كل فريق فإنك لابد أن تستند على خطة مدروسة، فأي عمل كان سواء بالرياضة أو بالحياة عامة لابد من استناده على خطة معينة، فليس من المعقول أن المغول كوّنوا أكبر إمبراطورية من العدم، ولا هو معقول أن هتلر بنى كل ذلك من دون قيم وأسس، فإن العمل الرياضي مطابق للحياتي التاريخي تماماً، أنت بحاجة لأسس وقيم ومبادئ حتى تبدأ بالعمل ولا تقوم به حتى يكتمل نصاب العوامل الأخيرة في جذور النادي، بعدها تتعاقد وتبني رويداً رويداً حتى تصل للنهل وتكتشف ذاتك وتعرف من أنت وما الذي تستحقه!
لا تتوقع من نبتة الصبّار أن تثمر لك التفاح، حاول أن تعرف أصل الأشياء وماضيها كي لا يصدمك المستقبل معها! -من كتاب وصايا لمحمد الرطيان.