تابعت عبر عدة حلقات متلفزة في قناة روسيا اليوم مقابلة السيد الحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية لإيران في عهد الإمام الخميني والذي تم الانقلاب عليه بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، ومن المهم التوقف عند بعض أهم مفاصل ما جاء في هذا اللقاء، بما يساعدنا على فهم الوضع الحالي في إيران وسياستها الخارجية بوجه خاص وعلاقتها بالجوار العربي:
- إن خميني باريس يختلف عن خميني إيران، فالأول كان محاطاً بالمثقفين مؤكداً على الحريات العامة والخاصة والديمقراطية ومدنية الدولة “تماماً مثلما نسمع اليوم من التيارات الدينية الطامحة للسلطة أو التي استلمتها في بعض البلدان العربية”، والثاني كان مغلقاً متفرداً في قراراته، وبمجرد تسلمه للسلطة مباشرة بدأ بخرق الدستور، أخذ إقراراً بتعيين رئيس ومدعٍ عام لمحكمة التمييز العليا وللمجلس الأعلى للقضاء كان هذا هو أول خرق للدستور وهذا مجرد تفصيل صغير يمس أزمة الزعامة الروحية لما تتولى السلطة.
- وفي خطب الجمعة شجع رجال الدين على تكييف الانتخابات للوصول إلى البرلمان، وعندما ذهب إليه أبوالحسن بني صدر ليقول له: إن هذا الأمر مرفوض، أجابه ألا كلمة للشعب، الكلمة لرجال الدين “وهذا هو التمشي العام لتيار ولاية الفقيه في صورته الأصلية فما بالك بالنسخ المستنسخة”.
^ أكد أبوالحسن بني صدر أن الخميني أراد فقط مجرد رئيس جمهورية صوري “خادم للفقيه لا أكثر ولا أقل” وليس خادماً للشعب كما تم الادعاء وكما يتكرر اليوم نفس الادعاء، ولذلك كان على قناعة تامة أن هذا الحكم لإيران هو حكم نهائي ومطلق، ولا مجال للحديث عن أي تداول للسلطة.
- إن أمريكا لم تكن أبداً هي الشيطان الأكبر في فكر القائد الروحي مثلما تم الادعاء، بل كان الخميني -والكلام لبني صدر- يراهن على التعامل معها لمساعدته على تحقيق حلمه في بناء الخلافة الإسلامية من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت ثم إلى دول آسيا الوسطى.
لقد كانت هناك لقاءات عديدة ولقاءات سرية، أشهرها اللقاء الذي جرى في ضواحي باريس ووقعت فيه اتفاقات بين جماعة ريغان وبوش وجماعة الخميني، حيث حاول الخميني إقناع بني صدر بجدوى التعاون مع الأمريكيين ولكنه رفض ذلك، وقال للخميني: “لقد شاركنا في الثورة طلباً للاستقلال وليس للتبعية كما كان الحال في زمن الشاه، لقد شاركنا في الثورة من أجل حريتنا وازدهار بلادنا”.
^ لقد كان موضوع خطف الرهائن مسرحية أمريكية نفذت في إيران ولم يكتشف بعد الشخص الذي نفذت من خلاله العملية -والكلام لبني صدر- لقد حصل ذلك لأجل خدمة مصالح الفريقين لخدمة الملالي في إيران، وأيضاً لخدمة الجمهوريين في أمريكا الذين كانوا يريدون تغيير نفسية الأمريكيين الذين استكانوا للسلام بعد حرب فيتنام، حتى إنهم عادوا إلى عزلتهم المعروفة، لهذا كان يجب إيقاظ الروح العدائية عندهم باستغلال موضوع الرهائن، والنتيجة كانت وصول الجمهوريين إلى السلطة، وقيل كثيراً إن الخطة كانت من إعداد هنري كسنجر والسيد روكفيلر ولم تكن بالتأكيد من إعداد الطلبة الثوار بكل تأكيد. - موضوع الحرب الإيرانية العراقية -يقول بني صدر- كان الخميني وراء استمرارها، وكان بالإمكان لو قبل الوساطة التي أرادها العراق إنهاء الحرب في 1981 ولكان البلدان تجنبا كل تلك الماسي الهائلة، لقد كان حلم الخميني وشهوته للسلطة وحقده وراء ذلك.
^ همس الربيع..
يبدو أن السحر قد بدا بالفعل بالانقلاب على الساحر. فالثورات العربية أصبحت ملهمة للإيرانيين بعكس ما يروّج النظام في طهران، فإن الكثير من الإصلاحيين وجد أن الربيع الإيراني مقبل بالفعل وهو على الأبواب. وانضم لهم معارضون معروفون بانتقاداتهم للحركة الإصلاحية ولرموزها خصوصاً مير حسين موسوي وأبرزهم السياسي والإعلامي المخضرم حسن عباسي المعروف بـ«سياوش افيستا” صاحب قناة “مهر” الموجهة إلى إيران.
ورغم أنه يرى أن الثورات العربية متأثرة بحركة الاحتجاجات الإيرانية، إلا أن “سياوش افيستا” يصرّ في برامجه التي تنتقد النظام الديني بشدة على أن إيران مقبلة على تغيير كبير وشامل سيغير وجه المنطقة.
{{ article.visit_count }}