أجد نفسي اليوم مضطراً للتطرق لموضوعين منفصلين على غير ما اعتدت عليه في كتاباتي التي أحبذ فيها التركيز على موضوع واحد.
هذه الحالة الاستثنائية سببها الرئيس هو أهمية الموضوعين اللذين اخترت الخوض فيهما اليوم باعتبارهما موضوعي الساعة على الساحة الرياضية المحلية.
الموضوع الأول على صلة بأحداث المباراة الثانية بين المحرق والأهلي في نهائي دوري زين لكرة السلة والتي حرمنا الخلل الطارئ الذي أصاب سيارة النقل التلفزيوني من متابعتها على الهواء ولكن برنامج «أون فاير» كفى ووفى من خلال الحلقة التي خصصها مساء أمس الأول لتلك المباراة وما رافقها من أحداث.
وعلى الرغم من استيائي من تلك الأحداث المؤسفة والتي لطالما طالبنا بعدم تكرارها في ملاعبنا الرياضية حفاظاً على الروح الرياضية وحفاظاً على لحمتنا المجتمعية فقد سعدت جداً بالاعتذارات التي قدمت على الهواء مباشرة على لسان كل من رئيس جهاز كرة السلة بالنادي الأهلي خالد كانو ورئيس رابطة مشجعي نادي المحرق سعد محبوب ورئيس رابطة مشجعي النادي الأهلي السماهيجي وإداري فريق السلة المحرقاوي حمد المعتوق واتفاقهم جميعاً على أن اللحمة الوطنية هي الأهم وأن ما حدث في لحظات الانفعال لن يؤثر بأي حال من الأحوال على هذه اللحمة التي يتمتع بها المجتمع الرياضي البحريني.
فعلا إنها قمة الشجاعة أن يقوم المرء بالاعتذار لمن يعتقد أنه أخطأ بحقه ولكننا سنتابع مساء اليوم الجولة الثالثة بين الفريقين الكبيرين ونتمنى أن تترجم تلك المواقف الشجاعة على أرض الواقع لكي نستمتع بأداء فني راقي بين الفريقين داخل ميدان المنافسة وأن نشاهد ونسمع إيقاعات جماهيرية راقية لا تخلط الحابل بالنابل كما حدث مساء الأحد الماضي!
أما الموضوع الثاني الذي وجدت ضرورة التطرق إليه اليوم فهو متصل بالمدرب الإنجليزي بيتر تايلور وتقلباته الإعلامية بين ليلة وضحاها الأمر الذي طغى على جوهر القضية الرئيسة وهي قضية المستوى المتدني والنتائج السلبية التي ظهر بها منتخبنا الوطني في بطولة كأس العرب الأخيرة والمطالبة بالكشف عن المسببات التي أدت إلى هذا الظهور غير المشرف للكرة البحرينية والخطوات المراد اتباعها للمرحلة القادمة التي تعد الأهم باعتبارها المحطة التي تسبق دورة كأس الخليج وما أدراك ما دورة كأس الخليج وأهميتها على خارطة الرياضة الخليجية عامة والبحرينية خاصة!
نتمنى أن تكون أحداث الأيام الماضية درساً مفيداً للمدرب تايلور سواء في تعاملاته مع الإعلام الرياضي أو حتى مع جهازه الإداري ومسؤوليه باتحاد الكرة وأن يركز في المرحلة المقبلة على عمله الجوهري إذا أراد أن يحافظ على السمعة الطيبة التي لازمته طيلة الأشهر الماضية قبل أن يقع في مطب كأس العرب وكماشة الإعلام الرياضي!