إن المرحلة «الإعلامية» الفائتة كانت اختباراً حقيقياً لكشف مدى احترافية مدرب منتخبنا الوطني بيتر تايلور وأيضاً لرؤية مدى التوازن التعاوني الذي بينه وبين اتحاد الكرة. الآن في العالم، لا يوجد مدرب يجعل من نفسه ضحية إعلامية بهذه الصورة الهشّة، مدربون محليون كثر عانوا من أزمات كهذه ولكنهم كانوا أكثر توازناً وأكثر احترافية، فمدرب العقد الـ21 حتى في أصعب الفترات وفي المحيط الأشد ضغوطاً يكون الدكتاتوري الصلب المتحكم بكافة أطراف المؤتمر الصحافي، وبحكمته وتجاربه يعرف ما هي الفترات الذي سيُختبر فيها من تلك التجارب يكون قد عرف مسبقاً ما هي الفترات التي قد تصنع ضجيجاً لو صرح خلالها، ولكن ما حصل له أمر غير متوقع بسبب تعليقات جاهلة تجاه من كان يعمل معهم، وهذه النتيجة، فالإعلام كما ذكرت مسبقاً، مسؤولية رقابية بحتة لا تبحث عن الصور والمرئيات والأشياء الواضحة، ولا تسمو إلا بسمو ما يناقض الواقع والمثاليات، والمكوّنة في قعر الخفاء. الرسالة ليست لإشعال فتيل كما يسميها الكثيرون، ولكنها لإعطاء صورة واضحة للتعامل الإعلامي الذي بدر من تايلور على أثر بطولة جداً متواضعة مع احترامي وهي كأس العرب، فهكذا هو الإعلام دوماً يا سيدي، عليك أن تتعامل معه بكل يسر ومثالية حتى يكافئك، لسنا في سياسة بل رياضة وهو العكس تماماً في طريقة التعامل المهني، ففي ظل كل ذلك، فإن تايلور حتماً هو من ضمن منظومة اتحاد الكرة، ولا يعقل بأن مؤسسة رياضية بهذا الحجم لا تملك خبرات مستشارين ومتخصصي علاقات عامة حتى توجه وتضع رسماً تخطيطياً لما يمكن أن يترتب لاحقاً وتكون قد مهّدت طريقاً ما بعد الخروج من كأس العرب بدون أي إزعاج وفوضى كما حصل! لست من المسلطين على رأس تايلور ولا على اتحاد الكرة كما وصفني البعض مؤخراً، ولكني أهاجم «مدى» احترافية الذي مسك بدفة منتخبنا الوطني في ظل العصر الحديث الذي نعيشه، فأنا بالأخير مواطن رياضي بحريني وسأبحث عن الأفضل، لم أجد شخصاً يرتقي ويتطور بمعلقات وقصائد المديح والتقديس التي يفعلها الكثيرون هذه الأيام وكأنهم في عصر المتنبي وسيف الدولة لكسب العلاقات والمصالح الشخصية، بل سأنتقد ليس لإثارة فتنة أو إخراج موضوع من العدم، بل للغيرة على المصلحة العامة، وعلى الشخصيات العليا أن تقرأ يومياً ما يكتب في جميع الصحف حتى تأخذ من كل ذلك الثمرة وتترجمه لقرارات إصلاحية حقيقية مستقرة تعم على المنتخب الوطني بالدفء والسكينة. [email protected]