إن تطاول الوفاق على المؤسسة العسكرية الأمنية هدفه إسقاط هيبة الدولة في عيون الشعب، وما التعدي اليومي بدءاً من تمزيق بدلة رجل الأمن حتى دهسه وقتله ما هو إلا محاولة نزع احترام هيبة الدولة، وهاهو البيان الذي نشرته الوفاق تحت عنوان “لا مهرب من الاستحقاقات السياسية ومحاولات الالتفاف على المطالب ستفشل”، حيث قالت فيه “المنظومة الأمنية في البحرين اليوم أصبحت فاقدة المصداقية للدرجة التي تجعلها غير محل تصديق من أحد حتى لو كانت الوقائع حقيقية، وهو ما يفرغ الحماية الأمنية من مضمونها وتجعل الشكوك قائمة حول كل ادعاءاتها وهذا ما يحتم تغير عقيدتها وتركيبتها والإشراف عليها وسبل محاسبتها”، وهذا أمر لم تقله الوفاق من فراغ، فمن بعد تطاولها على هيبة المؤسسة العسكرية ومرور هذا التطاول بسلام وبدون محاسبة ولا ملام، فإنها بالطبع تتطاول اليوم وبشدة أجرأ على المؤسسة الأمنية التي تحاول كل يوم بنزع هيبة رجل الأمن من عيون المواطنين، وذلك حين يشاهد المواطنون تسجيلات فيها تحترق مركبات الأمن ومن دهس رجالها وتمزيق بدلة الضابط. إنها عملية مقصودة تستخدمها الوفاق حتى يتحرر أتباعها من شعور الهيبة والاحترام والانتماء إلى قيادة الدولة، لذلك نشاهد تكرار الوفاق في مخاطبتها لجماهيرها بشعبنا، وهو ما كررته في نفس التقرير، إنها العملية التي تسمى “غسيل المخ”، وهي نفس العملية التي قام عليها حزب الله اللبناني حين أفرغ هيبة الدولة عندما تطاول على الجيش اللبناني إلى أن غير تركيبته، وهذا ما كشف عنه نفس البيان الذي طالبت فيه الوفاق تغيير عقيدة وتركيبة المؤسسة الأمنية البحرينية في قولها “وهذا ما يحتم تغير عقيدتها وتركيبتها والإشراف عليها وسبل محاسبتها”، فما المعني تغير عقيدتها أي تبعيتها وولائها، حين تتغير التركيبة حتى الإشراف عليها. ولم يتوقف التطاول على المؤسسة العسكرية والأمنية بل طال حتى السلطة الحاكمة حين ذكر هذا البيان “أن وعي شعبنا وحضاريته أثبتت وستثبت للقاصي والداني أن هذه السلطة لا تستحق هذا الشعب”، مما يثبت أن لا فائدة ولا طائلة مهما تسامحت الدولة ومهما خففت من أحكام ورصدت من مكافآت وتعويضات مجزية، ومهما طرحت من مبادرات وأرسلت من وساطات، تبقى السلطة غير مرغوبة بالنسبة لأصحاب المؤامرة الانقلابية، وهو ما يترجم أن الوفاق مازالت ترفع شعار “إسقاط النظام”، وإن تلونت الحروف ولكنها تؤدي إلى نفس النتيجة، حين يكون لا فرق بين «السلطة لا تستحق هذا الشعب»، وبين «الشعب يريد إسقاط النظام».