كانت مداخلة صادقة وجريئة من مواطن غيور حضر لقاء الشيخ علي سلمان مع مجموعة من المواطنين بمأتم السنابس، وكان المتحدث موفقاً حين وصف الوضع بأنه مأزق حقيقي دخلت فيه الطائفة الشيعية، أما الشيخ علي سلمان، فقد كانت ردوده نموذجاً واضحاً لازدواجية خطابه لأتباعه داخل القاعات وفي الساحات وخطابه للمتلقي الخارجي عبر شاشات الفضائيات.
تحدث المواطن الغيور عن الأخطاء التي فاقمت الأوضاع ووضعت الطائفة الشيعية في حرج كبير، وأهم هذه الأخطاء سقف المطالب المرتفع الذي فرضته قوى 14 فبراير ومنها الوفاق وجمعياتها التابعة أثناء الأزمة، والشعارات المقززة التي رفعت في الدوار ومازالت تكتب على الجدران، وعدم مصداقية الكثير من عناصر 14 فبراير في الخارج واختلاف الكثير من المواطنين الشيعة مع أطروحاتهم، وكانت ردود علي سلمان بين تمييع الإجابة والتدليس فيها، فسقف المطالب المرتفعة ينحصر عنده في تأرجح المطالب بين الجمهورية والملكية الدستورية وانتخاب رئيس الوزراء متناسياً المطالب الخيالية بهدم كل البنى التشريعية والتنفيذية في الدولة وتشكيل مجلس تأسيسي يعيد بناء كل ذلك، ما يعني فض كل نظام في الدولة والدخول بالبحرين في نفق من الفوضى التي تعاني منها دول الثورات العربية لحد الآن، فالمصريون، على سبيل المثال، لحد اليوم لم يتفقوا على صيغة تُشكل بها اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور، أما موضوع الشعارات التي أفزعت أكثر من نصف البحرين، فرد علي سلمان عليها بأنها سمة كل الثورات، وأنه لم يبق شعار لم يقل في ميدان التحرير في مصر، لكننا، كمتابعين، لم نسمع في دول الثورات العربية إلا شعارات الوحدة الوطنية ورفض التفتيت ومحاربة الدولة التي كانت هي من يستخدم الشعارات الطائفية والتفتيتية، أما رد علي سلمان على عدم مصداقية عناصر المعارضة في الخارج واختلاف المواطنين الشيعة مع أطروحاتهم، فكان قوله إن كل ما قيل عن النظام قليل عليه، وهذا رد يعكس مصداقية علي سلمان المطاطية!!
وبعيداً عن تكرار الحديث في تفاصيل الأزمة الذي استهلكناه على مدى أكثر من عام، فإن الجريمة التي ارتكبتها الوفاق وقوى التأزيم المتعددة في حق الطائفة الشيعية هي الانشقاق بها في حراك 14 فبراير عن الإجماع الوطني، فحين خرجتم يا سماحة الأمين العام تطالبون بالديمقراطية والعدالة فإنكم لم تجلسوا مع إخوانكم في الوطن من باقي مكونات الشعب التي تتفقون معها أو تختلفون وأولهم أخوانكم السنة، ولم تدرسوا معهم آليات التحرك ولم تناقشوهم في نوع المطالب وكيفية طرحها، ولم تتفقوا معهم على تنظيم الفعاليات وترشيد الخطاب، بل نسقتم مع عناصركم في كافة مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني ونظمتم قراكم وجماعتكم وخرجتم منفردين ومستكفين بأنفسكم، مطالبين الآخرين باللحاق بكم كأتباع، أما من تخلف عن ركابكم ومن اختلف معكم فليس إلا بلطجي ومرتزق عليه أن يرحل، لقد كان هذا التكتيك السهل في حراك قوى التأزيم هو المنزلق الخطير الذي أدى إلى تمزق طائفي خطير والتفاف كل مواطن بحريني حول طائفته طلباً للأمن الذي أوشك أن يضيع، ومن ثم اشتعلت الأزمة الطائفية في البحرين، ومازالت مشتعلة يا سماحة الأمين العام ما دمتم تغذونها بذرائع التكليف الشرعي وبناء المآتم واللطم على الحسين. مأزق الطائفة يولد حين تتصرف أي طائفة باستقلالية وتتحرك وفق رؤيتها الخاصة وترفض الحوار مع الآخر وتستمر في حراك تجد نفسها وحيدة فيه إلا من بضع مواطنين مختلفين يُسْتشهد بهم لذر الرماد في العيون، وهنا نتذكر ما حصل بعد سقوط العراق وبدء عمليات الاجتثاث والتهجير على يد فرق الموت، حين خرج العديد من علماء الشيعة في لبنان والعراق ممن لا ينضوون تحت مظلة الولي الفقيه يحذرون الشيعية من مغبة الاستقواء والخروج عن الإجماع الوطني في بلدانهم، ومازال الكثيرون منهم يذكرون المواطنين الشيعة بأهمية الوحدة الوطنية والبقاء ضمن النسيج الوطني ونبذ المطالب التي تنم عن فئوية أو طائفية أو التي تجعل من الشيعة مواطنين ذوي وضع خاص بحجة الخصوصية المذهبية. وهنا لابد من التأكيد أن الإجماع الوطني كان سمة الثورات العربية التي استشهد بها الشيخ علي سلمان كثيراً محاولاً الاقتداء بها، فالأقباط المصريون كانوا يحرسون ميدان التحرير حينما يقيم المسلمون صلاة الجمعة، وكان شباب المسلمين يحرسون الكنائس القبطية خشية أن تتعرض للأذى فيتشتت حراك الثورة، وفي اليمن نصب الحوثيون والحراك الجنوبي خيامهم في الميدان مع الثوار وسكتوا عن مطالبهم الانفصالية ووحدوا الخطاب والحراك حتى انتصرت الثورة، وفي سوريا اجتمع المجلس الوطني مع حزب الإخوان المسلمين ومجموعة من رجال الدين المسلمين من كافة التيارات ووقعوا معهم ميثاق شرف ينص على عدم التعرض للطائفة العلوية وعدم استخدام المبررات الطائفية في الثورة ضد الرئيس العلوي كي تشعر الطائفة العلوية بالأمان من مطالب الثورة، أما في البحرين فلم تجر الأمور على النحو السابق وهذا الذي خلق الأزمة البحرينية الحقيقية التي نعانيها جميعاً اليوم والتي غيرت أولوياتنا في التحرك الوطني، فقد أصبحت أولوياتنا هي حل المشكلة الطائفية قبل محاربة الفساد، وإعادة اللحمة الوطنية قبل التوسع في ممارسة الديمقراطية.
وكالعادة الشيخ علي سلمان في خطاباته لأتباعه في البحرين فإننا لا نلمس منه أي ضبط أو توجيه أو تأطير لأي تحرك أو سلوك تأتي به عناصر المعارضة أو المحسوبين عليها فكل الخيارات مفتوحة وكل عمل مسموح به والشعار الجامع غير المانع هو حرية التعبير، وهذا يعد نقصاً في الزعامة، التي من أهم مهامها توجيه الأتباع وتربيتهم وصياغة أفكارهم وسلوكهم في الفلسفة والقيم التي تتبناها تلك الزعامات، وهذا ما يفتقده الشيخ علي سلمان.
وبمناسبة وصف الشيخ علي سلمان، في لقاء السنابس، المعارضة بأنها عاقلة وأننا لن نجد معارضة بعقلانيتها وحرصها على مصلحة جميع المواطنين، فإن شعب البحرين يشكر لهؤلاء العقلاء سد الشوارع وحرق الإطارات في ليالي رمضان المبارك الذي تصفد فيه الشياطين وتنزل الملائكة، وهنا أنقل للشيخ علي سلمان تحديداً شكر إحدى المواطنات البحرينيات التي خرجت من منزلها في منطقة سار في الساعة العاشرة مساء لتحضر (غبقة) في الحادية عشرة، ولكنها حُشرت في شارع الملك فيصل مدة تتجاوز الساعتين ليخبرها الشرطي بعد الساعة الثانية عشرة أن الأفضل لها أن تعود منزلها إن لم تكن مضطرة لمشوارها!!، أمام هذه المعاناة وغيرها يا سماحة الأمين العام فإن كلامك عن العقلانية والسلمية والمصلحة الوطنية يغدو كما وصفت به غيرك، كلام لا يُباع ولا يُشترى ولا يُعترف به في السياسة، ونكون نحن كما وصفتنا شبعانين كلام ووعود.
إن المأزق الذي خلقته قوى التأزيم للطائفة الشيعية لن ينفرج إلا بالعودة للوحدة الوطنية وبجلوس العقلاء من الطائفتين للتفاهم على أفق العمل الوطني القادم دون أن يسيء طرف للآخر، ودون أن يقصي طرف غيره، ودون أن يستأثر طرف بمطالب خاصة أو مختلف عليها، إن رأب الصدع الوطني في هذه المرحلة هو أسمى من أي مكسب سياسي، بل هو، في حد ذاته، مكسب سياسي كبير سوف يخلده التاريخ.
^ تناقض مفضوح..
أستطيع تفهم التحفظات التي قد يطرحها بعض الغيورين على القضية السورية بشأن زيارة وفد من جمعية الأصالة الإسلامية لسوريا ولقائه بعناصر من الجيش الحر، وأستطيع تقبل الرأي القائل إن ذلك يعد تعقيداً للملف السوري بتدخل أطراف غير سورية قد تحسب على التيار الإسلامي، لكن ما هو مرفوض أن يكون أشد الرافضين لهذه الزيارة وأكثر المنتقدين لها هم قوى التأزيم البحرينية، فهؤلاء هم أكثر من توسل من أجل التدخل الأجنبي في البحرين، وهم من تسول من أعضاء الكونجرس ومن حقوقيي جنيف رفع ملف البحرين الحقوقي لمجلس الأمن لفرض عقوبات اقتصادية علينا في البحرين، بل إن بعضهم طالب عبر المحطات الفضائية بتدخل الدول الكبرى لحل الأزمة، وليس حديثهم عن التدخل الأجنبي في سوريا إلا تناقض طائفي مفضوح أصبح أحد أصدقائهم السيد جمال عيد رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان في مصر يضيق به ذرعاً، وعودوا لتغريداته في تويتر لتتأكدوا.
من شاهد فيديو مداخلة المواطن الغيور في لقاء الشيخ علي سلمان في مآتم السنابس، لابد أنه لاحظ كيف تلعثم الشيخ علي سلمان في سرد جرائم نظام الأسد حين استشهد بمقال الدكتور محمد المسفر حول سوريا، لقد حاول علي سلمان المساواة بين الحالة السورية والحالة البحرينية لكنه تأتأ في الحديث عن سوريا وانطلق لسانه كالصاروخ ضد البحرين.
تحدث المواطن الغيور عن الأخطاء التي فاقمت الأوضاع ووضعت الطائفة الشيعية في حرج كبير، وأهم هذه الأخطاء سقف المطالب المرتفع الذي فرضته قوى 14 فبراير ومنها الوفاق وجمعياتها التابعة أثناء الأزمة، والشعارات المقززة التي رفعت في الدوار ومازالت تكتب على الجدران، وعدم مصداقية الكثير من عناصر 14 فبراير في الخارج واختلاف الكثير من المواطنين الشيعة مع أطروحاتهم، وكانت ردود علي سلمان بين تمييع الإجابة والتدليس فيها، فسقف المطالب المرتفعة ينحصر عنده في تأرجح المطالب بين الجمهورية والملكية الدستورية وانتخاب رئيس الوزراء متناسياً المطالب الخيالية بهدم كل البنى التشريعية والتنفيذية في الدولة وتشكيل مجلس تأسيسي يعيد بناء كل ذلك، ما يعني فض كل نظام في الدولة والدخول بالبحرين في نفق من الفوضى التي تعاني منها دول الثورات العربية لحد الآن، فالمصريون، على سبيل المثال، لحد اليوم لم يتفقوا على صيغة تُشكل بها اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور، أما موضوع الشعارات التي أفزعت أكثر من نصف البحرين، فرد علي سلمان عليها بأنها سمة كل الثورات، وأنه لم يبق شعار لم يقل في ميدان التحرير في مصر، لكننا، كمتابعين، لم نسمع في دول الثورات العربية إلا شعارات الوحدة الوطنية ورفض التفتيت ومحاربة الدولة التي كانت هي من يستخدم الشعارات الطائفية والتفتيتية، أما رد علي سلمان على عدم مصداقية عناصر المعارضة في الخارج واختلاف المواطنين الشيعة مع أطروحاتهم، فكان قوله إن كل ما قيل عن النظام قليل عليه، وهذا رد يعكس مصداقية علي سلمان المطاطية!!
وبعيداً عن تكرار الحديث في تفاصيل الأزمة الذي استهلكناه على مدى أكثر من عام، فإن الجريمة التي ارتكبتها الوفاق وقوى التأزيم المتعددة في حق الطائفة الشيعية هي الانشقاق بها في حراك 14 فبراير عن الإجماع الوطني، فحين خرجتم يا سماحة الأمين العام تطالبون بالديمقراطية والعدالة فإنكم لم تجلسوا مع إخوانكم في الوطن من باقي مكونات الشعب التي تتفقون معها أو تختلفون وأولهم أخوانكم السنة، ولم تدرسوا معهم آليات التحرك ولم تناقشوهم في نوع المطالب وكيفية طرحها، ولم تتفقوا معهم على تنظيم الفعاليات وترشيد الخطاب، بل نسقتم مع عناصركم في كافة مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني ونظمتم قراكم وجماعتكم وخرجتم منفردين ومستكفين بأنفسكم، مطالبين الآخرين باللحاق بكم كأتباع، أما من تخلف عن ركابكم ومن اختلف معكم فليس إلا بلطجي ومرتزق عليه أن يرحل، لقد كان هذا التكتيك السهل في حراك قوى التأزيم هو المنزلق الخطير الذي أدى إلى تمزق طائفي خطير والتفاف كل مواطن بحريني حول طائفته طلباً للأمن الذي أوشك أن يضيع، ومن ثم اشتعلت الأزمة الطائفية في البحرين، ومازالت مشتعلة يا سماحة الأمين العام ما دمتم تغذونها بذرائع التكليف الشرعي وبناء المآتم واللطم على الحسين. مأزق الطائفة يولد حين تتصرف أي طائفة باستقلالية وتتحرك وفق رؤيتها الخاصة وترفض الحوار مع الآخر وتستمر في حراك تجد نفسها وحيدة فيه إلا من بضع مواطنين مختلفين يُسْتشهد بهم لذر الرماد في العيون، وهنا نتذكر ما حصل بعد سقوط العراق وبدء عمليات الاجتثاث والتهجير على يد فرق الموت، حين خرج العديد من علماء الشيعة في لبنان والعراق ممن لا ينضوون تحت مظلة الولي الفقيه يحذرون الشيعية من مغبة الاستقواء والخروج عن الإجماع الوطني في بلدانهم، ومازال الكثيرون منهم يذكرون المواطنين الشيعة بأهمية الوحدة الوطنية والبقاء ضمن النسيج الوطني ونبذ المطالب التي تنم عن فئوية أو طائفية أو التي تجعل من الشيعة مواطنين ذوي وضع خاص بحجة الخصوصية المذهبية. وهنا لابد من التأكيد أن الإجماع الوطني كان سمة الثورات العربية التي استشهد بها الشيخ علي سلمان كثيراً محاولاً الاقتداء بها، فالأقباط المصريون كانوا يحرسون ميدان التحرير حينما يقيم المسلمون صلاة الجمعة، وكان شباب المسلمين يحرسون الكنائس القبطية خشية أن تتعرض للأذى فيتشتت حراك الثورة، وفي اليمن نصب الحوثيون والحراك الجنوبي خيامهم في الميدان مع الثوار وسكتوا عن مطالبهم الانفصالية ووحدوا الخطاب والحراك حتى انتصرت الثورة، وفي سوريا اجتمع المجلس الوطني مع حزب الإخوان المسلمين ومجموعة من رجال الدين المسلمين من كافة التيارات ووقعوا معهم ميثاق شرف ينص على عدم التعرض للطائفة العلوية وعدم استخدام المبررات الطائفية في الثورة ضد الرئيس العلوي كي تشعر الطائفة العلوية بالأمان من مطالب الثورة، أما في البحرين فلم تجر الأمور على النحو السابق وهذا الذي خلق الأزمة البحرينية الحقيقية التي نعانيها جميعاً اليوم والتي غيرت أولوياتنا في التحرك الوطني، فقد أصبحت أولوياتنا هي حل المشكلة الطائفية قبل محاربة الفساد، وإعادة اللحمة الوطنية قبل التوسع في ممارسة الديمقراطية.
وكالعادة الشيخ علي سلمان في خطاباته لأتباعه في البحرين فإننا لا نلمس منه أي ضبط أو توجيه أو تأطير لأي تحرك أو سلوك تأتي به عناصر المعارضة أو المحسوبين عليها فكل الخيارات مفتوحة وكل عمل مسموح به والشعار الجامع غير المانع هو حرية التعبير، وهذا يعد نقصاً في الزعامة، التي من أهم مهامها توجيه الأتباع وتربيتهم وصياغة أفكارهم وسلوكهم في الفلسفة والقيم التي تتبناها تلك الزعامات، وهذا ما يفتقده الشيخ علي سلمان.
وبمناسبة وصف الشيخ علي سلمان، في لقاء السنابس، المعارضة بأنها عاقلة وأننا لن نجد معارضة بعقلانيتها وحرصها على مصلحة جميع المواطنين، فإن شعب البحرين يشكر لهؤلاء العقلاء سد الشوارع وحرق الإطارات في ليالي رمضان المبارك الذي تصفد فيه الشياطين وتنزل الملائكة، وهنا أنقل للشيخ علي سلمان تحديداً شكر إحدى المواطنات البحرينيات التي خرجت من منزلها في منطقة سار في الساعة العاشرة مساء لتحضر (غبقة) في الحادية عشرة، ولكنها حُشرت في شارع الملك فيصل مدة تتجاوز الساعتين ليخبرها الشرطي بعد الساعة الثانية عشرة أن الأفضل لها أن تعود منزلها إن لم تكن مضطرة لمشوارها!!، أمام هذه المعاناة وغيرها يا سماحة الأمين العام فإن كلامك عن العقلانية والسلمية والمصلحة الوطنية يغدو كما وصفت به غيرك، كلام لا يُباع ولا يُشترى ولا يُعترف به في السياسة، ونكون نحن كما وصفتنا شبعانين كلام ووعود.
إن المأزق الذي خلقته قوى التأزيم للطائفة الشيعية لن ينفرج إلا بالعودة للوحدة الوطنية وبجلوس العقلاء من الطائفتين للتفاهم على أفق العمل الوطني القادم دون أن يسيء طرف للآخر، ودون أن يقصي طرف غيره، ودون أن يستأثر طرف بمطالب خاصة أو مختلف عليها، إن رأب الصدع الوطني في هذه المرحلة هو أسمى من أي مكسب سياسي، بل هو، في حد ذاته، مكسب سياسي كبير سوف يخلده التاريخ.
^ تناقض مفضوح..
أستطيع تفهم التحفظات التي قد يطرحها بعض الغيورين على القضية السورية بشأن زيارة وفد من جمعية الأصالة الإسلامية لسوريا ولقائه بعناصر من الجيش الحر، وأستطيع تقبل الرأي القائل إن ذلك يعد تعقيداً للملف السوري بتدخل أطراف غير سورية قد تحسب على التيار الإسلامي، لكن ما هو مرفوض أن يكون أشد الرافضين لهذه الزيارة وأكثر المنتقدين لها هم قوى التأزيم البحرينية، فهؤلاء هم أكثر من توسل من أجل التدخل الأجنبي في البحرين، وهم من تسول من أعضاء الكونجرس ومن حقوقيي جنيف رفع ملف البحرين الحقوقي لمجلس الأمن لفرض عقوبات اقتصادية علينا في البحرين، بل إن بعضهم طالب عبر المحطات الفضائية بتدخل الدول الكبرى لحل الأزمة، وليس حديثهم عن التدخل الأجنبي في سوريا إلا تناقض طائفي مفضوح أصبح أحد أصدقائهم السيد جمال عيد رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان في مصر يضيق به ذرعاً، وعودوا لتغريداته في تويتر لتتأكدوا.
من شاهد فيديو مداخلة المواطن الغيور في لقاء الشيخ علي سلمان في مآتم السنابس، لابد أنه لاحظ كيف تلعثم الشيخ علي سلمان في سرد جرائم نظام الأسد حين استشهد بمقال الدكتور محمد المسفر حول سوريا، لقد حاول علي سلمان المساواة بين الحالة السورية والحالة البحرينية لكنه تأتأ في الحديث عن سوريا وانطلق لسانه كالصاروخ ضد البحرين.