بينما كنت أتصفح العدد الأخير من الجريدة الرسمية الأسبوعية لشركة بابكو «النجمة الاسبوعية» والصادر يوم الخميس الماضي استوقفني المقال الرئيسي المنشور على صفحتين متقابلتين بعنوان « تاريخ حافل بدعم الثقافة والفنون والرياضة في البحرين» تمَّ خلاله استعراض المشاريع الثقافية والفنية والرياضية التي أسهمت فيها شركة بابكو منذ منتصف الخمسينيات حتى مطلع السبعينيات من القرن الماضي، ومن بينها إنشاء أول مبنى لناد رياضي في قرية سترة، وإنشاء أول إستاد رياضي في البحرين، وكان بمدينة المحرق في مطلع الستينيات.
المقال تطرق إلى الدعم المادي الذي كانت شركة بابكو تقدمه إلى القطاع الرياضي على شكل مساعدات مالية للأندية الوطنية، التي وصل عددها إلى ستين ناد بحسب ما جاء في الصحيفة التي ذكرت أيضاً بأنَّ الشركة قدمت عشرة آلاف روبية (ألف دينار) إلى مشروع نادي سترة ومئة ألف روبية (عشرة آلاف دينار) إلى مشروع إستاد الاتحاد بالمحرق، وهو ما يعادل سبعين بالمائة من الكلفة الإجمالية للمشروع حسب ما جاء في الصحيفة.
وجدت نفسي وأنا أقرأ هذا المقال أمام مواقف متناقضة لشركات القطاع الخاص العاملة في البحرين، من القطاع الرياضي في المملكة، وتساءلت في قرارة نفسي كيف كانت شركة بابكو في خمسينيات القرن الماضي، تقدم مثل هذا الدعم السخي والإيجابي للقطاع الرياضي وغيره من القطاعات، بينما نجد عزوفاً مكشوفاً وصارخاً لشركات ومؤسسات القطاع الخاص في وقتنا الحاضر، الذي تتضاعف فية أرباح هذه الشركات والمؤسسات المالية والمصرفية الكبيرة !!
لقد كان صناع القرار في شركة بابكو في تلك الحقبة من الزمان يقدرون أهمية قطاعات الثقافة والرياضة والفن وتأثيراتها الإيجابية على الشباب البحريني ويتطلعون إلى تطوير هذه القطاعات، إيماناً منهم بأنَّ تطويرها سيسهم في تطوير الإنتاجية في الشركة.
تلك كانت نظرة صناع القرار في شركة بابكو في ذلك الزمان وجلهم من الأجانب، بينما نجد هذه النظرة قد اختفت من أجندات صناع القرار في هذه الشركة، وغيرها من الشركات والمؤسسات الخاصة تجاه القطاع الشبابي والرياضي، رغم أنَّ أغلب صناع القرار هم من المواطنين البحرينين، الذين يفترض أن يكونوا أكثر حرصاً من الأجنبي على الارتقاء بالحركة الرياضية في المملكة، لا أن يقفوا موقف المتفرج تجاه ما تعانية الرياضة البحرينية من محدودية الموارد المالية واعتمادها الأساسي على الدعم الرسمي الذي تقدمه الحكومة مشكورة.
حتى المبادرات التي تقوم بها بعض هذه الشركات ما هي إلا فتات نسبة لحجم الأرباح المتزايدة التي تحققها هذه الشركات بشكل سنوي.
نتمنى أن تراجع إدارات شركات ومؤسسات القطاع الخاص الربحية سياساتها تجاه القطاع الشبابي والرياضي بالمملكة، وأن تنتهج الأسلوب الذي كانت تنتهجه شركة بابكو في الخمسينيات، حتى تتمكن من ترك بصماتها على الرياضة البحرينية بشكل يشهد لها عليه التاريخ.
[email protected]