إنني في الحقيقة لا أحب أن أخوض أبداً في معارك جانبية، أو أن أتعرض لقضايا حساسة لا تعود بالفائدة على الإنسان والوطن، كما أحاول في كل مرة أمسك قلمي، أن أتجنب تحديداً نقد علماء الدين من أبناء الطائفتين، لما يملكون من سطوة ومهابة وقدسية في قلوب أتباعهم ومريديهم، ليس ذلك خوفاً من نقدهم، ومن ردود أفعال محبيهم، بل تجنباً من فتح معارك غير ضرورية مع شريحة كبيرة من المجتمع، أو حتى لا يقول بعضهم، إننا ضد علماء الدين بصورة عامة، لأننا في الحقيقة نجلّ علماء الدين الواعين ونقدر مكانتهم ونشدّ على أيديهم، في سبيل إظهار الحق والخير والسلام.
لكن، لأن السالفة “مُصختْ وايد” من بعض علماء الدين، نجد من الضروري أن نوجه لهم النصح والنقد، من منطلق الحرص الشديد على قيم الإسلام ومبادئه السمحة وفضائله الجليلة، وخوفاً على المجتمع من جهة أخرى.
ليس من المعقول، أن كل من ارتقى المنابر من علماء الدين، أو دُعي إلى المشاركة في برنامج تلفزيوني، أن يقول ما يشاء من دون أن يضع نصب عينيه محاذير كثيرة للحديث، ربما لو يتجاوزها أحياناً من دون إمعان النظر في عواقبها، سيكون محل سخرية وتندر، خصوصاً وهو يمثل الدين في نظر الكثيرين من الناس.
أصبحت الناس اليوم أكثر وعياً من ذي قبل، ولا يمكن أن تنطلي عليهم خزعبلات علماء دين لا يفقهون من الدين إلا شكله، ومن الإسلام إلا رسمه، أما جوهر وعمق وروح الشريعة فلا يعلمون عن مكنوناتها أي شيء، ولهذا فهم في نظرنا يظلون علماء سطحيون، وربما الكثير منهم يتاجر بالدين، فيستخدمه مطية لأغراضه الشخصية والمادية، بينما هناك الكثير من المخدوعين لا يميزون بين عالم الدين والمسترزق منه!
رب الذي يقع في أيدينا اليوم من مقاطع “فيديو” من خطبهم الرنانة أو ما يكتبون، هو غيض من فيض، يصلنا عبر وسائل الاتصال السريعة، لتهويشاتهم وتخريفاتهم، أما ما يقال في حلقاتهم الخاصة التي عادة ما تكون في أماكن مغلقة بينهم وبين مريديهم، فإنه لا يبشر بخير أبداً، لأن ما يقال حينها، إما تحريض على الآخر، أو هو نوع من أنواع التحريض على الكراهية والفتن، أو هو تحريض على العنف الجسدي والنفسي ضد المختلف.
بعد سماعنا لهؤلاء، وما يقومون به من “تهريج” في الفضائيات، قمنا نترحم سريعاً على علماء أفذاذ كجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، والدكتور أحمد الوائلي، وعبدالحميد بن باديس، ومرتضى مطهري، والعاملي، وفضل الله، ومصطفى محمود، والشعراوي، وطاهر الجزائري، وعبدالرحمن الكواكبي، ورفاعة الطهطاوي، ومحمد رضا المظفر، والشيخ يوسف البحراني، وغيرهم الكثير من العلماء والمجددين الذين حملوا على عاتقهم رسالة الإصلاح والتغيير، وكسر الجمود ونشر الاستنارة بين أبناء الأمة، من دون تحديد هوياتهم وهويات الذين يريدون إصلاح حالهم من المسلمين.
لكي تصبح مشهورا اليوم، ما عليك إلا أن تطلق لحيتك وتلبس زي علماء الدين، وتفتح حساباً في “تويتر”، تتباهى من خلاله بعدد الـ “فلورز”، أو أن تمتلك فضائية تنشئها من أموال التبرعات، أو في أسوأ الحالات وأرخصها، تقوم بشتم الطوائف والمذاهب وكل أنواع الجنس البشري، ومن ثم تحاول إقناع الناس باعتناق الإسلام الذي لم يعتنقه فؤادك في الأساس.
رحل علماء الدين الحقيقيون، وجاء إلينا علماء مزيفون، “راحوا علماء يرفعون الراية، وجونا علماء المطنزة والعازة”.
يقول الراحل محمد حسين فضل الله بخصوص دور علماء الدين الحقيقين: “إن الذين يقودون الأمة ثقافياً وعلمياً وفقهياً وسياسياً ودينياً، ينبغي أن يكونوا من الذين يملكون معرفة ما يقودون به، أما الذين لا يملكون المعرفة لأنهم جاهلون بهذا أو بذاك، فإن عليهم أن يبتعدوا عن أي موقع للقيادة أو للمسؤولية الثقافية، أو أية مسؤولية أخرى تحتاج إلى العلم”.
لكن، لأن السالفة “مُصختْ وايد” من بعض علماء الدين، نجد من الضروري أن نوجه لهم النصح والنقد، من منطلق الحرص الشديد على قيم الإسلام ومبادئه السمحة وفضائله الجليلة، وخوفاً على المجتمع من جهة أخرى.
ليس من المعقول، أن كل من ارتقى المنابر من علماء الدين، أو دُعي إلى المشاركة في برنامج تلفزيوني، أن يقول ما يشاء من دون أن يضع نصب عينيه محاذير كثيرة للحديث، ربما لو يتجاوزها أحياناً من دون إمعان النظر في عواقبها، سيكون محل سخرية وتندر، خصوصاً وهو يمثل الدين في نظر الكثيرين من الناس.
أصبحت الناس اليوم أكثر وعياً من ذي قبل، ولا يمكن أن تنطلي عليهم خزعبلات علماء دين لا يفقهون من الدين إلا شكله، ومن الإسلام إلا رسمه، أما جوهر وعمق وروح الشريعة فلا يعلمون عن مكنوناتها أي شيء، ولهذا فهم في نظرنا يظلون علماء سطحيون، وربما الكثير منهم يتاجر بالدين، فيستخدمه مطية لأغراضه الشخصية والمادية، بينما هناك الكثير من المخدوعين لا يميزون بين عالم الدين والمسترزق منه!
رب الذي يقع في أيدينا اليوم من مقاطع “فيديو” من خطبهم الرنانة أو ما يكتبون، هو غيض من فيض، يصلنا عبر وسائل الاتصال السريعة، لتهويشاتهم وتخريفاتهم، أما ما يقال في حلقاتهم الخاصة التي عادة ما تكون في أماكن مغلقة بينهم وبين مريديهم، فإنه لا يبشر بخير أبداً، لأن ما يقال حينها، إما تحريض على الآخر، أو هو نوع من أنواع التحريض على الكراهية والفتن، أو هو تحريض على العنف الجسدي والنفسي ضد المختلف.
بعد سماعنا لهؤلاء، وما يقومون به من “تهريج” في الفضائيات، قمنا نترحم سريعاً على علماء أفذاذ كجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، والدكتور أحمد الوائلي، وعبدالحميد بن باديس، ومرتضى مطهري، والعاملي، وفضل الله، ومصطفى محمود، والشعراوي، وطاهر الجزائري، وعبدالرحمن الكواكبي، ورفاعة الطهطاوي، ومحمد رضا المظفر، والشيخ يوسف البحراني، وغيرهم الكثير من العلماء والمجددين الذين حملوا على عاتقهم رسالة الإصلاح والتغيير، وكسر الجمود ونشر الاستنارة بين أبناء الأمة، من دون تحديد هوياتهم وهويات الذين يريدون إصلاح حالهم من المسلمين.
لكي تصبح مشهورا اليوم، ما عليك إلا أن تطلق لحيتك وتلبس زي علماء الدين، وتفتح حساباً في “تويتر”، تتباهى من خلاله بعدد الـ “فلورز”، أو أن تمتلك فضائية تنشئها من أموال التبرعات، أو في أسوأ الحالات وأرخصها، تقوم بشتم الطوائف والمذاهب وكل أنواع الجنس البشري، ومن ثم تحاول إقناع الناس باعتناق الإسلام الذي لم يعتنقه فؤادك في الأساس.
رحل علماء الدين الحقيقيون، وجاء إلينا علماء مزيفون، “راحوا علماء يرفعون الراية، وجونا علماء المطنزة والعازة”.
يقول الراحل محمد حسين فضل الله بخصوص دور علماء الدين الحقيقين: “إن الذين يقودون الأمة ثقافياً وعلمياً وفقهياً وسياسياً ودينياً، ينبغي أن يكونوا من الذين يملكون معرفة ما يقودون به، أما الذين لا يملكون المعرفة لأنهم جاهلون بهذا أو بذاك، فإن عليهم أن يبتعدوا عن أي موقع للقيادة أو للمسؤولية الثقافية، أو أية مسؤولية أخرى تحتاج إلى العلم”.