يسألني البعض لماذا أنت ضد “الوفاق”؟ جوابي من دون تردد هو أنني مع الوفاق! فالوفاق مطلوب، لا بد أن نتوافق على مختلف الأمور، لنخرج من هذه الأزمة. من دون الوفاق لا يمكننا أن نصل إلى شيء. لكن هذا الجواب لا يعجب من اعتقد أنني سأقول إنني لست ضد جمعية “الوفاق”، فأقول له وأؤكد، إنني أيضاً لست ضد جمعية “الوفاق”، ولست ضد أحد من قيادييها أو المنتمين إليها، إن كانت هي من تقود الشارع. أنا مع جمعية “الوفاق” إن تمكنت من فرض رأيها على الحركات التي تقود الشارع اليوم بدلاً عنها، وأصرت على مسألة الإصلاح، وقالت للجميع بوضوح إنها ضد إسقاط النظام، وأن فكرة إسقاط النظام لن تجدي، لأنها حلم والأحلام لا تتحقق بالضرورة.
أنا مع جمعية “الوفاق” إن تمكنت من إعادة عقول أولئك الذين يكادون أن يفقدوها إلى مكانها الصحيح، أنا معها إن تمكنت من فرض رأيها - الذي تعلن عنه في لقاءاتها الرسمية - على الشباب الفاقد للخبرة السياسية فتسعى إلى التأكيد على أنها مع الإصلاح وضد الإسقاط، أنا معها إن أدانت ما يقوم به شباب ما يطلق عليه “ائتلاف فبراير” من أعمال تعطل حياة الناس، وتعرضهم للخطر، مثل حجز الشوارع وإلقاء قنابل المولوتوف. معها إن تمكنت من أن تثبت أن قرارها بيدها لا بيد غيرها سواء من الجمعيات السياسية أو الائتلاف أو غيرها .
عالمياً جمعية “الوفاق” هي الممثلة للمعارضة، واقعياً هي ليست كذلك اليوم، لأنها سلمت القيادة لمن هم دونها خبرة ودراية وتجربة، عملياً لم يعد مفيداً دعوتها إلى طاولة مفاوضات، لأنها لم تعد الجمعية السياسية المؤثرة في قرار من استهوته السياسة، بل أنها تغامر إن اتخذت أي قرار لا توافق عليه تلك الحركات، حيث يتم ركنها إن أصرت على رأيها.
كان المتوقع من جمعية سياسية أنتجت عناصر تمكنت من الوصول إلى مجلس النواب، واكتسبت الخبرة والدراية أن يكون لها دوراً قيادياً موجباً، ينظر بالدرجة الأولى إلى مصلحة الوطن، وكان المتوقع أن يكون لها دوراً في تهدئة الناس، وبيان ما يخفى عليهم من أمور لا يمكنهم رؤيتها بسبب سيطرة العاطفة عليهم، كان المتوقع أن تواجه من انتقدها عندما طلبت الوساطة للقاء نائب رئيس الوزراء، لا أن تتراجع من أول انتقاد يوجه إليها، وتحاول أن تثبت أنها “لم تخن”، بالتوجه الجمعة الماضي إلى العاصمة وتعطيل الحياة فيها.
للأسف إن جمعية “الوفاق” لم تقدم ما كان متوقعاً منها، لهذا فإن واقع الحال الذي تعيشه البحرين اليوم هو أن الشباب الذين لم تعد جمعية “الوفاق” تعني لهم شيئاً إلا إذا سايرتهم، يقولون ما معناه “إن من يتخيل ولو للحظة واحدة أنهم سوف يتراجعون فإنه يعيش الوهم والخيال”، بينما تقول السلطة ما معناه “إن من يتخيل ولو للحظة واحدة أن السلطة سوف تتراجع فإنه يعيش الوهم والخيال”. هذا الوقع الذي صرنا فيه سببه الأبرز هو جمعية “الوفاق” وهو نتيجة تخبطها، فهي إن حاولت أن تفرض رأيها الواقعي ونادت بالإصلاح خسرت الشارع، لهذا لا تجد بداً من مسايرة الشباب ربما لاقتناص فرصة قد لا تأتي أبدا.
ما يعاني منه الوطن اليوم يفرض على جمعية “الوفاق” التحرك واتخاذ موقف واضح يدين العنف، ويوقف أولئك الشباب عن مواصلة عنادهم، وأن تقبل بالخسارة مقابل أن يربح الوطن. جمعية “الوفاق” إن فعلت هذا كسبت احترام وقبول الأطراف الأخرى بما فيها السلطة. المطلوب من جمعية “الوفاق” أن تتحول من المعارضة السلبية إلى المعارضة الإيجابية، فتتحول تلقائياً من الهدم إلى البناء ومن التبعية إلى القيادة.
{{ article.visit_count }}
أنا مع جمعية “الوفاق” إن تمكنت من إعادة عقول أولئك الذين يكادون أن يفقدوها إلى مكانها الصحيح، أنا معها إن تمكنت من فرض رأيها - الذي تعلن عنه في لقاءاتها الرسمية - على الشباب الفاقد للخبرة السياسية فتسعى إلى التأكيد على أنها مع الإصلاح وضد الإسقاط، أنا معها إن أدانت ما يقوم به شباب ما يطلق عليه “ائتلاف فبراير” من أعمال تعطل حياة الناس، وتعرضهم للخطر، مثل حجز الشوارع وإلقاء قنابل المولوتوف. معها إن تمكنت من أن تثبت أن قرارها بيدها لا بيد غيرها سواء من الجمعيات السياسية أو الائتلاف أو غيرها .
عالمياً جمعية “الوفاق” هي الممثلة للمعارضة، واقعياً هي ليست كذلك اليوم، لأنها سلمت القيادة لمن هم دونها خبرة ودراية وتجربة، عملياً لم يعد مفيداً دعوتها إلى طاولة مفاوضات، لأنها لم تعد الجمعية السياسية المؤثرة في قرار من استهوته السياسة، بل أنها تغامر إن اتخذت أي قرار لا توافق عليه تلك الحركات، حيث يتم ركنها إن أصرت على رأيها.
كان المتوقع من جمعية سياسية أنتجت عناصر تمكنت من الوصول إلى مجلس النواب، واكتسبت الخبرة والدراية أن يكون لها دوراً قيادياً موجباً، ينظر بالدرجة الأولى إلى مصلحة الوطن، وكان المتوقع أن يكون لها دوراً في تهدئة الناس، وبيان ما يخفى عليهم من أمور لا يمكنهم رؤيتها بسبب سيطرة العاطفة عليهم، كان المتوقع أن تواجه من انتقدها عندما طلبت الوساطة للقاء نائب رئيس الوزراء، لا أن تتراجع من أول انتقاد يوجه إليها، وتحاول أن تثبت أنها “لم تخن”، بالتوجه الجمعة الماضي إلى العاصمة وتعطيل الحياة فيها.
للأسف إن جمعية “الوفاق” لم تقدم ما كان متوقعاً منها، لهذا فإن واقع الحال الذي تعيشه البحرين اليوم هو أن الشباب الذين لم تعد جمعية “الوفاق” تعني لهم شيئاً إلا إذا سايرتهم، يقولون ما معناه “إن من يتخيل ولو للحظة واحدة أنهم سوف يتراجعون فإنه يعيش الوهم والخيال”، بينما تقول السلطة ما معناه “إن من يتخيل ولو للحظة واحدة أن السلطة سوف تتراجع فإنه يعيش الوهم والخيال”. هذا الوقع الذي صرنا فيه سببه الأبرز هو جمعية “الوفاق” وهو نتيجة تخبطها، فهي إن حاولت أن تفرض رأيها الواقعي ونادت بالإصلاح خسرت الشارع، لهذا لا تجد بداً من مسايرة الشباب ربما لاقتناص فرصة قد لا تأتي أبدا.
ما يعاني منه الوطن اليوم يفرض على جمعية “الوفاق” التحرك واتخاذ موقف واضح يدين العنف، ويوقف أولئك الشباب عن مواصلة عنادهم، وأن تقبل بالخسارة مقابل أن يربح الوطن. جمعية “الوفاق” إن فعلت هذا كسبت احترام وقبول الأطراف الأخرى بما فيها السلطة. المطلوب من جمعية “الوفاق” أن تتحول من المعارضة السلبية إلى المعارضة الإيجابية، فتتحول تلقائياً من الهدم إلى البناء ومن التبعية إلى القيادة.