جزء من المشهد غير المرئي لأهل البحرين اليوم هو أن هناك غضباً وحنقاً وازدراءً كبيراً لأعضاء جمعية الوفاق من قبل مجموعات أو شارع شيعي آخر.
تتفاعل “منذ أن تراكمت خسارات الوفاق” الكثير من الآراء التي تتبناها جماعات لا تؤيد علي سلمان ولا غيره، بل تواجه علي سلمان بخطاب قوي يُتهم فيه هو و«الوفاق” ببيع القضية “تذكرون “القضية” اللي كتبت عنها.. يالله عاد خلونا نصوم” وأنهم يتراجعون كثيراً عن مطالب ما يُسمى بالشارع، بل هناك من يتهم “الوفاق” بتكديس الأموال التي تأتي من الخارج وحصرها على أناس دون غيرهم، وهذا أيضاً جزء من الصورة غير المرئية للناس.
لكن حالة الحنق وصلت مرحلةً كبيرة بعد فشل “الوفاق” في انقلابها وتخبطها وهزيمتها، وانسحابها من البرلمان في خطوة لم تُحسب جيداً، لكن سبحان الله رب العباد يقدر الأمور، كان آخر ما خرج إلى السطح مواجهة علي سلمان بأسئلة جعلته يتوتر ويخرج عن السياق.
أذهب في هذا المقال إلى صورة أخرى، خلف الصورة التي أمامنا وأنا أعشق ذلك، أعرف أن هناك من هو مستاء من الحوار القادم، كون البحرين أجرت حواراً وتعديلات دستورية وتوصيات يتم تنفيذها، والمواطن الذي يقول ذلك معه الحق، فليس ذنب أهل البحرين أن تنسحب “الوفاق” بسبب أجندات خارجية.
في تقديري الشخصي “وهو تحليل العبد لله كاتب السطور” أن الحوار القادم، إنْ تم، فإن هناك شيئاً يخفى على أهل البحرين وهو أن الأجندات الفئوية أو الطائفية أو أجندات التضحية برجال البحرين الأوفياء لن تمر، أحسب ذلك، فالتوافق لن يتم على التضحية برجال البحرين، هذا الأمر سيشعل الدنيا وقد يثور من هو صامت، لذلك لن تحصل “الوفاق” على مبتغاها في هذا الأمر، وإذا ما كان هناك رجال أقوياء في الحوار فإن أموراً كثيرةً يجب أن تُطرح تدين “الوفاق” وأعمالها وتجعلها في حالة دفاع، وأعيد وأقول إن كان هناك أقوياء على الطاولة.
فإن انسحبت “الوفاق” من الحوار مرة أخرى، فهذه إدانة لها محلية وإقليمية ودولية، بأنها لا تريد أن تعمل على حل سياسي وإنما تريد الإرهاب واللعب بالشارع وهذا يؤكد أنها تعمل بأجندات إيرانية، وإن لم تنسحب، فإنها لن تحصل على ما تريد، إذا ما قلنا إن الأمر يتم بالتوافق.
ويبدو أن “الوفاق” بعد أن عرفت أن الأمر يحتاج إلى توافق، أخذت تغازل تجمّع الوحدة وبقية القوى حتى تستعطفهم في مطالبها، وتوهمهم أن مطالبها وطنية وليست طائفية، بينما السواد الأعظم يعرف أن كل مطالب “الوفاق” طائفية حتى وإن كانت بغطاء أو بوهم أن المطلب ديمقراطي.
إذا ما كان الأمر بالتوافق، فإن “الوفاق” لن تستطيع تمرير أجندة بطلاء ديمقراطي “هذا مع افتراض أن هناك من القوى السياسية الواعية الراشدة التي تعرف ما خلف مطالب “الوفاق” كتجمع الوحدة، أو بقية القوى السياسية” ولذلك فإن الحوار القادم إن كان سوف يتم، فإن من المفترض أن أجندات التضحية برجال البحرين، أو أجندات الغطاء الديمقراطي والباطن الطائفي ينبغي أن يعيها من يجلس أمام “الوفاق” على الطرف الآخر.
ما نتمناه هو أن يكون من ضمن مرئيات الحوار عدم العفو عن القتلة، والمحكومين من القضاء بالإعدام، هذا مطلب شعبي، أو أن نضع القضاء في إحدى حجرات مبنى “الوفاق” تعفو وتحبس من تريد. من يذهب للحوار، يذهب بجملة مطالب وطنية، ومن يذهب للحوار يذهب بمطالب معيشية تحسِّن من معيشة المواطن، من يذهب إلى الحوار يضع نصب عينيه أحكام القانون، واستقلالية تامة للقضاء، ومحاسبة المفسدين الذين يسرقون أموال البلد ولا يحاسبون، بل يتم تعيينهم في أماكن أخرى، أفضل من الأُولى.
من يذهب إلى الحوار يضع أولوية لديه وهو أمن المجتمع في المدينة والقرية، هذا مطلب أهل البحرين، فقبل الخبز، يأتي الأمن، ولا شيء قبل الأمن، الأمن يعني الاقتصاد، ويعني التجارة، ويعني أن يعيش المواطن حياته لا يخشى الإرهاب، ولا أي نوع من الدخان “دخان الحرائق والمولوتوف، ودخان مسيل الدموع”.
فحين يختفي الإرهاب، من الطبيعي سوف يختفي غاز مسيل الدموع.
ما أنا بصدده هنا، أن الصورة التي لا نراها أمامنا في تقديري الشخصي إن تم الحوار، هي أن الحوار مشروع لحرق وطحن “الوفاق” أكثر مما هي فيه من أزمة. فبعد فشل المحاولة الانقلابية، السيادة للدولة وللشرعية، ومن يخسر، يسدد فاتورة الخسارة، فلا أعلم في أي زمان أو مكان، يقال للخاسر “وش تامر طال عمرك.. تبي رئاسة الوزراء، حاضرين لك” هذا تهريج، الخاسر يسدد فاتورة انقلابه على الشرعية، والفاتورة يجب أن تكون باهظة الثمن من الآن وإلى أمد طويل.
أما إن قررت الدولة إغداق الهدايا على الخاسرين، فإن في الأمر خطورة في المستقبل القريب، ذلك أنها ترسل رسائل تقول فيها إن من يطعننا في الظهر، ندير له وجهنا، ليطعننا في الصدر..!
وجهة نظر لا غير، وتحليل شخصي لا غير، هو أن الحوار القادم مشروع لحرق “الوفاق” في شارعها أكثر مما هي عليه اليوم، بل إن وابل الحجارة قد يلحق بأعضاء “الوفاق” أينما حلّوا بعد أن يطحنوا على طاولة الحوار.. مجرد تحليل شخصي.
“يستاهل المشير خليفة بن أحمد هذا التكريم”
يستحق المحبة والتقدير، والاحترام، هذا الرجل الذي وقف وقفة الجبال أثناء الأزمة، يستحق القائد العام المشير الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة كل هذا التقدير من أهل البحرين، وإني أعلم أن هناك جماهير كثيرة تود أن تصافحه وتقول له “ما قصرت، وقفتك ما يوقفها إلا الرجال الأشراف الأجواد”.
هذا التكريم من أهل البحرين أسعدنا كثيراً، ويستحق كل من وقف وقفة مشرّفة أن يتم تكريمه، من أصغر جندي إلى أكبر رتبة في الجيش والداخلية، والحرس الوطني والأمن.
“أقول ما نقدر نوظف فراش في الصحة”..!
لا يمل علي سلمان عن استخدام أسلوب “الظرافة” في كلامه الذي يستعطف فيه الناس، علي سلمان يقول “ما نقدر نوظف فراش في الصحة.. لااااا يا شيخ”..!
«أكيد ما توظف فراش في الصحة، لأنه بياخذ مكان فراش ثاني لك، لكن أنت أصلاً لا تحتاج إلى توظيف فراريش، المفروض تتكلم عن الأشياء الكبيرة وليس الصغيرة، لا تحتاج لأن الأزمة كشفت أن وزارة الصحة تدار من الوفاق، من أعلى الهرم الذي نسي يصلي العشاء، إلى الفراريش”..!
«بس حلوة ذي ما نقدر نوظف فراش في الصحة”، هذا تقوله لأناس خارج البحرين، في البحرين يعرفون الحقائق، وأتمنى ألا يختطف مستشفى آخر.
الأزمة أوضحت لنا أشياء كثيرة، ارتكزت الأزمة على وزارات بعينها، كان أهمها “التربية” و«الصحة”، و«البلديات” التي بإمكانها أن تضع أياديها على أراضٍ بعينها وتحولها بقدرة قادر إلى مكان ديني.
يا دولة يا من تخططون للمستقبل، الانقلاب ارتكز على هذه الوزارات، اللهم إني صائم..!