الإمارات، ثم البحرين، ثم اليمن، والهدف النهائي هو المملكة العربية السعودية، مركز الثقل في شبة الجزية العربية وفي الخليج العربي..
كل المحاولات الإيرانية منذ 1979م وحتى اليوم تستهدف اختراق الخليج العربي أو الهيمنة عليه، حيث كان العراق واقفاً على قدميه (ويحظى بدعم دول الخليج) لم تكن إيران تجرؤ على تجاوز حدودها، وقد وجدت نفسها منذ تجرع الخميني سم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع العراق، في حجمها الطبيعي: دولة كبرى في المنطقة ولكن لا مجال لتهيمن على العرب! واليوم تجد إيران نفسها مجدداً في وضع يغريها على استعادة محالات الهيمنة والتدخل: فجيشها أقوى من ذي قبل، العراق انتهى كدولة عربية قوية، والسلطة الجديدة هناك واقعة تحت تأثير إيران المباشر، فضلاً عن أن الدولة العراقية على شفا التحول إلى دوليات طائفية غير ذات وزن.
الأمريكان في مغامرتهم العراقية قدموا خدمة لا تقدر بثمن لإيران، عندما مكنوها من العراق، الإدارة الأمريكية الحالية تراهن على الحلف غير المقدس مع طهران في العراق وأفغانستان لضمان السيطرة وتقاسم النفوذ ومحاصرة “الإسلام المتطرف” إسلام “الإرهاب” بحسب التوصيف الأمريكاني، وإسلام “التكفير” بحسب التوصيف الإيراني، العدو مشترك في أفغانستان وفي باكستان، وفي بعض العراق، وفي بعض لبنان، وفي أغلب سوريا “الإسلام الآخر” الإسلام الجهادي الذي يعادي الأمريكان والغرب والصفويين معاً! تلك هي الحكاية.
لقد جاءت التكتيكات المتعلقة بالحلف غير المعلن والذي قد يبدو غريباً من الناحية الشكلية، كنتيجة للتوصيات التي رفعها خبراء وسياسيون استراتيجيون أمريكان بُعيد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وعلى رأس هؤلاء السيد برجينسكي الذي كان يوصي بأنه قد آن الأوان لأمريكا بأن تغير تحالفاتها، من الإسلام المبدئي والجهادي والمعاد للغرب، إلى النسخة الثانية منه، الأقل جهادية، والأقل عداوة للغرب، لأنه براغماتي في النهاية. هذه النصيحة تفسر الكثير من المفارقات والأحداث والتحالفات المتناقضة.. الحلف غير المعلن بين إيران وأمريكا في العراق وفي أفغانستان وفي الخليج العربي (بمعنى من المعاني). والمؤشرات على هذا الحلف أصبحت علنية ودالة ولا يمكن أن يغفلها المراقبون، منها على وجه الخصوص الأدَبيات الكثيفة التي تصدُر هذه الأيام عن مراكز الأبحاث الاستراتيجية الأمريكية والتي تضع في آن، سيناريوهات الصفقات المُـحتملة مع إيران، وكيفية الحد من الطموح الإيراني وتحويله إلى حلف أمريكي - إيراني لتقاسم السيطرة في المدى المنظور على الأقل.
والتاريخ الأمريكي والإيراني يعُـجّ بمثل هذه التّـحالفات الانتِـهازية، التي تستهدِف كسْـر مأزق استراتيجي ما، وبالتالي، لن تكون أيّ صفقة مع إيران غريبة أو مفاجئة، بيد أن المُـشكلة الاستراتيجية هنا، هي أن إيران قد تعمد بعد هذه الصّـفقة، إلى تجاوُز حدودها بوصفها القوّة العسكرية الرئيسة في الخليج لتتحدى الأمريكان، مثلما تحاول هذه الأيام، سواء من خلال مناوراتها العسكرية المكثفة أو من خلال تدخلاتها في الخليج العربي، أو من خلال سعيها الحثيث للحصول على السلاح النووي، أو من خلال التهديد الجاد بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي. وهذه المعادلة بدأت تتشكل عملياً منذ خروج القوات الأمريكية من العراق، تاركة المجال لإيران لتحقيق هيمنة كاملة على هذا البلد العربي الذي تحول إلى حديقة خلفية لإيران، فمنذ سحبت أمريكا وَحَـداتها المُـقاتلة من العراق، قام الإيرانيون على الفور بملْءِ الفراغ، بما يعني أن الإيرانيين قد باتوا يتحكّـمون بالنفط العراقي، كما أن سقوط العراق في أحضان إيران، قد فتح أمامها أبواب شِـبه الجزيرة العربية، لن تجرُؤ إيران على التمدّد العسكري على الفور، فهي تعلم أن عليها أن تتقاسم اللعبة مع الحليف - العدو الجديد، لأنها تعلَـم عِـلم اليقين بأنها ستستدرج حينها حرباً أمريكية، أضخم بكثير من قدراتها. ولن تتوانى طهران في المقابل عن تعزيز نفوذِها في العراق، ليس بسبب الأهمية الاستراتيجية الكُـبرى لهذا البلد في موازين القِـوى الإقليمية والعالمية، بل لمنْـعه، من البروز مجدّداً كقوّة إقليمية مُـوازنة لها في منطقة الخليج، وهذا يعني ضمان إبقاء العراق ضعيفاً، مقسماً منهكاً تتآكله الصراعات الطائفية والقومية، وهل أفضل من الورقة الطائفية التي يمكن العزف عليها دائماً وأبداً؟ وهذا ما يفسر مثلاً تمويل إيران لأكثر من 40 قناة فضائية طائفية موجهة أساساً إلى العراقيين وإلى العرب الشيعة في الخليج العربي تغرقهم فيها في الأوهام والحروب المفتعلة التي تحرف وعيهم عن قضاياهم المصيرية.
كل المحاولات الإيرانية منذ 1979م وحتى اليوم تستهدف اختراق الخليج العربي أو الهيمنة عليه، حيث كان العراق واقفاً على قدميه (ويحظى بدعم دول الخليج) لم تكن إيران تجرؤ على تجاوز حدودها، وقد وجدت نفسها منذ تجرع الخميني سم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع العراق، في حجمها الطبيعي: دولة كبرى في المنطقة ولكن لا مجال لتهيمن على العرب! واليوم تجد إيران نفسها مجدداً في وضع يغريها على استعادة محالات الهيمنة والتدخل: فجيشها أقوى من ذي قبل، العراق انتهى كدولة عربية قوية، والسلطة الجديدة هناك واقعة تحت تأثير إيران المباشر، فضلاً عن أن الدولة العراقية على شفا التحول إلى دوليات طائفية غير ذات وزن.
الأمريكان في مغامرتهم العراقية قدموا خدمة لا تقدر بثمن لإيران، عندما مكنوها من العراق، الإدارة الأمريكية الحالية تراهن على الحلف غير المقدس مع طهران في العراق وأفغانستان لضمان السيطرة وتقاسم النفوذ ومحاصرة “الإسلام المتطرف” إسلام “الإرهاب” بحسب التوصيف الأمريكاني، وإسلام “التكفير” بحسب التوصيف الإيراني، العدو مشترك في أفغانستان وفي باكستان، وفي بعض العراق، وفي بعض لبنان، وفي أغلب سوريا “الإسلام الآخر” الإسلام الجهادي الذي يعادي الأمريكان والغرب والصفويين معاً! تلك هي الحكاية.
لقد جاءت التكتيكات المتعلقة بالحلف غير المعلن والذي قد يبدو غريباً من الناحية الشكلية، كنتيجة للتوصيات التي رفعها خبراء وسياسيون استراتيجيون أمريكان بُعيد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وعلى رأس هؤلاء السيد برجينسكي الذي كان يوصي بأنه قد آن الأوان لأمريكا بأن تغير تحالفاتها، من الإسلام المبدئي والجهادي والمعاد للغرب، إلى النسخة الثانية منه، الأقل جهادية، والأقل عداوة للغرب، لأنه براغماتي في النهاية. هذه النصيحة تفسر الكثير من المفارقات والأحداث والتحالفات المتناقضة.. الحلف غير المعلن بين إيران وأمريكا في العراق وفي أفغانستان وفي الخليج العربي (بمعنى من المعاني). والمؤشرات على هذا الحلف أصبحت علنية ودالة ولا يمكن أن يغفلها المراقبون، منها على وجه الخصوص الأدَبيات الكثيفة التي تصدُر هذه الأيام عن مراكز الأبحاث الاستراتيجية الأمريكية والتي تضع في آن، سيناريوهات الصفقات المُـحتملة مع إيران، وكيفية الحد من الطموح الإيراني وتحويله إلى حلف أمريكي - إيراني لتقاسم السيطرة في المدى المنظور على الأقل.
والتاريخ الأمريكي والإيراني يعُـجّ بمثل هذه التّـحالفات الانتِـهازية، التي تستهدِف كسْـر مأزق استراتيجي ما، وبالتالي، لن تكون أيّ صفقة مع إيران غريبة أو مفاجئة، بيد أن المُـشكلة الاستراتيجية هنا، هي أن إيران قد تعمد بعد هذه الصّـفقة، إلى تجاوُز حدودها بوصفها القوّة العسكرية الرئيسة في الخليج لتتحدى الأمريكان، مثلما تحاول هذه الأيام، سواء من خلال مناوراتها العسكرية المكثفة أو من خلال تدخلاتها في الخليج العربي، أو من خلال سعيها الحثيث للحصول على السلاح النووي، أو من خلال التهديد الجاد بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي. وهذه المعادلة بدأت تتشكل عملياً منذ خروج القوات الأمريكية من العراق، تاركة المجال لإيران لتحقيق هيمنة كاملة على هذا البلد العربي الذي تحول إلى حديقة خلفية لإيران، فمنذ سحبت أمريكا وَحَـداتها المُـقاتلة من العراق، قام الإيرانيون على الفور بملْءِ الفراغ، بما يعني أن الإيرانيين قد باتوا يتحكّـمون بالنفط العراقي، كما أن سقوط العراق في أحضان إيران، قد فتح أمامها أبواب شِـبه الجزيرة العربية، لن تجرُؤ إيران على التمدّد العسكري على الفور، فهي تعلم أن عليها أن تتقاسم اللعبة مع الحليف - العدو الجديد، لأنها تعلَـم عِـلم اليقين بأنها ستستدرج حينها حرباً أمريكية، أضخم بكثير من قدراتها. ولن تتوانى طهران في المقابل عن تعزيز نفوذِها في العراق، ليس بسبب الأهمية الاستراتيجية الكُـبرى لهذا البلد في موازين القِـوى الإقليمية والعالمية، بل لمنْـعه، من البروز مجدّداً كقوّة إقليمية مُـوازنة لها في منطقة الخليج، وهذا يعني ضمان إبقاء العراق ضعيفاً، مقسماً منهكاً تتآكله الصراعات الطائفية والقومية، وهل أفضل من الورقة الطائفية التي يمكن العزف عليها دائماً وأبداً؟ وهذا ما يفسر مثلاً تمويل إيران لأكثر من 40 قناة فضائية طائفية موجهة أساساً إلى العراقيين وإلى العرب الشيعة في الخليج العربي تغرقهم فيها في الأوهام والحروب المفتعلة التي تحرف وعيهم عن قضاياهم المصيرية.