حينما نقول إنك لست عقلك نعني أن الإنسان الحقيقي ليس هذا العقل الذي يقوم بمطاردة الأفكار كما يطارد الأرنب الصغير جيشاً من الغزلان البرية، فهو لا يستطيع أن يصطاد غزالاً، هذا إن لم يتحول إلى فروة مسحوقة العظام تحت أقدامها.
إن مثل هذا العقل لابد وأن يستبدل إلى المنطقة التي تساهم في إبداعات الإنسان المختلفة، ونحن لو تأملنا فقط طبيعة المبدعين في العالم، لعرفنا أن إبداعاتهم لا تتم إلا خارج هذا العقل، أي عندما يقومون بإبعاد العقل والجلوس أمام القلب.
يقول الصوفي (حدثني قلبي)؛ ما يعني أن أحاديث القلب هي الأحاديث الحقيقية التي ينبغي أن يعتمدها الإنسان، بمعنى أن نستخدم عقل القلب، لذاك نسمع من يقول لنا حينما نمر بأزمة أو نعيش موقفاً يتطلب منا أخذ القرار “استفتي قلبك”.
فالفنانون والشعراء والموسيقيون والتشكيليون لا يبدعون إلا بعد التخلص من سيطرة العقل والدخول في حالة من الهدوء، أو ما نسميه بالسكون الداخلي أو مرحلة الصفاء، حيث يشعر المبدع أنه خارج العقل المحلل المشاكس الناقد الغاضب.
إن الخروج من العقل معناه الدخول في أقاليم البصيرة؛ والبصيرة كما يصفها من يعتمدونها في حياتهم هي التي تفتح أمامهم بوابة غير مطروقة بالنسبة للإنسان في حالة سيطرة العقل.
من هنا نتفق مع ايكهارت تول صاحب كتاب (قوة الآن)؛ حين يقول في مقال له أنت لست عقلك، وقامت بترجمة هذا المقال صفية عبيد كمقال حصري لمنتدى قرأت إيجابية، منتقداً المقولة التي ترددت لديكارت.. (أعتقد الفيلسوف ديكارت بأنه وجد الحقيقة الأساسية للحياة حين أطلق عبارته المشهورة “أنا أفكر إذا أنا موجود”، في الحقيقة هو أخطأ بحق البشرية، أن تساوي فكرك مع هويتك وكينونتك يؤدي إلى التفكير الإلزامي والذي يؤدي بشكل أو بآخر إلى العيش بحالة انفصال في عالم معقد مليء بالمشاكل والنزاعات المستمرة.. تؤدي إلى عيشك في عالم يعكس التجزئة المستمرة للعقل، التنوير يعكس ذلك يعني العيش في حالة كمال، توحيد وسلام ظاهرياً مع العالم أجمع وداخلياً مع نفسك العميقة وذاتك غير الظاهرة، التنوير هو ليس فقط نهاية المعاناة والنزاعات الداخلية المستمرة، لكنه أيضاً نهاية الاستعباد المخيف للتفكير المستمر، أي تحرر مدهش هذا!).
كلما ابتعدت على الأفكار التي تتردد داخل عقلك؛ أغلبها سلبي، مكرر، وسخ، استطعت الاقتراب من داخلك الحقيقي، الفطري، الإنساني، المتسامي مع القوانين الكونية.
لهذا مثلما تذهب إلى الحمام للاغتسال من أوساخ اليوم والغبار والعرق الخارج من مسامات الجلد؛ اذهب يومياً للاغتسال من جميع الأفكار والمشاعر السلبية التي عشتها، حينها تستطيع التصالح مع نفسك وكل ما يحيط بك، اذهب الآن إلى داخلك ونظف كل الغبار الفكري العالق في خلايا دمك، لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، الآن اذهب.. الآن.
{{ article.visit_count }}
إن مثل هذا العقل لابد وأن يستبدل إلى المنطقة التي تساهم في إبداعات الإنسان المختلفة، ونحن لو تأملنا فقط طبيعة المبدعين في العالم، لعرفنا أن إبداعاتهم لا تتم إلا خارج هذا العقل، أي عندما يقومون بإبعاد العقل والجلوس أمام القلب.
يقول الصوفي (حدثني قلبي)؛ ما يعني أن أحاديث القلب هي الأحاديث الحقيقية التي ينبغي أن يعتمدها الإنسان، بمعنى أن نستخدم عقل القلب، لذاك نسمع من يقول لنا حينما نمر بأزمة أو نعيش موقفاً يتطلب منا أخذ القرار “استفتي قلبك”.
فالفنانون والشعراء والموسيقيون والتشكيليون لا يبدعون إلا بعد التخلص من سيطرة العقل والدخول في حالة من الهدوء، أو ما نسميه بالسكون الداخلي أو مرحلة الصفاء، حيث يشعر المبدع أنه خارج العقل المحلل المشاكس الناقد الغاضب.
إن الخروج من العقل معناه الدخول في أقاليم البصيرة؛ والبصيرة كما يصفها من يعتمدونها في حياتهم هي التي تفتح أمامهم بوابة غير مطروقة بالنسبة للإنسان في حالة سيطرة العقل.
من هنا نتفق مع ايكهارت تول صاحب كتاب (قوة الآن)؛ حين يقول في مقال له أنت لست عقلك، وقامت بترجمة هذا المقال صفية عبيد كمقال حصري لمنتدى قرأت إيجابية، منتقداً المقولة التي ترددت لديكارت.. (أعتقد الفيلسوف ديكارت بأنه وجد الحقيقة الأساسية للحياة حين أطلق عبارته المشهورة “أنا أفكر إذا أنا موجود”، في الحقيقة هو أخطأ بحق البشرية، أن تساوي فكرك مع هويتك وكينونتك يؤدي إلى التفكير الإلزامي والذي يؤدي بشكل أو بآخر إلى العيش بحالة انفصال في عالم معقد مليء بالمشاكل والنزاعات المستمرة.. تؤدي إلى عيشك في عالم يعكس التجزئة المستمرة للعقل، التنوير يعكس ذلك يعني العيش في حالة كمال، توحيد وسلام ظاهرياً مع العالم أجمع وداخلياً مع نفسك العميقة وذاتك غير الظاهرة، التنوير هو ليس فقط نهاية المعاناة والنزاعات الداخلية المستمرة، لكنه أيضاً نهاية الاستعباد المخيف للتفكير المستمر، أي تحرر مدهش هذا!).
كلما ابتعدت على الأفكار التي تتردد داخل عقلك؛ أغلبها سلبي، مكرر، وسخ، استطعت الاقتراب من داخلك الحقيقي، الفطري، الإنساني، المتسامي مع القوانين الكونية.
لهذا مثلما تذهب إلى الحمام للاغتسال من أوساخ اليوم والغبار والعرق الخارج من مسامات الجلد؛ اذهب يومياً للاغتسال من جميع الأفكار والمشاعر السلبية التي عشتها، حينها تستطيع التصالح مع نفسك وكل ما يحيط بك، اذهب الآن إلى داخلك ونظف كل الغبار الفكري العالق في خلايا دمك، لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، الآن اذهب.. الآن.