تنطلق في الكويت غداً الأربعاء وعلى مدى يومين فعاليات المؤتمر السنوي الثالث عن “الشراكة الفعالة وإدارة المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل” برعاية نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح. والمؤتمر من تنظيم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبالشراكة مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وجمعية العون المباشر. ويسعى المؤتمر إلى توفير ملتقى سنوي يشجع على الحوار البناء والصريح بين الجهات المختلفة المعنية بالعمل الإنساني، ومنها المنظمات الحكومية وغير الحكومية، ومنظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الإعلامية، وشركات القطاع الخاص، بالإضافة إلى الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة، وهو يهتم بتبادل أهم الإنجازات، وعرض أفضل الممارسات في مجال العمل الإنساني، وكذلك مناقشة أهم التحديات التي تواجهها المنظمات الإنسانية، سعياً لتحسين كفاءة برامج الإغاثة، وبحث الآليات للتغلب على تلك المعوقات، والوصول إلى ما يمكن إنجازه بصورة جماعية، كما هو وارد في أوراق المؤتمر.
هذا المؤتمر – حسب خالد خليفة رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بدول الخليج – يرمي أيضاً إلى تعزيز التواصل والشراكات الخلاقة بين المنظمات العربية والنظام الدولي الإنساني، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات الفاعلة الرئيسة في المنطقة، وخلق منبر للحوار وفتح قنوات جديدة لتبادل المعلومات بين المنظمات الدولية والإنسانية باستخدام الأنترنت “البوابة العربية”.
المؤتمر الأول عقد قبل سنتين في مسقط، بعدما تبينت حاجة المنظمات الإنسانية العالمية لتوحيد جهودها، بغية تحقيق نتائج أفضل من خلال شراكة فعالة. في ذلك المؤتمر اهتم المنظمون بتعزيز التواصل والترويج للشراكات الخلاقة بين المنظمات العربية والنظام الدولي الإنساني، وفتح قنوات جديدة لتبادل المعلومات بين المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والمحلية، وتسليط الضوء على الدور الهام للمنظمات العربية والإسلامية في الاستجابة الإنسانية الدولية.
نجاح المؤتمر الأول أدى إلى عقد المؤتمر الثاني حيث عقد العام الماضي في الكويت، وبرزت فيه الحاجة إلى تطوير بوابة على شبكة الأنترنت باللغتين العربية والإنجليزية، لتمكين المنظمات الإنسانية العربية ونظرائهم من غير العرب، لتبادل المعلومات في المجال الإنساني. في المؤتمر الثاني تم التشديد على أهمية استخدام الموارد المحدودة بما يحقق أكبر قدر من المنفعة للسكان المتضررين، كما أكد على أهمية توثيق المساهمات بهدف تجنب الازدواجية في الجهود.
نجاح المؤتمرين الأول والثاني دفع إلى التحضير إلى المؤتمر الثالث، الذي سيعقد في الكويت غداً “الكويت تبنت المؤتمر ليعقد لديها سنوياً”، وسيهتم بكيفية بناء الشراكات وكيفية العمل بين الشركاء في حالات الطوارئ المعقدة، إضافة إلى استعراض نماذج إبداعية للشراكة على المستوى الإنساني، واستخدامات تكنولوجيا المعلومات لخدمة العمال الإنسانيين والمتضررين من حالات الكوارث.
تبنِّي دولة الكويت لهذا المؤتمر الإنساني ليس غريباً، فهي “الإنسانية متجسدة في دولة” يفيض خيرها على العالم كله، ولا يمكن أن تجد الكويت غائبة عن أي مجال إنساني، فقد تعودت أن تضع اللقمة في فم الآخر، قبل أن تضعها في فم أبنائها. فالكويت كويت الكرم والجود، وكويت التواصل مع الإنسانية، من دون أي اعتبار، لأصل وفصل ودين ومذهب، ذلك المحتاج لمساعدتها، حيث يكفي أن يكون محتاجاً، ويكفي أنه إنسان. لهذا تبنت هذا المؤتمر وواضح أنها تحرص على عقده سنوياً لديها في عاصمة الخير.
المؤمل من المؤتمر الكثير، والأكيد أنه سيشكل إضافة في العمل الإنساني، الذي باتت معظم دول العالم تحتاجه. ففي كل يوم يزداد جرح الإنسانية بسبب السياسة والسعي الأعمى للسلطة، وما ينتج عنه من مآسٍ لأبرياء يصلون حد طلب لقمة العيش التي لا يجدونها إلا بصعوبة.
حمى الله قيادة الكويت وشعبها، وأبقاها ذخراً للإنسانية، وحمى الله شقيقاتها دول مجلس التعاون التي تشاركها في توجهها هذا، وتساهم معها دائماً في الأعمال الإنسانية على مستوى العالم.