لماذا تمتلئ المســـــــــاجد في رمضان بينما تكاد تخلو بباقي الشهور؟ لماذا يُقرأ القرآن بكثرة في رمضان بينما يُهجر في بقية الشهور؟ هل نحن نعبد الله أم نعبد رمضان؟!! نعم .. رمضان شهر يُضاعف به الأجر وبه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ولكن!! احذر أن تكون رمضانياً ..!! فعندما تواظب على صلاة الفجر جماعةً في أيام رمضان بعد أن كنت تصليها بعد طلوع الشمس في غيره .. فاعلم أنك “رمضاني”!! عندما تمتنعين أختي المسلمة عن وضع المساحيق التجميلية في وجهك في نهار رمضان بعد أن كنت تلطخينه بكل الألوان في بقية الشهور .. فاعلمي أنكِ “رمضانية “!! وقائع كثيرة نراها أمامنا لأولئك ((الرمضانيون والرمضانيات)) فيتغير سلوكهم لأجل رمضان، والأصل أن يتغير سلوكهم ويكون خالصاً لوجه الله على أمل عدم العودة لذلك السلوك لا في رمضان ولا في غيره .. فمن علامات قبول العمل الصالح هو مداومة العمل الصالح بعد الفراغ من الفريضة والاستمرار فيه ..فثمرة رمضان الحقيقية تظهر بعد رمضان، فمن استمرَّ على أخلاق رمضان وعلى عبادات رمضان وعلى طاعات رمضان فهذا بالفعل قد أدى صياماً صحيحاً مقبولاً، والله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة: 183 غالب الرمضانيون يفشلون في الصمود في سلوكهم الرمضاني وذلك في أول يوم بعد رمضان وهو يوم العيد، فيقع (الرمضاني) في المحظور من تفريط للصلاة بعد أن كان مواظباً عليها، وكذلك (الرمضانية) فلا تعرفها من فرط كميات المكياج التي تغطي وجهها!! وقبل الختام نقول إن رمضان جاء ليهذب سلوك الإنسان ويقوّم الخطأ فيه، فهو فرصة للتوبة والعزم على جبر أي خلل وتقصير وذلك بعزم صادق على عدم العودة إليه لا في رمضان ولا في غيره من الشهور .. فنحن لا نقول إننا نكون كما كنا في رمضان من الاجتهاد،، ولكن نقول: لا للانقطاع عن الأعمال الصالحة، فلنحيا على أخلاق الصيام، أخلاق الصلاة، وأخلاق القرآن، ولو بالقليل .. قال الله تعالى :(وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) النحل: 92