من أبرز الأسباب التي دعت لقيام الحركات التنظيمية والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية عبر التاريخ أغصان التخطيط، وإحدى هذه الأغصان أو الجذور هي الحملات التي تتم من خلالها عمليات التفاعل الفكرية والمشاورات التنظيمية الموجهة نحو طريق الهدف والاحتراف في السير فيه.
عبر التاريخ كل التاريخ أبرز الحركات السياسية الرياضية العلمية قامت على حملات وأيديولوجيات دفعتها للأمام، فعلى الجبهة الرياضية نستطيع أن نلاقي الأمثلة حتى في أبسط المشاريع كمثل شعار حملة المنتخب الإسباني في اليورو الأخير «أونو، دوس، تريس» و ما تعني بالعربية «واحد، اثنان، ثلاثة» في رمزية للطموح نحو الثلاثية والظفر بها، ففي الرياضة تستطيع المؤسسة فرد أجمل الأفكار وأسهلها لأنها الوجه الأبسط والزاوية الأكثر تداولاً للحرية في بسط الحملات التي تتخللها تلك الأيديولوجيات الرياضية الحديثة.
إن الفترة الحالية التي نعيشها هي طريق خادع نحو بطولة كأس الخليج 21، وما أقصده بالخادع بأن الأيام التي نمر بها توهمنا ببطء سيرها ورعونة سرعتها، ولكنها بالواقع جداً سريعة ومع كل يوم نتخطاه فإننا نكشف ملامح ومؤشرات سلبية جداً كنا غافلين عنها كمثل الحملة الجماهيرية، وتكمن المشكلة في الطريقة الكلاسيكية التقليدية القديمة التي تتبعها المؤسسة الأولى في كرة القدم البحرينية، و مع أنه لم يتبق على البطولة سوى أشهر وجيزة، ولكن الوقوف من دون عمل يعتبر جسارة شديدة جداً في تكامل النضوج التنظيمي لهذا العمل، ولنا بالبلدان الغربية والعربية أمثلة تستطيع أن تلهم مؤسستنا وتجعلها تباشر فوراً بطرح تلك الخيارات، كمثال الحملة الجماهيرية وتعويذة البطولة، التي ستنهض بالبطولة مبكراً وتشعل شعلتها مبكراً بوضع الأجهزة الإعلامية المحلية في صورة البطولة حتى تطرح فيما بعد الأوجه السلبية والإيجابية في معرفة الشوائب ومحاولة التصفية المبكرة لها، فقط بتلك الخيارات السهلة البسيطة، فيا للعجب، فإنك لو تعاملت وتواصلت بحسن جماهيرياً وإعلامياً فإن ذلك سيفيدك ويجعل طريقك ممهداً معبداً من دون تلك المخاطر التي شكلت ولاتزال تشكل للأجهزة والمؤسسات الرياضية المحلية هاجساً وفخاً لا يعرف الجميع متى موعده.
إذا فالعملية تكافلية بحتة بين الطرفين، المؤسسة والجماهير، فالأول يستطيع النهوض على كتف الثاني، والعكس صحيح بحيث إن الجماهير ستجد ملاذها مبكراً في البطولة وتعيشها قبيل بدئها بمدة جيدة وتنتظر بدءها الفعلي بكل شغف وإن كانت المدة متأخرة نسبياً الآن مقارنة بالمشاريع الوطنية التي قامت عليها الحملات الرياضية الأخرى، إذاً فالعمل واجب والمباشرة ضرورية والتنفيذ أهم، فلننتظر ونكون أكثر الناس إيماناً بما سيؤول إليه عمل اتحاد الكرة.

[email protected]