لعلها فرصة جديدة بهذا الصيف بعد بطولة الأمم الأوروبية حتى نعيش دورة من العيار الثقيل، والأجمل من البطولة الأوروبية بأننا نعيش الآن دورة أولمبية يشارك بها وفد من مملكتنا الحبيبة.
قبيل أمس حقق السباح الواعد خالد بابا المركز الثاني محطماً بذلك رقمه الشخصي السابق بفارق ثانية، آملين بذلك من كل الوفد تحقيق أفضل المستويات في دورة هي الأعرق في التاريخ بقادم الأيام.
إن التجربة الأولمبية ستبعث في وفدنا البحريني العديد والعديد من الإيجابيات، وأبرزها غرس المشهد العالمي أمام أعين اللاعب البحريني الذي تعود على مشاهد مغايرة في البطولات الإقليمية أو الآسيوية كحد أقصى، فندرة المشهد الأولمبي ستضع اللاعب البحريني في زاوية ومشهدية هو كان يبحث عنها قبلاً، وتضعه في محل إحساس لم يكن يوماً يتوقعه، ولكنه تمكن من الوصول إليه، فذلك التمكن والإصرار وجد شخص اللاعب البحريني المثالي، والأكثر أهمية من ذلك فإنه وجد الشخصية الحقيقية له، وليس الشخصية الكاذبة التي تطمح للخليجية والعربية، بل العالمية، ونحن على طموح مستديم للعلا، وهو المستحق لنا بالطبع. ومثال على ما ذكرته من أهمية التجربة، وأهمية ندرة المشهد، منتخب أمريكا عندما شارك في مونديال 94 لكرة القدم، فتلك كانت الشرارة نحو اندلاع منتخب يعد الآن من أفضل 15 منتخباً على المستوى التكتيكي، أيضاً كانت التجربة التي كشفت معالم الشخصية الأمريكية الكروية، والتي عرّفت العالم فيما بعد بأن أمريكا كرياضية ليست هوكي وكرة سلة فقط، بل حلم كبير اسمه كرة قدم، كذلك تماماً التجربة الأولمبية التي نحن نشاهدها الآن، فمن دون شك هي هامة جداً للجميع ولكن خصوصاً للسباح الصاعد خالد بابا، الذي عليه أن يستحوذ تماماً على كل ما يشاهده بتجربة أولمبياد لندن ولا تكون مجرد قصة يرويها لأبنائه مستقبلاً، فتجربة كهذه حتماً ستغرس فيه ثقة كبيرة، ونجومية مبكرة، فعليه أن يكتشف شخصه الحقيقي بلندن، الشخص الطموح الذي لا يريد سوى الذهب حتى وإن كان يتنازع مع أسرع السباحين، وأنا على يقين بأنه سيفعل ذلك!
بعكس كل المعالم والمشاهد والسلوكيات والنماذج الأخرى، فلأول مرة يكون التشبع بشيء أمراً مفيداً، وما أقصده هو التشبع بالتجربة وبكل طيف ونطفة بها، فكلما احتوى الإنسان وشمل بذاته وفكره التجربة التي يمر بها بأكبر قدر ممكن فإنه قد أمد درب مستقبله بنجاح وإشعاع أكبر.
ومن كان ليصدق أن أديسون فشل في 999 اختراعاً وبات الآن حديث كل كتب ومواقع العلوم، وأحد أهم الرموز العلمية الخالدة.
[email protected]