إنها زنجبار؛ أندلس افريقيا وجوهرة العرب المفقودة بعد أن اختطفت كحبة الكرز من فوق قالب الحلوى من قبل الجيش التنزاني الغازي عام 1964 لتعلن تحت حراب المحتل نهاية حكم العرب (كالعادة) الممتد منذ قبل بزوغ فجر الإسلام، احتلال زنجبار أسرع عملية احتلال في العصر؛ فاربع ساعات كانت تكفي لسقوط الدولة ليقتل في اليومين الأولين من الاحتلال 20 ألف عربي مسلم، وتهجير أكثر من 30 ألف عربي مسلم.
تشرفت زنجبار بنور الإسلام عن طريق الهجرات الإسلامية إلى شرق القارة الأفريقية في نهاية القرن الأول الهجري في عهد الدولة الأموية، بعد قيام الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان بمحاولة ضم عمان إلى الدولة الأموية، وكان يحكم عمان آنذاك الأخوان سليمان وسعيد، وقد امتنعا عن الحجاج فأرسل إلى عمان جيشاً كبيراً لا حول لهما به، فآثرا السلامة وخرجا بمن تبعهما من قومهما إلى بر الزنج شرق أفريقيا، وقد استدل المؤرخون على ضوء هذه الحقيقة التاريخية أن الوجود العربي في زنجبار سبق ظهور الإسلام، لأن رحيل حاكمي عمان إليها بعددهما وعتادهما لا بد ان يستند على وجود سابق له يأمنان فيه على حياتهما وأموالهما وذويهما، وقبل ذلك على دينهما. وبعد هذه الهجرة التي قام بها حاكما عمان بدأ الوجود العماني في الجزيرة يتوطد أكثر وأكثر حتى أصبح ولاة زنجبار وجزرها تابعين لحكم أئمة عمان، إلى أن جاء عهد السلطان سعيد بن سلطان بن الإمام احمد البو سعيدى الذي فتح لزنجبار صفحة ناصعة في التاريخ بما ولاها من اهتمام غير مسبوق.
وحسب آخر إحصاء؛ بلغ عدد سكان زنجبار حوالي مليون شخص أغلبهم من المسلمين (98%) والبقية مسيحيون وهندوس وشيرازيون، ويعيش 70% من الزنجباريين بأقل من دولار واحد يومياً، وأرض جزيرتهم التي يتوقع أن تحتوي على النفط والغاز لا تستقطب شركات التنقيب بسبب الهيمنة التنزانية على البلاد والعباد.
في زيارتي الأخيرة إلى زنجبار قال لي المعلم شريف، وهو نائب رئيس زنجبار، نحن محبطون لأن العرب لا يستثمرون في أرضنا التي نرى بصماتهم في كل زواياها، فما زالت بدالة الهاتف الوطنية على حالها منذ أن أدخلها سلاطين البوسعيد، ولا يزال قصور سلاطين البوسعيد أعلى المباني في زنجبار، ولا تزال الملابس العمانية هي الأزياء الشعبية للزنجباريين، ونحن شعب مسلم ننحدر من أصول عربية لكن لا وجود للمستثمر العربي، حتى أنه لا يوجد تمثيل دبلوماسي عربي سوى السفارة العمانية والسفارة المصرية، التي افتتحت مشاريع زراعية ناجحة تنتج منها أفخر المحاصيل الزراعية.
في زنجبار قصة منسية أخرى للعرب والمسلمين؛ فعدم اهتمامنا بهم ولو إعلامياً يتركهم فريسة سهلة لحملات التبشير التي فشلت منذ السبعينيات في استقطاب الزنجباريين المسلمين.
أثناء تواجدي في تلك الأرض العربية الطيبة التقيت بعجوز عمانية استطاعت أن تهرب من مجازر التنزانيين بالاختباء أربعة أيام في مخابئ صنعها العرب المسلمين لأنفسهم، تحدثنا طويلاً عن حكم سلاطين عمان، فوجدتها تضع في صندوقها العتيق ما وصل لها من صور سلاطين العرب العمانيين كدليل اعتزاز بمرحلة كانت فيها زنجبار تعيش عصرها الذهبي.
تشرفت زنجبار بنور الإسلام عن طريق الهجرات الإسلامية إلى شرق القارة الأفريقية في نهاية القرن الأول الهجري في عهد الدولة الأموية، بعد قيام الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان بمحاولة ضم عمان إلى الدولة الأموية، وكان يحكم عمان آنذاك الأخوان سليمان وسعيد، وقد امتنعا عن الحجاج فأرسل إلى عمان جيشاً كبيراً لا حول لهما به، فآثرا السلامة وخرجا بمن تبعهما من قومهما إلى بر الزنج شرق أفريقيا، وقد استدل المؤرخون على ضوء هذه الحقيقة التاريخية أن الوجود العربي في زنجبار سبق ظهور الإسلام، لأن رحيل حاكمي عمان إليها بعددهما وعتادهما لا بد ان يستند على وجود سابق له يأمنان فيه على حياتهما وأموالهما وذويهما، وقبل ذلك على دينهما. وبعد هذه الهجرة التي قام بها حاكما عمان بدأ الوجود العماني في الجزيرة يتوطد أكثر وأكثر حتى أصبح ولاة زنجبار وجزرها تابعين لحكم أئمة عمان، إلى أن جاء عهد السلطان سعيد بن سلطان بن الإمام احمد البو سعيدى الذي فتح لزنجبار صفحة ناصعة في التاريخ بما ولاها من اهتمام غير مسبوق.
وحسب آخر إحصاء؛ بلغ عدد سكان زنجبار حوالي مليون شخص أغلبهم من المسلمين (98%) والبقية مسيحيون وهندوس وشيرازيون، ويعيش 70% من الزنجباريين بأقل من دولار واحد يومياً، وأرض جزيرتهم التي يتوقع أن تحتوي على النفط والغاز لا تستقطب شركات التنقيب بسبب الهيمنة التنزانية على البلاد والعباد.
في زيارتي الأخيرة إلى زنجبار قال لي المعلم شريف، وهو نائب رئيس زنجبار، نحن محبطون لأن العرب لا يستثمرون في أرضنا التي نرى بصماتهم في كل زواياها، فما زالت بدالة الهاتف الوطنية على حالها منذ أن أدخلها سلاطين البوسعيد، ولا يزال قصور سلاطين البوسعيد أعلى المباني في زنجبار، ولا تزال الملابس العمانية هي الأزياء الشعبية للزنجباريين، ونحن شعب مسلم ننحدر من أصول عربية لكن لا وجود للمستثمر العربي، حتى أنه لا يوجد تمثيل دبلوماسي عربي سوى السفارة العمانية والسفارة المصرية، التي افتتحت مشاريع زراعية ناجحة تنتج منها أفخر المحاصيل الزراعية.
في زنجبار قصة منسية أخرى للعرب والمسلمين؛ فعدم اهتمامنا بهم ولو إعلامياً يتركهم فريسة سهلة لحملات التبشير التي فشلت منذ السبعينيات في استقطاب الزنجباريين المسلمين.
أثناء تواجدي في تلك الأرض العربية الطيبة التقيت بعجوز عمانية استطاعت أن تهرب من مجازر التنزانيين بالاختباء أربعة أيام في مخابئ صنعها العرب المسلمين لأنفسهم، تحدثنا طويلاً عن حكم سلاطين عمان، فوجدتها تضع في صندوقها العتيق ما وصل لها من صور سلاطين العرب العمانيين كدليل اعتزاز بمرحلة كانت فيها زنجبار تعيش عصرها الذهبي.