لدي مشكلة خاصة تؤرقني كأب ورب أسرة، أبحث لها عن حل جذري، ورغم محاولاتي الجادة والصادقة لإيجاد حل نهائي لما أعاني منه، لم يحالفني الحظ في الوصول إلى حل مناسب للمشكلة الطارئة، فقررت أن أشارككم بها، لعلنا نصل سوياً إلى حل، يقفل هذا الباب إلى الأبد، كونه لطالما كان منفذاً لما يهدد استقرار عائلتي بشكل يومي.يتمتع ابني الأكبر “عمر” بقدرة على الصبر، أحسده عليها، ويتمتع بحكمة تفوق باقي أقرانه، بحسب متابعتي لخط تصرفاته في الرخاء والشدة، لكنه في الوقت نفسه عندما يجد أن الصبر والحكمة لا تجديان نفعاً مع مشاكسات الابن الأصغر “علي”، فإنه لا يمكن توقع ردة فعله، حيث يمكن أن يعلن قانون “السلامة الوطنية” في أرجاء البيت، ويقيم “المحاكم العسكرية” أيضاً إن اقتضت الضرورة لأن “علي” بصراحة “زودها”.أما ابني الأصغر “علي” فهو يقابل الأخ الأكبر والأحكم والأصبر “عمر” بكثير من عدم المبالاة في بعض الأحيان، بدون أن يقدم مبررات منطقية لما يفعل، بل ويتعمد انتهاج أسلوب التصرفات الطفولية غير المتوقعة وغير المعروفة النتائج، كنوع من التدمير الطفولي، الذي لا ينسجم مع شكل البيت الذي أحلم به، وأقاتل من أجله، بل إن “علياً” أخذ يهدد في الأونة الأخيرة بفوضى عارمة، تأكل الأخضر واليابس، مهدداً باستهداف استقرار البيت قائلاً إنه “لم يستخدم إلا جزءاً يسيراً من طاقته الطفولية التدميرية”، مضيفاً أنه “يسعى لتغيير نظام الحكم القائم في العائلة المتمثلة بالإطاحة برب الأسرة”، بل ويزداد الأمر وقاحة عندما يصرخ “علي” بوجه أفراد العائلة بأنه “سيستعين بأفكار خارجية ودعم لوجستي خارجي قاصداً أجندة “توم و جيري” الطائفية بطبيعة الحال، أو ربما أجندة “السنافر”، و«شرشبيل” الديكتاتورية، دون أن ننسى سلاحف النينجا، ودورها في ضرب استقرار غابة الأقزام إحدى أساطير بلاد الشام”.المشكلة الحقيقية تكمن أن العائلة تعيش حالة من عدم الاستقرار، بعد أن تعطلت الكثير من مشاريعها وأحلامها، كما إن جميع قرارات البيت المصيرية لا تأخذ الوقت الكافي للدراسة والتمحيص، بسبب تفرغ أفراد العائلة لإيجاد حلول متعاقبة لمشاكل “عمر وعلي”، التي تبدو إنها ستستمر طويلاً بلا هدف واضح. أفراد العائلة وبسبب الوضع غير المستقر الذي خلقه الابن الأصغر “علي”، أصابتهم حالة من عدم الوضوح في الرؤى والأهداف، فالبنت الكبرى “لينة” تميل لأخيها الأكبر “عمر” وتنصره بلا تفكير، بينما أخذت البنت الأصغر “مأرب” موقفاً متزمتاً جداً يدعم “علي” وتصرفاته، ومن ثم ازداد الأمر تعقيداً عندما قررت البنت الوسطى “رحمة” أن تعلن نفسها معارضة بأجندة مختلفة تميل مع “علي” تارة وتنتصر لـ«عمر” تارة أخرى. أنا شخصياً اتخذت عدة قرارات تتراوح بين حرمان “علي” من المصروف وشراء الحلويات، وبين تعنيف “عمر” ومطالبته بالمزيد من الصبر والحكمة، لأن الأكبر عمراً يجب أن يكون الأكثر تجربة وحرصاً على استقرار البيت، كما تحدثت بشكل مطول مع “لينة” التي يبدو أن دراستها في مدرسة الإيمان في مدينة عيسى أضافت لها مفاهيم جديدة في تسويق الأفكار الداعمة لـ«عمر”، بينما لم توضح “رحمة” التي تدرس في مدارس الفلاح في المحرق آفاق معارضتها، ولم تطرح حلولاً واضحة المعالم، لاسيما وهي ترفض أغلب تصرفات وتصريحات “علي” الذي لا يكف عن تهديدنا بـ «توم وجيري” و«سلاحف النينجا”.. “وهيك المشكل تعقد كتير”. قررت أن أستشيركم بصدق وأمانة، لأنه ما خاب من استشار، وأرجو أن لا تستكثروا علينا النصيحة، لأن الدين النصيحة، كما إن رب الأسرة عليه أن يبقى على مسافة واحدة من الجميع، وهذا ما أفعله رغم عدم موافقتي على أفعال “علي”، أو حتى حالة الغضب التي تعصف بمخيلة “عمر”، وأنتم تعلمون أن سلامة وتماسك العائلة أهم بكثير من شطحات “علي”، أو نفاذ صبر “عمر”، أو أفكار “رحمة”، و”لينة”، و”مأرب”، والله من وراء القصد والغاية.تغريدةما أصعب التعايش مع أصحاب الأهداف المتغيرة، لأنهم لا يحترمون مبادئ الشراكة، ويحاولون أن يديروا دفة السفينة إلى حيث مصالحهم، بل ويدعون غير ذلك.