في الحياة التي نحيا، نقابل بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة، فنساعدهم بما نستطيع، من مال ومأكل ومأوى، ومن محبة وتحفيز وتشجيع ودعم، إلا إن البعض من هؤلاء، يعضون اليد التي امتدت لمساعدتهم، فيكون لمن قام بهذه المساعدة، ردة فعل ضد الجميع، فيتوقف عن المساعدة بشكل عام، متناسياً أن مساعدة الآخرين، ليست واجبة فحسب، إنما طبيعية متأصلة في كل إنسان، هي فطرة جبلنا عليها منذ خروجنا إلى نور هذا العالم. فإن لم نقم بها، ستضمحل، وبالتالي نكون كأننا سرقنا شيئاً من الحسنات الكثيرة التي يمنحنا إياها الله سبحانه وتعالى لقيامنا بها، والامتناع عن المساعدة عادة ما يؤدي إلى تبلد القلب، وانسداد مسارات النعمة في حياتنا. وبهذه المناسبة، أتذكر إحدى القصص التي استوقفتني، لتعلمني معنى العطاء أو المساعدة غير المحدودة التي من الممكن أن نقدمها لأبناء جنسنا على هذه الأرض، مساعدة لا تكف عن التوسع في الثراء، بكل أنواعه وأشكاله المادية والنفسية والروحية.
تقول القصة:
- يُحكى عن كاهنين بوذيين كانا يقومان بغسل ثيابهما على شاطئ النهر. لمح الراهب الأول عقرباً يغرق فمد يده وأنقذه. لكن العقرب لدغ الكاهن قبل أن يضعه على ضفة النهر. تابع الراهب غسل ثيابه، وبينما كان يفعل لاحظ أن العقرب قد سقط في النهر من جديد.
مد الراهب الأول يده وأنقذه مرة ثانية، فما كان من العقرب إلا أن لدغه ثانية.
قال الراهب الثاني لزميله “لماذا أنقذت العقرب مرة أخرى، وأنت تعلم أن الأذى طبع ثابت فيه؟”.
فأجاب الكاهن الأول قائلاً: “لأن حب المساعدة طبع ثابت فيّ”.
إن العبرة التي تعطينا إياها هذه القصة التي تحمل الحكمة والمثل، هو أننا كبشر، أفضل وأجمل مخلوقات الله، علينا أن نعي أن جوهرنا الإنساني، لا يمكن أن يتحقق دون مساعدة الآخر، الذي يحتاج إلى المساعدة، فأنت لا يمكن أن تتوقف عن مساعدة صاحب بيت احترق، أو من يحتاج إلى علاج، أو أرملة تتخوف يومياً من عدم قدرتها على القيام بواجبها كأم مسؤولة عن إطعام أطفالها، وكسوتهم وإدخالهم إلى المدرسة، وأنت كإنسان لا يمكن أن تقف عاجزاً أمام مساعدة من يعيشون محاصرين بالكوارث الطبيعية، من زلازل وفيضانات وجفاف، أو غير الطبيعية كالحروب الأهلية التي يمتحن بها الله إيمان شعب ما في زمن ما.
إن مساعدة الآخرين، ليس من أجلهم فقط، إنما من أجلك أيضاً، مساعدتك لهم، تعني أنك تقترب من ذاتك الحقيقية، من فطرتك السليمة، من قلبك.
لذلك أقول دائماً، مهما حاول البعض أن يطعنك في الظهر، لا تتألم وتقول إنه لا يستحق المساعدة أبداً، فهذا الذي قام بطعنك، مسكين لا يعرف المعنى الحقيقي وراء دعمك وتشجيعك، وبالتالي يخسر الكثير من الأصدقاء والمحبين ومن في حياته.
عن المساعدة لا تتوقف ولو طعنك من تساعده يومياً.
عن المساعدة لا تكف. ولا تنبس أبداً بجملة “هذا لا يستحق”، وتذكر أن كل مساعدة للآخرين، هي مساعدة لذاتك، لصقل جوهرك الإنساني السامي، عن المساعدة أبداً لا توقف، وعن دعم غيرك لا تكف.
{{ article.visit_count }}
تقول القصة:
- يُحكى عن كاهنين بوذيين كانا يقومان بغسل ثيابهما على شاطئ النهر. لمح الراهب الأول عقرباً يغرق فمد يده وأنقذه. لكن العقرب لدغ الكاهن قبل أن يضعه على ضفة النهر. تابع الراهب غسل ثيابه، وبينما كان يفعل لاحظ أن العقرب قد سقط في النهر من جديد.
مد الراهب الأول يده وأنقذه مرة ثانية، فما كان من العقرب إلا أن لدغه ثانية.
قال الراهب الثاني لزميله “لماذا أنقذت العقرب مرة أخرى، وأنت تعلم أن الأذى طبع ثابت فيه؟”.
فأجاب الكاهن الأول قائلاً: “لأن حب المساعدة طبع ثابت فيّ”.
إن العبرة التي تعطينا إياها هذه القصة التي تحمل الحكمة والمثل، هو أننا كبشر، أفضل وأجمل مخلوقات الله، علينا أن نعي أن جوهرنا الإنساني، لا يمكن أن يتحقق دون مساعدة الآخر، الذي يحتاج إلى المساعدة، فأنت لا يمكن أن تتوقف عن مساعدة صاحب بيت احترق، أو من يحتاج إلى علاج، أو أرملة تتخوف يومياً من عدم قدرتها على القيام بواجبها كأم مسؤولة عن إطعام أطفالها، وكسوتهم وإدخالهم إلى المدرسة، وأنت كإنسان لا يمكن أن تقف عاجزاً أمام مساعدة من يعيشون محاصرين بالكوارث الطبيعية، من زلازل وفيضانات وجفاف، أو غير الطبيعية كالحروب الأهلية التي يمتحن بها الله إيمان شعب ما في زمن ما.
إن مساعدة الآخرين، ليس من أجلهم فقط، إنما من أجلك أيضاً، مساعدتك لهم، تعني أنك تقترب من ذاتك الحقيقية، من فطرتك السليمة، من قلبك.
لذلك أقول دائماً، مهما حاول البعض أن يطعنك في الظهر، لا تتألم وتقول إنه لا يستحق المساعدة أبداً، فهذا الذي قام بطعنك، مسكين لا يعرف المعنى الحقيقي وراء دعمك وتشجيعك، وبالتالي يخسر الكثير من الأصدقاء والمحبين ومن في حياته.
عن المساعدة لا تتوقف ولو طعنك من تساعده يومياً.
عن المساعدة لا تكف. ولا تنبس أبداً بجملة “هذا لا يستحق”، وتذكر أن كل مساعدة للآخرين، هي مساعدة لذاتك، لصقل جوهرك الإنساني السامي، عن المساعدة أبداً لا توقف، وعن دعم غيرك لا تكف.