يوم السبت 20 ديسمبر 2008، وفي تمام الساعة السابعة والنصف مساء، وتحديداً في جمعية المهندسين بمنطقة الجفير، نظمت جمعية المنتدى ندوة “الحصاد البرلماني”، بمشاركة كتل المجلس النيابية لمجلس 2006 وقتها وهم “المنبر” و«الأصالة” و«الوفاق”، وكان نائب رئيس كتلة الوفاق في مجلس النواب خليل المرزوق هو من يمثل “الوفاق”.
كان الوضع طبيعياً جداً حينها، حيث قدم كل ممثل لكل كتلة نيابية بلغة الأرقام والإحصائيات عدد المشاريع والقوانين التي قدمتها كل كتلة، وفور بدء فتح باب المداخلات من قبل الحضور، كانت المفاجأة التي قلبت موازين الندوة، وجعلت الحضور يتسمر ويتابع الموقف، ونفت الفكرة السائدة “أن جميع الأخوة من الطائفة الشيعية الكريمة حتى وإن تذمروا من تصرفات “الوفاق” المحشدة للعنف لن يملكوا الجرأة للتحدث خاصة أمام الملأ”، المفاجأة هي مداخلة لمواطن يقطن بمنطقة “السنابس” حيث أصر على المشاركة في الندوة، وقال بلهجة شديدة وجهها إلى المرزوق تحديداً إنه “لم يأت من أجل متابعة إحصائيات أي كتلة بل لمخاطبة الوفاق في شخص “المرزوق” وتقديم الشكوى له بخصوص ما يحدث في منطقته السكنية “السنابس” التي كانت تعاني من الاضطرابات الأمنية المستمرة في تلك السنة”.
وقف المواطن الذي بدا من مظهره إنه إنسان بسيط، وقال كلاماً كثيراً مختصره أنه “أنتم في “الوفاق” تتكلمون عن إحصائيات وإنجازات هي بالأصل أشبه بالفتن، التي تحقن الشارع، وتزيد من تأزيمه، وتدفع الشباب إلى القيام بأعمال نحن من ندفع ثمنها، بدلاً من متابعة وضعنا كمواطنين في مناطقنا السكنية، وما تسببوه لنا، تعال وانظر بنفسك لما يحدث عندنا كل يوم وأمام باب منزلي، غازات مسيلة للدموع تمنعني أنا وأطفالي من الخروج بسبب “جماعتكم” المتلثمون الذين هم ليسوا منا، بل يأتون من مناطق أخرى، ويندسون في منطقتنا، لإشاعة الفوضى والاضطرابات، أنا لا أريد إنجازاتكم، كل ما أريده أن تخاطبوهم ليتوقفوا، وقبلها أوقفوا خطاباتكم التي تثير وتهيج الشارع” محملاً إياه مسألة حل الأزمة الأمنية بالبحرين!!
بدا المرزوق متفاجئاً لحظتها، لأن الهجوم لم يصدر بحسب موازينهم الطائفية من مواطن سني، بل من مواطن شيعي، هجوم قلب موازين لعبة الإنجازات التي أراد المرزوق استعراضها أمام الجمهور، زاعماً أن كتلتهم هي فعلاً تمثل “الإرادة الشعبية”، وقام المرزوق بالرد على تساؤلات المواطن البسيط، بإجابات لا تخلو من العناوين الإنشائية المستهلكة، ومحاولة إبعاد سهم الاتهامات الموجهة لجماعته إلى المرمى الحكومي، حينما ادعى جملة من الأسباب منها عدم التجاوب الحكومي مع مطالبهم، رغم كثرة تقديمهم للمقترحات ومشاريع القوانين، كما زعم أن الكتلة تدين أي أعمال عنف وترفضها، وزعم أيضا أن عدم تحقيق الوعود الموجودة بميثاق العمل الوطني هي من حشدت الشارع لارتكاب أعمال العنف، ثم حاول تغيير دفة الحديث بالإشارة إلى عدم وجود إنجازات حكومية، مضيفاً أن “خطة الوفاق قريبة من استراتيجية البحرين 2030”!!
كان واضحاً لمن يقرأ ردود المرزوق، أنه يتخبط في الإجابات، ويتأرجح بين نقد الحكومة، ومحاولة التشدق باستراتيجياتها، وبدا التناقض واضحاً في كلامه بين ذمها ومدحها، ولو بشكل لم ينتبه هو نفسه إليه، من خلال تأكيده أن “الوفاق” تنجز والدليل في ذلك تشابه خطتها مع خطة استراتيجية البحرين 2030 “أي خطة حكومية بالنهاية”! وكان هذا يعني في حد ذاته تناقضاً بشأن مسألة إن كانت الحكومة هي من تعطل المشاريع والإنجازات!!
وبعد أن انتهى المرزوق من كلامه، رد عليه المواطن البسيط مرة أخرى بقوله “كلامكم هذا الذي تقولونه هو من يحشد الشارع ويجعله يثور، ماذا تتوقعون من الشباب عندما تقولون لهم إن هناك ظلماً واضطهاداً يحدث لكم، والحكومة تعطل، والحكومة تماطل، والبطالة في ازدياد، هذا الحديث يحشدهم، ويدفعهم لأعمال العنف، ثم تتنكرون مما يحدث، وتقولون إنكم ضد أعمال العنف، رغم أن حديثكم جميعه تحريضي”.
كان واضحاً من كلام المواطن البسيط أنهم لم يحصدوا ممن انتخبوهم من أعضاء “الوفاق” سوى الأذى وأعمال العنف المستمرة التي يرتكبها مندسون في مناطقهم، فجاء ليبين حقيقة ما حصده الناخبون من اختيارهم وانتخابهم لأعضاء “الوفاق”.
بدا الموقف واضحاً أنه لن يكون الموقف الأخير أو اليتيم، بل هو غيض من فيض، وسيتكرر الموقف، وحدث ذلك بالفعل، حيث تكرر الموقف بين مواطن غيور آخر من منطقة السنابس أيضاً، وبين الأمين العام للجمعية علي سلمان منذ فترة، حينما ذكره بالأخطاء التي ارتكبتها جمعيته خلال أزمة البحرين الأخيرة، والتي بسببها دفعت الطائفة الشيعية بأكملها الثمن.
أقول للوفاق، أبشري، هذا جزء من أوراقك السياسية، التي بدأت تحترق منذ عام 2008 عند بعض أهالي منطقة السنابس، وزاد الاحتراق في عام 2012، كما هو واضح من حرقة المواطن الذي تكلم بنبرة مواطن بسيط يريد الأمن والاستقرار بمنطقته السكنية فقط لا غير، وقريباً ستحترق أوراقك بالكامل، وفي جميع مناطق البحرين، وأمام كل من في قائمة “الإرادة الشعبية” التي تزعمين تمثيلها!!
كان الوضع طبيعياً جداً حينها، حيث قدم كل ممثل لكل كتلة نيابية بلغة الأرقام والإحصائيات عدد المشاريع والقوانين التي قدمتها كل كتلة، وفور بدء فتح باب المداخلات من قبل الحضور، كانت المفاجأة التي قلبت موازين الندوة، وجعلت الحضور يتسمر ويتابع الموقف، ونفت الفكرة السائدة “أن جميع الأخوة من الطائفة الشيعية الكريمة حتى وإن تذمروا من تصرفات “الوفاق” المحشدة للعنف لن يملكوا الجرأة للتحدث خاصة أمام الملأ”، المفاجأة هي مداخلة لمواطن يقطن بمنطقة “السنابس” حيث أصر على المشاركة في الندوة، وقال بلهجة شديدة وجهها إلى المرزوق تحديداً إنه “لم يأت من أجل متابعة إحصائيات أي كتلة بل لمخاطبة الوفاق في شخص “المرزوق” وتقديم الشكوى له بخصوص ما يحدث في منطقته السكنية “السنابس” التي كانت تعاني من الاضطرابات الأمنية المستمرة في تلك السنة”.
وقف المواطن الذي بدا من مظهره إنه إنسان بسيط، وقال كلاماً كثيراً مختصره أنه “أنتم في “الوفاق” تتكلمون عن إحصائيات وإنجازات هي بالأصل أشبه بالفتن، التي تحقن الشارع، وتزيد من تأزيمه، وتدفع الشباب إلى القيام بأعمال نحن من ندفع ثمنها، بدلاً من متابعة وضعنا كمواطنين في مناطقنا السكنية، وما تسببوه لنا، تعال وانظر بنفسك لما يحدث عندنا كل يوم وأمام باب منزلي، غازات مسيلة للدموع تمنعني أنا وأطفالي من الخروج بسبب “جماعتكم” المتلثمون الذين هم ليسوا منا، بل يأتون من مناطق أخرى، ويندسون في منطقتنا، لإشاعة الفوضى والاضطرابات، أنا لا أريد إنجازاتكم، كل ما أريده أن تخاطبوهم ليتوقفوا، وقبلها أوقفوا خطاباتكم التي تثير وتهيج الشارع” محملاً إياه مسألة حل الأزمة الأمنية بالبحرين!!
بدا المرزوق متفاجئاً لحظتها، لأن الهجوم لم يصدر بحسب موازينهم الطائفية من مواطن سني، بل من مواطن شيعي، هجوم قلب موازين لعبة الإنجازات التي أراد المرزوق استعراضها أمام الجمهور، زاعماً أن كتلتهم هي فعلاً تمثل “الإرادة الشعبية”، وقام المرزوق بالرد على تساؤلات المواطن البسيط، بإجابات لا تخلو من العناوين الإنشائية المستهلكة، ومحاولة إبعاد سهم الاتهامات الموجهة لجماعته إلى المرمى الحكومي، حينما ادعى جملة من الأسباب منها عدم التجاوب الحكومي مع مطالبهم، رغم كثرة تقديمهم للمقترحات ومشاريع القوانين، كما زعم أن الكتلة تدين أي أعمال عنف وترفضها، وزعم أيضا أن عدم تحقيق الوعود الموجودة بميثاق العمل الوطني هي من حشدت الشارع لارتكاب أعمال العنف، ثم حاول تغيير دفة الحديث بالإشارة إلى عدم وجود إنجازات حكومية، مضيفاً أن “خطة الوفاق قريبة من استراتيجية البحرين 2030”!!
كان واضحاً لمن يقرأ ردود المرزوق، أنه يتخبط في الإجابات، ويتأرجح بين نقد الحكومة، ومحاولة التشدق باستراتيجياتها، وبدا التناقض واضحاً في كلامه بين ذمها ومدحها، ولو بشكل لم ينتبه هو نفسه إليه، من خلال تأكيده أن “الوفاق” تنجز والدليل في ذلك تشابه خطتها مع خطة استراتيجية البحرين 2030 “أي خطة حكومية بالنهاية”! وكان هذا يعني في حد ذاته تناقضاً بشأن مسألة إن كانت الحكومة هي من تعطل المشاريع والإنجازات!!
وبعد أن انتهى المرزوق من كلامه، رد عليه المواطن البسيط مرة أخرى بقوله “كلامكم هذا الذي تقولونه هو من يحشد الشارع ويجعله يثور، ماذا تتوقعون من الشباب عندما تقولون لهم إن هناك ظلماً واضطهاداً يحدث لكم، والحكومة تعطل، والحكومة تماطل، والبطالة في ازدياد، هذا الحديث يحشدهم، ويدفعهم لأعمال العنف، ثم تتنكرون مما يحدث، وتقولون إنكم ضد أعمال العنف، رغم أن حديثكم جميعه تحريضي”.
كان واضحاً من كلام المواطن البسيط أنهم لم يحصدوا ممن انتخبوهم من أعضاء “الوفاق” سوى الأذى وأعمال العنف المستمرة التي يرتكبها مندسون في مناطقهم، فجاء ليبين حقيقة ما حصده الناخبون من اختيارهم وانتخابهم لأعضاء “الوفاق”.
بدا الموقف واضحاً أنه لن يكون الموقف الأخير أو اليتيم، بل هو غيض من فيض، وسيتكرر الموقف، وحدث ذلك بالفعل، حيث تكرر الموقف بين مواطن غيور آخر من منطقة السنابس أيضاً، وبين الأمين العام للجمعية علي سلمان منذ فترة، حينما ذكره بالأخطاء التي ارتكبتها جمعيته خلال أزمة البحرين الأخيرة، والتي بسببها دفعت الطائفة الشيعية بأكملها الثمن.
أقول للوفاق، أبشري، هذا جزء من أوراقك السياسية، التي بدأت تحترق منذ عام 2008 عند بعض أهالي منطقة السنابس، وزاد الاحتراق في عام 2012، كما هو واضح من حرقة المواطن الذي تكلم بنبرة مواطن بسيط يريد الأمن والاستقرار بمنطقته السكنية فقط لا غير، وقريباً ستحترق أوراقك بالكامل، وفي جميع مناطق البحرين، وأمام كل من في قائمة “الإرادة الشعبية” التي تزعمين تمثيلها!!