اختتم المؤتمر السنوي الثالث حول تعزيز الشراكات الإنسانية وتبادل المعلومات الذي أقيم تحت رعاية نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح يومي الأربعاء والخميس الماضيين في مقر الهيئة الخيرية الإسلامية بالعاصمة الكويتية، اختتم أعماله بإطلاق موقع “البوابة العربية للشؤون الإنسانية” لتكون أداة جديدة للمشاركة في المعلومات الإنسانية تتيح للعاملين في هذا المجال والمهتمين به التواصل والتعاون وتنسيق الجهود بما يعود نفعه على الإنسانية جمعاء، حيث تنسيق الجهود والتعاون في هذا المجال من شأنه أن يخفف الكثير من آلام البشر الذين يصيرون ضحايا كوارث طبيعية أو.. بشرية كالحروب في أمكنة كثيرة.
الافتتاح الذي جاءت كلماته على صورة محاضرات تم خلالها استعراض ما تحقق من منجزات وما أسهم به كل طرف ومهتم في التخفيف من آلام الإنسانية في مختلف بلاد العالم المحتاجة إلى العون. واحتوت الكلمات على دعوات لاتخاذ توصيات معينة مثل مساعدة الشعب السوري الذي يتجرع أبناؤه غصة الموت في كل يوم آلاف المرات قبل أن ينتقلوا إلى بارئهم شاهدين على ظلم من غرته الدنيا حتى بات غير مكترث بقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وغيرها من توصيات عبرت عن الحس الإنساني للمشاركين.. مؤسسات وأفراد.
شارك في إلقاء كلمات الافتتاح راعي المؤتمر الذي ألقى كلمة الكويت واستعرض ما تقدمه هذه الدولة الخليجية المعطاء “للدول النامية والأقل نمواً في العالم المعرضة لمثل تلك الكوارث لتحظى بالأولوية القصوى لمد يد العون لها لتتجاوز مسبباتها وآثارها”، مشيراً إلى أن “الكويت سعت في إطار ثنائي إلى تخفيف آثار تلك الكوارث عبر تقديم الدعم الفوري لها.. وأنها خصصت ما قيمته 10% من كافة مساهماتها الطوعية لدعم أعمال الأمم المتحدة ووكالاتها للدور المحوري المهم الذي تضطلع به”، مبيناً أن الكويت زادت نسبة ما تقدمه من مساعدات إلى أكثر من 1.3% من إجمالي الناتج المحلي متجاوزة بذلك النسبة المقررة دولياً، ومؤكداً أنها لن تتأخر عن دعم وتخفيف آثار الكوارث على مختلف الدول المنكوبة وأنها ستستمر في مد يد العون والمساعدة الإنسانية والتنموية للدول النامية والأقل نمواً.
المؤتمر نتاج تعاون جميل بين مكتب الأمم المتحدة لتنسيق شؤون الإغاثة الإنسانية (أوتشا) والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية العون المباشر الكويتية. وقد شهد الافتتاح الذي حضره عدد كبير من المدعوين الاستماع إلى كلمات رئيس الهيئة الإسلامية العالمية الدكتورعبدالله المعتوق، وأمين عام مجلس التعاون الدكتورعبداللطيف الزياني، والسفراء عطاء المنان بخيت الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي، ومحمد صبيح الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية، وأحمد المريخي مدير إدارة التنمية الدولية في وزارة الخارجية بدولة قطر، إضافة إلى فاليري آموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، والتي وصفها الحاضرون بالشجاعة والمقدامة والإنسانة الكبيرة.
في كلمتها التي احتوت معلومات دقيقة ومهمة اهتمت آموس بالقول إن “هذا المؤتمر يدخل في صميم مهمتنا وهي التنسيق بين وكالات الإغاثة وتقاسم المعلومات من أجل تحسين استجابتنا للأزمات في مختلف أنحاء العالم”. وأشادت بالدعم السخي لدول الخليج العربية “الذي يجعل الأشخاص والمنظمات والحكومات تتفاخر معاً لتقديم استجابة منسقة وسريعة للأزمات الإنسانية”.
المؤتمر ناقش سبل تحسين التعاون الاستراتيجي وتحقيق نتائج أفضل من خلال التعاون الفعال وتبادل المعلومات كما اهتم ببيان دور الثقافة في المنطقة وتأثيرها على مبادرات الشراكة، وهو ما ركز عليه أمين عام المؤسسة الخيرية الملكية الدكتور مصطفى السيد في ورقته اللافتة.
تحديات إنسانية آنية كثيرة نوقشت عبر هذا المنبر خصوصاً في سوريا واليمن وميانمار صاحبتها دعوات للخروج بحلول عملية.