بما أن البحرين تمر بمرحلة سياسية مختلفة عن بقية المراحل التي سبقت، وبما أنها مشكلة سياسية لا غير يكون من المحتم التعامل معها بطريقة سياسية من كل الأطراف المتصارعة، ومن كل القوى السياسية وغيرها.
إن إدخال وسائل أخرى غير سياسية في عملية الحل السياسي للأزمة في البحرين قد يفاقم حجم المشكلة، وقد يأخذها إلى منعطفات خطيرة، لأن العلاج في الأساس لم يكن من سنخ المرض، ولعل من أكبر وأخطر هذه العلاجات المستخدمة في حل المشكلة السياسية هو استخدام العنف.
هناك من يبشر بالعنف، وهنالك من يدعو له بكل الوسائل والإمكانيات، والقليل من الناس يؤيدون هذا النوع من الوسائل الخطيرة لحل القضايا السياسية، لكن في المقابل هنالك غالبية من أبناء المجتمع لا يرون في العنف الحل المنشود، بل يعتبرونه من أخطر وأفتك الأدوات التي ترمي بالحل السياسي إلى التهلكة، ومن ثم تتعقد الحسابات مع مرور الزمن، فندخل في دوامات الصراعات العنيفة ومن ثم المسلحة لا قدر الله.
العنف الآن ومن قبل ومن بعد، لم ولن ينتج حلاً لأية أزمة سياسية في العالم، فهو وسيلة بدائية رفضتها كل الشرائع والسنن الإلهية والوضعية، وبما أننا دخلنا حقبة زمنية متقدمة من تاريخ البشرية الحديثة، فإن خيار التفاهم والحوار وتغليب لغة العقل واستخدام وسائل متطورة على صعيد الديمقراطية وغيرها من الوسائل الإنسانية الناضجة والعاقلة؛ هي الأدوات الوحيدة التي بإمكانها أن تختصر لنا الحلول والمسافات وتقلص الصراعات، لأن ما سواها من وسائل عنيفة لن تجدي نفعاً، وهذا الذي يجب أن يفهمه الجميع.
ذكرتُ قبل قليل أن هنالك جهات تبشر بالعنف، وهذه الكائنات عادة ما تتكاثر من وراء حُجُب أو عبر أسماء مستعارة ومتخفية، تجدونها في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع السياسية الأخرى. فهؤلاء أكثر الناس حرصاً على الحياة، وهم يدركون جيداً حجم كارثية استخدام العنف، لهذا فإنهم يدعون إليه ولا يمارسونه، وما يعزز هذا المفهوم على أرض الواقع هو استعارتهم للرمزية العنيفة، وتفضيلهم استخدامها على أن يخرجوا للناس بأسمائهم الحقيقية، إلا في حال آمنوا بالفكرة أو لمزيد من جمع النقاط البراقة على صعيد المجتمع.
إذا أردتم الخروج من محنتكم، وإذا كانت هنالك إرادات صادقة لرسم أبواب للحل السياسي، يجب التحدث من الآن فصاعداً عن حل سياسي فقط، أما العنف فإنه يجب أن يُبعد عن كل الخيارات المطروحة سواء اليوم أو غداً.
ما يؤكد هذا الفهم أن كل الذين دعوا واستخدموا وبشروا بالعنف كوسيلة من وسائل الحل السياسي في البحرين لم يجنوا سوى الابتعاد عن روح المشكلة، لأن ما نعاني منه جميعاً لا علاقة له بالضرب والجرح والقتل، إنما له علاقة برسم وتخطيط المستقبل السياسي والاقتصادي للوطن، وترتيب الأولويات، والحفاظ على نسيج المجتمع من التلف والضياع، والأهم من كل ذلك هي الدعوة للسلم بدل العنف كمرتكز أساس.
جربوا العنف كل أشكال العنف في البحرين وما زالوا يجربونه، ولو سنحت لهم الفرصة مرة أخرى فسيجربونه أيضاً، لكن ستظل النتائج في كل تواريخ التجارب تعطيهم ذات النتيجة، وهو أن العنف لن ينتج إلا عنفاً مثله وربما يزيد عليه أو أكثر.
هذا وطننا الذي ليس لدينا بديلاً عنه، ومن هذا الوعي يجب الحفاظ عليه بكل ما نملكه من وسائل هادئة، كما يجب الحفاظ على مكتسباتنا وعلى شبابنا من الانزلاق نحو منحدرات العنف القاتلة، كما إنه من المهم الإدراك أن العنف ليس لغة للتفاهم، بل هي من الوسائل العمياء والمكْلِفَة، والأهم من كل ذلك لو حدث ذلك العنف المرفوض، فإننا كلنا سوف نتألم للفئة التي سوف تدفع فاتورة العنف في البحرين، فقليل من العقل والكثير من صحوة الضمير.. والبحرين بخير.
{{ article.visit_count }}
إن إدخال وسائل أخرى غير سياسية في عملية الحل السياسي للأزمة في البحرين قد يفاقم حجم المشكلة، وقد يأخذها إلى منعطفات خطيرة، لأن العلاج في الأساس لم يكن من سنخ المرض، ولعل من أكبر وأخطر هذه العلاجات المستخدمة في حل المشكلة السياسية هو استخدام العنف.
هناك من يبشر بالعنف، وهنالك من يدعو له بكل الوسائل والإمكانيات، والقليل من الناس يؤيدون هذا النوع من الوسائل الخطيرة لحل القضايا السياسية، لكن في المقابل هنالك غالبية من أبناء المجتمع لا يرون في العنف الحل المنشود، بل يعتبرونه من أخطر وأفتك الأدوات التي ترمي بالحل السياسي إلى التهلكة، ومن ثم تتعقد الحسابات مع مرور الزمن، فندخل في دوامات الصراعات العنيفة ومن ثم المسلحة لا قدر الله.
العنف الآن ومن قبل ومن بعد، لم ولن ينتج حلاً لأية أزمة سياسية في العالم، فهو وسيلة بدائية رفضتها كل الشرائع والسنن الإلهية والوضعية، وبما أننا دخلنا حقبة زمنية متقدمة من تاريخ البشرية الحديثة، فإن خيار التفاهم والحوار وتغليب لغة العقل واستخدام وسائل متطورة على صعيد الديمقراطية وغيرها من الوسائل الإنسانية الناضجة والعاقلة؛ هي الأدوات الوحيدة التي بإمكانها أن تختصر لنا الحلول والمسافات وتقلص الصراعات، لأن ما سواها من وسائل عنيفة لن تجدي نفعاً، وهذا الذي يجب أن يفهمه الجميع.
ذكرتُ قبل قليل أن هنالك جهات تبشر بالعنف، وهذه الكائنات عادة ما تتكاثر من وراء حُجُب أو عبر أسماء مستعارة ومتخفية، تجدونها في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع السياسية الأخرى. فهؤلاء أكثر الناس حرصاً على الحياة، وهم يدركون جيداً حجم كارثية استخدام العنف، لهذا فإنهم يدعون إليه ولا يمارسونه، وما يعزز هذا المفهوم على أرض الواقع هو استعارتهم للرمزية العنيفة، وتفضيلهم استخدامها على أن يخرجوا للناس بأسمائهم الحقيقية، إلا في حال آمنوا بالفكرة أو لمزيد من جمع النقاط البراقة على صعيد المجتمع.
إذا أردتم الخروج من محنتكم، وإذا كانت هنالك إرادات صادقة لرسم أبواب للحل السياسي، يجب التحدث من الآن فصاعداً عن حل سياسي فقط، أما العنف فإنه يجب أن يُبعد عن كل الخيارات المطروحة سواء اليوم أو غداً.
ما يؤكد هذا الفهم أن كل الذين دعوا واستخدموا وبشروا بالعنف كوسيلة من وسائل الحل السياسي في البحرين لم يجنوا سوى الابتعاد عن روح المشكلة، لأن ما نعاني منه جميعاً لا علاقة له بالضرب والجرح والقتل، إنما له علاقة برسم وتخطيط المستقبل السياسي والاقتصادي للوطن، وترتيب الأولويات، والحفاظ على نسيج المجتمع من التلف والضياع، والأهم من كل ذلك هي الدعوة للسلم بدل العنف كمرتكز أساس.
جربوا العنف كل أشكال العنف في البحرين وما زالوا يجربونه، ولو سنحت لهم الفرصة مرة أخرى فسيجربونه أيضاً، لكن ستظل النتائج في كل تواريخ التجارب تعطيهم ذات النتيجة، وهو أن العنف لن ينتج إلا عنفاً مثله وربما يزيد عليه أو أكثر.
هذا وطننا الذي ليس لدينا بديلاً عنه، ومن هذا الوعي يجب الحفاظ عليه بكل ما نملكه من وسائل هادئة، كما يجب الحفاظ على مكتسباتنا وعلى شبابنا من الانزلاق نحو منحدرات العنف القاتلة، كما إنه من المهم الإدراك أن العنف ليس لغة للتفاهم، بل هي من الوسائل العمياء والمكْلِفَة، والأهم من كل ذلك لو حدث ذلك العنف المرفوض، فإننا كلنا سوف نتألم للفئة التي سوف تدفع فاتورة العنف في البحرين، فقليل من العقل والكثير من صحوة الضمير.. والبحرين بخير.