لعل المنتخب الألماني خطف أضواء البطولة قبل أن تصل بعمرها للنهائي، وكما هي ألمانيا كبيرة ورائعة في تاريخها، فإن منتخبها الوطني جزء لا يتجزأ من تاريخ غوبلز وهتلر وروميل.
تتعدد الأسباب و لكن يظل “التخطيط الطويل المدى” هو السبب الرئيس في ما وصل إليه الألمان من قدرات كروية هائلة، هذه الاستراتيجية موجودة منذ السبعينات، ولكنها طبقت بشكل أكبر عندما خرجت ألمانيا على يد الجيل الذهبي للكروات في مونديال 98 في فرنسا، فعند انتهاء كل جيل فإن المنتخب يستبدله 50% إلى 60% بجيل جديد، ولا يكون هذا الاختيار من فراغ بحيث ما هو متسلسل ومخطط له بعناية ودراسة عميقة، وخلال تواصلي بالأمس مع أصدقائي على صرح التواصل الاجتماعي “تويتر” شاهدت صورة وضعها أحد الأصدقاء لمنتخب ألمانيا دون 21 عاماً والذي ربح كأس أوروبا 2009؛ فشاهدت 5 لاعبين كانوا في التشكيل الأساسي لذلك المنتخب وأيضاً هم الآن في التشكيل الأساسي للمدرب لوف، فإن التدرج والتسلسل أحد أهم أسباب التناغم والانسجام المتداول في أسلوب لعب الألمان الحالي ولنا في الأمثلة أندية عالمية كبيرة تعتمد الاستراتيجية ذاتها كأياكس وبرشلونة.
المحافظة على الفلسفة إحدى أهم الركائز في مستوى الألمان، شيء جميل عندما ترى المنتخب الألماني وعناصره تغرد بأقدامها على الميدان، ورغم إنها لا تقدم تمريرات كالإسبان، ولكن لربما يستطيع الهولنديون أن يقوموا بما يفعله الإسبان لاحقاً بحكم جذور الفكر الشامل المتبع، ولكن الألمان لا يستطيع أحد تقديم كرتهم سوى أبنائهم، فمنذ عهد بكنباور وماتيوس وبالاك والآن أوزيل لم نشهد أحداً قدم هذه الفلسفة بهذا العنفوان الجمالي غيرهم، والكرة الألمانية المقصودة هي الاحتفاظ بالكرة والانضباط التكتيكي الحاد مع الفعالية القوية في تسجيل الأهداف، وربما يخرج أوزيل عن النمط الألماني ولكنه يعود بالنهاية لحضن المنظومة، وقد يخرج لام عن المنظومة قليلاً ولكنه يعود بالنهاية للمنظومة الأم، وكل ذلك يتم بواسطة المدرب القدير يواكيم لوف صاحب الشخصية القيادية الكبيرة، والذي استطاع أن يستمر مع المنتخب بذلك الإمتاع والإبداع و الكرة المتفردة منذ استلامه للمنتخب في يوليو 2006.
المنتخب الألماني هو الوحيد بالعالم الذي لا يمتلك نجوماً بحجم إنيستا وكريستيانو رونالدو وفي الوقت ذاته هو كمنظومة الذي يعادل نجومية هؤلاء الأقطاب.
فدعونا نرى الليلة ماذا سيفعل النازيون في مواجهة حليفهم الفاشي الإيطالي السابق، في مباراة انتقامية شرسة كما لقبها بيرهوف.
[email protected]