لاشك ولاريب أن الحياة الزوجية تبنى على الود والمحبة، والرحمة والاحترام بين الزوجين، قال سبحانه (وجعل بينكم مودة ورحمة) فإن فُقد الود والمحبة، لم يبق إلا التعامل بالرحمة والاحترام المتبادل بين الزوجين، قال عز وجل (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)، فقوة العاطفة ورقة المشاعر بين الزوجين أمر مطلوب شرعاً وفطرةً، ولذلك قدم الله سبحانه وتعالى الحب والمودة والعاطفة على الرحمة والاحترام فذكر المودة قبل الرحمة. المشكلة التي يعاني منها المجتمع هي عدم التوافق بين الزوجين في إيجاد حياة زوجية ملؤها العواطف والمشاعر المتبادلة، فمثلاً تجد زوجة رقيقة المشاعر تحلم بحياة تعيش فيها مع فارس أحلامها قصة حب حقيقة لا تنتهي وكما يقولون مسلسل ليس له حلقة أخيرة، ولكن الصدمة أن زوجها الذي كان يبادلها أجمل الكلمات، صار يوجه لها أقوى اللكمات، وينظر إلى كلمات الحب والغرام بين الزوجين على أنه (كلام فاضي)!، فيتحول عند هذه الزوجة الحب والغرام بالزوج إلى داء ومشكلة تحتاج معها الى حل ودواء، وبالمقابل تجد بعض الرجال من يحب من زوجته أن تبادله كلمات الحب ورقة المشاعر والأحاسيس، لكنه يصدم بزوجة مصابة بالجمود العاطفي، حتى أن أحدهم قال لي (لولا معاشرة الفراش أستطيع أن أقول أن زوجتي كأحد أصدقائي الذين أقضي معهم وقتاً طويلاً وغالباً ما ينتهي اللقاء بـ (هوشه).. يعني صديق مزعج)!! في بعض الحالات وخاصة إذا لم يكن هناك دين يردع وأخلاق تمنع ومع لحظات ضعف قد يقعون في مصيبة أخرى وطامة كبرى، أنهم يبحثون خارج الحياة الزوجية من يبادلهم مثل تلك المشاعر.. إخواني أخواتي: البوح بالحب ومشاعر الود أمر يؤلف القلوب ويصفي النفوس ويسعد الأرواح والأبدان ولهذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام حين يُسأل من أحب الناس إليك ؟ يقول: عائشة، هذا أمام الناس فكيف يكون معها واللبيب تكفيه الإشارة، ودمتم على طريق السعادة..