تشجيع المنتخبات الرياضية الوطنية واجب وطني لا يستدعي الاستجداء و المساومة .
هذا ما تعلمناه منذ دخولنا معترك الحياة الرياضية، وهذا ما نلمسه عملياً من خلال متابعاتنا للدورات و البطولات الرياضية في مختلف دول العالم مهما تفاوتت فيها مستويات المعيشة وهذا هو الواقع الذي عايشناه في فترة الستينيات، والسبعينيات من القرن الماضي عندما كانت جماهيرنا الرياضية تتحمل كل العناء و المشقة و تدفع من جيبها الخاص لحضور مباريات المنتخبات الوطنية في الدورات و البطولات التي تقام على أرض المملكة وفي كثير من الأحيان كانت هذه الجماهير المخلصة تلاحق المنتخبات في استحقاقاتها الخليجية و تتحمل العيش في المخيمات من أجل الوقوف خلف المنتخبات و تشجيعها من منطلق الدوافع الوطنية ولاشيء غير ذلك .
اليوم و للأسف الشديد غابت هذه السمات الحميدة عن الغالبية العظمى من الجماهير الرياضية البحرينية و أصبحت أغلب البطولات التي تحتضنها المملكة تفتقد إلى الحضور الجماهيري بالرغم من مجانية الدخول !
البطولة الآسيوية لكرة اليد للناشئين التي تستضيفها المملكة هذه الأيام بمجمع الصالات الرياضية بأم الحصم خير شاهد على هذا العزوف الجماهيري المؤسف على الرغم من الإغراءات التي قدمها اتحاد كرة اليد إلى الأندية الأعضاء بما فيها الإغراءات المادية من أجل أن تساهم هذه الأندية في تشكيل فرق جماهيرية من لاعبي الفئات العمرية المختلفة للعبة في كل نادٍ من هذه الأندية على غرار ما نشاهده في كثير من الدول المتقدمة كاليابان و كوريا الجنوبية !
هذا الموقف السلبي ينم عن قصور إداري في الأندية المعنية كما ينم عن تجاهل لأهمية دور الدعم الجماهيري لرفع معنويات اللاعبين البحرينيين في مثل هذه البطولات .
الأغرب من هذا وذاك أن تقوم رابطة مشجعين بحرينية بدعم و تشجيع أحد المنتخبات الخليجية وتتجاهل منتخب بلادها الذي كان يخوض مواجهة قوية مع كوريا الجنوبية والسبب في ذلك حفنة من الدنانير البحرينية التي دفعها ذلك المنتخب الخليجي لأفراد هذه الرابطة !
كنت قد تطرقت في عمود سابق من هذه الزاوية لخطورة هذه الظاهرة التي ابتدعتها إحدى الدول الخليجية حين اتجهت إلى استئجار المشجعين لإنعاش مسابقاتها المحلية، وباتت تتحول إلى تطبيق هذا النهج على منتخباتها الوطنية !
لم نسمع عن أي رابطة عربية أو أوروبية أو آسيوية أن تخلت عن مؤازرة منتخب بلادها، و اتجهت لمؤازرة منتخب بلاد أخرى لمجرد الانتفاع المادي بل على العكس تجد تلك الجماهير تتحمل كل المصاريف من جيبها الخاص لتصلإالى المدرجات و تشجع منتخب بلادها أو فريق ناديها، وما يحدث عندنا هو بدعة خليجية لا تمت للانتماء الوطني بأي صلة.
أتمنى أن تعيد تلك الرابطة، وغيرها من الروابط أو الجماهير حساباتها في هذا الشأن وأن تعود إلى المدرجات واضعة نصب أعينها الدافع الوطني الذي لا يضاهيه أي دافع مادي آخر وإن كنا نؤكد على أهمية أن تقوم الاتحادات الرياضية والأندية الوطنية بتيسير مهمة هذه الروابط حتى لا ندع لها مجال تبرير غيابها عن مؤازرة المنتخبات الوطنية.
[email protected]
{{ article.visit_count }}
هذا ما تعلمناه منذ دخولنا معترك الحياة الرياضية، وهذا ما نلمسه عملياً من خلال متابعاتنا للدورات و البطولات الرياضية في مختلف دول العالم مهما تفاوتت فيها مستويات المعيشة وهذا هو الواقع الذي عايشناه في فترة الستينيات، والسبعينيات من القرن الماضي عندما كانت جماهيرنا الرياضية تتحمل كل العناء و المشقة و تدفع من جيبها الخاص لحضور مباريات المنتخبات الوطنية في الدورات و البطولات التي تقام على أرض المملكة وفي كثير من الأحيان كانت هذه الجماهير المخلصة تلاحق المنتخبات في استحقاقاتها الخليجية و تتحمل العيش في المخيمات من أجل الوقوف خلف المنتخبات و تشجيعها من منطلق الدوافع الوطنية ولاشيء غير ذلك .
اليوم و للأسف الشديد غابت هذه السمات الحميدة عن الغالبية العظمى من الجماهير الرياضية البحرينية و أصبحت أغلب البطولات التي تحتضنها المملكة تفتقد إلى الحضور الجماهيري بالرغم من مجانية الدخول !
البطولة الآسيوية لكرة اليد للناشئين التي تستضيفها المملكة هذه الأيام بمجمع الصالات الرياضية بأم الحصم خير شاهد على هذا العزوف الجماهيري المؤسف على الرغم من الإغراءات التي قدمها اتحاد كرة اليد إلى الأندية الأعضاء بما فيها الإغراءات المادية من أجل أن تساهم هذه الأندية في تشكيل فرق جماهيرية من لاعبي الفئات العمرية المختلفة للعبة في كل نادٍ من هذه الأندية على غرار ما نشاهده في كثير من الدول المتقدمة كاليابان و كوريا الجنوبية !
هذا الموقف السلبي ينم عن قصور إداري في الأندية المعنية كما ينم عن تجاهل لأهمية دور الدعم الجماهيري لرفع معنويات اللاعبين البحرينيين في مثل هذه البطولات .
الأغرب من هذا وذاك أن تقوم رابطة مشجعين بحرينية بدعم و تشجيع أحد المنتخبات الخليجية وتتجاهل منتخب بلادها الذي كان يخوض مواجهة قوية مع كوريا الجنوبية والسبب في ذلك حفنة من الدنانير البحرينية التي دفعها ذلك المنتخب الخليجي لأفراد هذه الرابطة !
كنت قد تطرقت في عمود سابق من هذه الزاوية لخطورة هذه الظاهرة التي ابتدعتها إحدى الدول الخليجية حين اتجهت إلى استئجار المشجعين لإنعاش مسابقاتها المحلية، وباتت تتحول إلى تطبيق هذا النهج على منتخباتها الوطنية !
لم نسمع عن أي رابطة عربية أو أوروبية أو آسيوية أن تخلت عن مؤازرة منتخب بلادها، و اتجهت لمؤازرة منتخب بلاد أخرى لمجرد الانتفاع المادي بل على العكس تجد تلك الجماهير تتحمل كل المصاريف من جيبها الخاص لتصلإالى المدرجات و تشجع منتخب بلادها أو فريق ناديها، وما يحدث عندنا هو بدعة خليجية لا تمت للانتماء الوطني بأي صلة.
أتمنى أن تعيد تلك الرابطة، وغيرها من الروابط أو الجماهير حساباتها في هذا الشأن وأن تعود إلى المدرجات واضعة نصب أعينها الدافع الوطني الذي لا يضاهيه أي دافع مادي آخر وإن كنا نؤكد على أهمية أن تقوم الاتحادات الرياضية والأندية الوطنية بتيسير مهمة هذه الروابط حتى لا ندع لها مجال تبرير غيابها عن مؤازرة المنتخبات الوطنية.
[email protected]