أمور عديدة تحدث في اتحاد كرة القدم، فخيوط المحاور تتعدد والقضية واحدة، هي قضية تايلور، بالتأكيد لا يختلف اثنان على أن المدرب والاتحاد شركاء في الفعل وفي شخصية الضحية، تخبطات الاتحاد جعلت من هذه المؤسسة تتجه في طريق مجهول. إن الشخصيات المختارة لقيادة المنظومة يجب أن تكون شخصيات احترافية، نخبوية، فئة من أفضل الكفاءات المختارة وأكثرها فعالية، ولكن ما جرى في الآونة الأخيرة يفرض علينا بل هو مؤكد أن ما يجري في اتحاد الكرة هو مجرد تشابك خيوط، إثر بعض التصريحات التي يدلي بها أجزاء المنظومة، منها من خرج عن صمته، ومنها من كان متوازناً وأصبح الآن متناقضاً كتايلور. لا أتوقع، بل أجزم أن الشخصيات التي توصل لتايلور الحديث وكل ما يدور على الساحة المحلية لا ترى ولا تدرك مصلحة هذا المنتخب وهذا الوطن، وتبحث وبشكل رئيسي عن إحداث الفوضى والبعثرة والتشتت في صفوف المنظومة، لماذا لا يفكر هؤلاء من يوصلون له الكلام في المصلحة العامة وفي طريقة سير هذا المنتخب، ذكرت هذه الأمور مسبقاً وأغلبية الشارع الرياضي اتفقوا معي بأن لحرية التناقل حد تقف أمامه مصلحة الوطن. الاتحاد أمام معضلة صعبة عليه أن يحلها، إن فسخ عقد المدرب في ظل هذا الوضع فسيثور بركان الشارع الرياضي، وإن أبقاه فإن القضية ستستمر بمجراها، فقد كان على الاتحاد مسبقاً وقبل أن يذهب تايلور لأي من الصحف ويدلي بتصريحاته أن يجمع رؤوس الإعلام الرياضي ويتعاطى معهم «مع المدرب» بالأسباب والنتائج بكل هدوء حتى تحل المشكلة، ولكن في ظل التجاهل وورقة «البيان الرسمي» بعد كل بطولة، فستكون المشكلة في قادم الأيام أكبر من هذه القضية الصغيرة التي جعلت منها «بعض الشخصيات» قضية كبيرة، أتمنى منها ألا تصل مع قادم الأيام لصيت الثورة السورية أو تحرير فلسطين، فتلك الشخصيات هي السبب في وصول القضية لهذا المدى والتمدد، ولا أعلم إن كانت الأهداف والمصالح شخصية تحدياً لمصلحة هذه الأرض الغالية. إن الاتحاد هو المنبر والبيت الذي تحل فيه القضايا والمسائل، كما هي العائلة في الحياة، الحياة التي يقودها الأب عندما يخطئ الأبناء وتحدث الخلافات، ولكن عندما تتشتت الأطياف، فلا تعود قيمة للأب ولا قيمة لهذا البيت حتى، ونحن بدورنا سنبرز الأخطاء «على أمل» أن يعالجها أصحاب «الخبرة» في التقييم تحت منبر الاتحاد، ولن نقبل بالرد التقليدي والقول الاعتيادي «في طور الإعداد»!