يحاضر في أكبر الجامعات ..
في علم النفس ..
يكتب عن العطاء ..
كيف يحول الإنسان ..
من شقي ..
إلى شخص يسمو بالنقاء ..
يقول عن طفولته ...
مشرداً .. كان ...
متنقلاً بين مراكز الإيواء ..
مشاكساً .. عنيفاً ..
غاضباً من كل من حوله ..
يثير غيظهم و يحطم الأشياء ..
لم يعرف الاستقرار يوماً..
أدمت قلبه القسوة ..
وجمدت روحه ...
برودة الظروف ..
و وحشة الوحدة و الخوف ..
و في عاصفة ضياعه ..
جاءته غيثا .. هدية السماء ..
أمومة .. و قلب عطوف ..
طمنت خوفه ...
تحملت عبثه .....
بصبر ... وصبر وعطاء
تأخذه ينام بين ذراعيها
تقول له “ انت محبوب “
احتضنت طفولته ..
رأى بعينيها ..
كل ألوان الطبيعة ..
بعد أن كان يعيش في ظلام ..
داوت جروحه ..
علمت روحه ..
كل عناوين الجمال ..
في البحر .. في الزهر ...
في المطر في البشر ..
علمته كيف يعبر عن نفسه ..
بالرسم .. بالكتابة و باللحن ..
و اصبح من عطائها ..
كبيراً .... كبيراً ..
محاضرا ًومعالجاً .. و أديباً ..
ومدافعاً عن طفولة المشردين ..
عن شقائهم ...
و تبعثر سنين نقائهم ..
و جد في العطاء ذاته..
مثلما تداوت ...
بالعطاء جروح حياته..
ليت “لحسن *” امتدت
ذراعاً حنان..
حضن يضم طفولته ...
وصوت يقول له “ أنت محبوب “
و يمنحه الفرح و الأمان .

^ «حسن» طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يدخل في غيبوبة بعد تعرضه لإيذاء جسدي شديد. نشرت من قبل وأعيد نشرها صرخة من أجل طفولة مثل حسن أينما كانت.