هل نستطيع أن نميّز بين الإنسان الوطني والآخر؟ وهل هناك معايير لهذا التمييز؟ كل شخص في هذا الوطن من الممكن أن يكون وطنياً وقد يكون غير ذلك، الإنسان الوطني هو ذلك الشخص الذي يعمل من أجل وطنه في مختلف الاتجاهات، قد يكون العمل سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً وخيرياً، أي أنه يكون عملاً يخدم فيه الوطن ويرتقي فيه إلى مستوى الإنسان، وبهذا العمل يسعد به وطنه ويكون مفخرة لمجتمعه. وحتى يقوم المواطن بهذا العمل ليس شرطاً عليه أن ينتمي إلى أي جمعية سياسية أو اجتماعية أو مهنية؛ رغم أن الانتساب إلى الجمعيات يعمل على صقل عمل المواطن ويؤدي إلى زيادة عطائه الذي يؤمن بأن هذا العمل والعطاء هو لمصلحة الوطن والمواطنين.
حتى يكون الإنسان وطنياً يجب عليه أولاً أن يتحرر من الذات الأنانية ويجعل هدفه في كل شيء “الوطن أولاً”، الوطن هو المُقدم على كل شيء، الوطن يكون في قلبه وعقله وتفكيره، ليختلف مع الآخرين لكن لا أن يكون الوطن ثمناً لهذا الاختلاف، ليتصارع ويتجادل مع الآخرين لكن ألا يجعل أرض الوطن ميداناً لهذا الصراع، الاختلاف السياسي من أجل الوطن يجب أن يؤدي في النهاية إلى اتفاق لصالح الوطن وشعبه، وأن يقود هذا الاتفاق إلى معالجة جميع قضايا الوطن متجاوزاً تلك الاختلافات وإنهائها لا تجميدها. وليكن سؤالنا دائماً هل نختلف من أجل الوطن أم من أجل نقيضه؟
وأن الوطني ينظر إلى ما يحدث لبلاده من مساوئ اليوم أنه عمل يتجاوز ويُعطل مفهوم الوطنية، بينما يراه الآخرون بأنه عمل وطني بامتياز، بهذا المنظار تصطدم وطنية الإنسان الوطني بوطنية الفريق الآخر، وهنا تختلط المفاهيم ومن ثم تختلف ممارستها وأخيراً فهو سلوك لهذا الفريق أو ذاك.
إن الوطني يرى أن ممارسة الطائفية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو دينية لا تمثل مساراً وطنياً، فالعمل الوطني لا طائفية له والانتماء لا يكون لغير الوطن؛ فالطائفية لا تتعايش مع الفعل الوطني ولا تجب مؤالفتها، والوطني يؤمن بأن تغيير النظام السياسي الذي يتمتع بالسيادة والشرعية ليس بعمل وطني، ويرى أن الاختلاف في الرؤى يكون حلها داخلياً وليس بأجندة خارجية وليس على حساب الوطن وسيادته وشرعيته، وأنه يرى أن من واجب أي مواطن الحفاظ على المكاسب السياسية والعمل على زيادتها، ويرى بأن العمل السياسي سواء بالانتساب للجمعيات السياسية أو بغيرها ليس معناه العمل ضد الدولة وخرقاً للقوانين، وأن عمليات التحريق ووضع العثرات في الطرق وترويع الآمنين ليست أعمالاً بطولية، فالعمل البطولي هو القدرة على مواجهة مَن تختلف معه وأن تجلس معه وتحاوره، وأن الوطني يعمل في العلن لا في الخفاء، وأن الوطني يرى أن تمسك الإنسان بهويته العربية والدفاع عن سيادة وطنه لا يتناقض مع دينه، بل إن الدين يحث على الدفاع عن سيادة الوطن وهويته وحمايته من الأغراب. إن الوطني يحبُ وطنه ويعشقُ ترابه، ويحبُ أيضاً شعبه ويعمل من أجلهم ويسعى جاهداً لإسعادهم، الوطني يرفع رأسه شامخاً لعلم وطنه، وينفر من كل من يعمل ضد وطنه، ويتأذى كثيراً حين يرى كل تلك الإساءات تجاه وطنه.
اليوم بلادنا تعيش في حالة سياسية غير مستقرة، المناوئون للوطن في الداخل والخارج يعملون على تأجيج الأوضاع في الداخل ويعملون في الخارج على تحريك تداعيات تلك الأوضاع ضد البحرين وشعبها ليتفق بذلك مع أجندة التأجيج الداخلي، الأكثرية من أبناء البحرين ترفض هذا المسار غير الوطني ولا ترغب في التعامل مع أطيافه السياسية. ولكن.. ربَّ ضارة نافعة، فما تعيشه البحرين من أوجاع أوضح للبعيد والقريب مَن هو الذي يحبُ وطنه ويعمل من أجله، وبين الذي مُستعد أن يحصل على أي شيء حتى ولو كان الثمن جزءاً صغيراً من وطنه.
إن أي حركة سياسية جديدة تتمرد على النظام السياسي لا تستطيع أن تسقط وطنية الناس، فالمواطن الأصيل هو الذي يتعايش مع وطنه في البأساء والضراء، فالحركات السياسية مهما كان حجمها لن تستطيع أن تؤسس ثقافة جماعية تعمل بخط القطيعة، وإنها تعمل على تأسيس ثقافة التشكيك بوطنيتها وهي متأكدة بأنها غير قادرة على تبديل قناعات أكثرية الناس لينضموا إليهم، وهم متأكدون في النهاية أن هذا الفعل ليس من مصلحة الوطن ولا يُحقق المصلحة العامة.
حتى يكون الإنسان وطنياً يجب عليه أولاً أن يتحرر من الذات الأنانية ويجعل هدفه في كل شيء “الوطن أولاً”، الوطن هو المُقدم على كل شيء، الوطن يكون في قلبه وعقله وتفكيره، ليختلف مع الآخرين لكن لا أن يكون الوطن ثمناً لهذا الاختلاف، ليتصارع ويتجادل مع الآخرين لكن ألا يجعل أرض الوطن ميداناً لهذا الصراع، الاختلاف السياسي من أجل الوطن يجب أن يؤدي في النهاية إلى اتفاق لصالح الوطن وشعبه، وأن يقود هذا الاتفاق إلى معالجة جميع قضايا الوطن متجاوزاً تلك الاختلافات وإنهائها لا تجميدها. وليكن سؤالنا دائماً هل نختلف من أجل الوطن أم من أجل نقيضه؟
وأن الوطني ينظر إلى ما يحدث لبلاده من مساوئ اليوم أنه عمل يتجاوز ويُعطل مفهوم الوطنية، بينما يراه الآخرون بأنه عمل وطني بامتياز، بهذا المنظار تصطدم وطنية الإنسان الوطني بوطنية الفريق الآخر، وهنا تختلط المفاهيم ومن ثم تختلف ممارستها وأخيراً فهو سلوك لهذا الفريق أو ذاك.
إن الوطني يرى أن ممارسة الطائفية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو دينية لا تمثل مساراً وطنياً، فالعمل الوطني لا طائفية له والانتماء لا يكون لغير الوطن؛ فالطائفية لا تتعايش مع الفعل الوطني ولا تجب مؤالفتها، والوطني يؤمن بأن تغيير النظام السياسي الذي يتمتع بالسيادة والشرعية ليس بعمل وطني، ويرى أن الاختلاف في الرؤى يكون حلها داخلياً وليس بأجندة خارجية وليس على حساب الوطن وسيادته وشرعيته، وأنه يرى أن من واجب أي مواطن الحفاظ على المكاسب السياسية والعمل على زيادتها، ويرى بأن العمل السياسي سواء بالانتساب للجمعيات السياسية أو بغيرها ليس معناه العمل ضد الدولة وخرقاً للقوانين، وأن عمليات التحريق ووضع العثرات في الطرق وترويع الآمنين ليست أعمالاً بطولية، فالعمل البطولي هو القدرة على مواجهة مَن تختلف معه وأن تجلس معه وتحاوره، وأن الوطني يعمل في العلن لا في الخفاء، وأن الوطني يرى أن تمسك الإنسان بهويته العربية والدفاع عن سيادة وطنه لا يتناقض مع دينه، بل إن الدين يحث على الدفاع عن سيادة الوطن وهويته وحمايته من الأغراب. إن الوطني يحبُ وطنه ويعشقُ ترابه، ويحبُ أيضاً شعبه ويعمل من أجلهم ويسعى جاهداً لإسعادهم، الوطني يرفع رأسه شامخاً لعلم وطنه، وينفر من كل من يعمل ضد وطنه، ويتأذى كثيراً حين يرى كل تلك الإساءات تجاه وطنه.
اليوم بلادنا تعيش في حالة سياسية غير مستقرة، المناوئون للوطن في الداخل والخارج يعملون على تأجيج الأوضاع في الداخل ويعملون في الخارج على تحريك تداعيات تلك الأوضاع ضد البحرين وشعبها ليتفق بذلك مع أجندة التأجيج الداخلي، الأكثرية من أبناء البحرين ترفض هذا المسار غير الوطني ولا ترغب في التعامل مع أطيافه السياسية. ولكن.. ربَّ ضارة نافعة، فما تعيشه البحرين من أوجاع أوضح للبعيد والقريب مَن هو الذي يحبُ وطنه ويعمل من أجله، وبين الذي مُستعد أن يحصل على أي شيء حتى ولو كان الثمن جزءاً صغيراً من وطنه.
إن أي حركة سياسية جديدة تتمرد على النظام السياسي لا تستطيع أن تسقط وطنية الناس، فالمواطن الأصيل هو الذي يتعايش مع وطنه في البأساء والضراء، فالحركات السياسية مهما كان حجمها لن تستطيع أن تؤسس ثقافة جماعية تعمل بخط القطيعة، وإنها تعمل على تأسيس ثقافة التشكيك بوطنيتها وهي متأكدة بأنها غير قادرة على تبديل قناعات أكثرية الناس لينضموا إليهم، وهم متأكدون في النهاية أن هذا الفعل ليس من مصلحة الوطن ولا يُحقق المصلحة العامة.