أعلنت المدرسة التخصصية بكرة اليد بالعراق، عن أن اختيار عشر محافظات مختلفة للمباشرة في إنشاء مدارس تخصصية لكرة اليد فيها، وبني الاختيار على أساس علمي، مع الأخذ بعين الاعتبار الكثافة السكانية وتواجد البنى التحتية الخاصة باللعبة في تلك المحافظات العشر. الغريب في هذا الخبر أنه ورغم كل الظروف القاسية التي تعصف بهذا البلد العريق وما تمر به من حروب ومآسي إلا أن التفكير في الرياضة يعتبر جزءاً أساسياً من قيام الدولة. فتراهم يهتمون بها -الرياضة- كما هو الحال بالسياسة، وهم يؤمنون بأن إنشاء المدارس للألعاب هي الأساس الأول للتطور الرياضي فهاهم يقرون إنشاء عشر مدارس في عشر محافظات، بينما نحن مازلنا نعتمد على من يأتينا ويعرض نفسه لممارسة اللعبة ونعجز عن إنشاء مدرسة واحدة للعبة كرة اليد في البحرين خصوصاً وأن اللعبة يقابلها عزوف جماعي في ظل التوجه نحو كرة القدم المعشوقة الصغيرة في كل أرجاء العالم. لا أظلم الاتحاد البحريني لكرة اليد في هذه المسألة أو أحمله عبء المشكلة بأكملها، فالقائمون على الرياضة في البحرين بشكل عام يتحملون مسؤولية حل هذه المعضلة -العزوف عن كرة اليد- بعد أن كانت اللعبة رقم واحد من الناحية الجماهيرية ومن ناحية الإنجازات في البحرين. أمور كثيرة أدت إلى هذا العزوف عن اللعبة، أهمها طريقة التسويق الرياضي لهذه اللعبة الذي انعدم بشكل تام منذ فترة من الزمن، حيث كنا في السابق نرى الترويج لهذه اللعبة في كل مناطق العاصمة وخصوصاً في منطقتي الحورة والقضيبية التي كنا في السابق ما إن نرى مساحة (فاضية) من الأرض إلا ونراها مستغلة لإحدى اللعبتين اليد أو الطائرة، حيث كان لأبناء المنطقة المحبين للعبة دور كبير في الترويج والتسويق لهاتين اللعبتين، ولا أقصد بالتسويق والترويج هنا عن طريق الأمور المادية والجوائز بل عن طريق تحبيب أبناء المنطقة في اللعبة انطلاقاً من المدارس كما هو الحال الآن مع أبناء منطقة الجفير في لعبة الكرة الطائرة، فالتسويق الرياضي للألعاب شيء مطلوب لتطور الرياضة وتجعل من الألعاب الرياضية جزءاً من مكونات المجتمع وتكون ملتصقة بهم كحال التربية والتعليم. وعلى الرغم من أن الجيل الحالي من مدرسي التربية البدنية يعتبرون أكثر خبرة من الناحية الأكاديمية عن من سبقهم من الأجيال إلا أننا لانرى أي استغلال لهذه الكوادر المؤهلة في سبيل الرقي بالرياضة والرياضيين بوضع الخطط والاستراتيجيات التي يجب أن تسير عليها رياضتنا بمزجها بعناصر الخبرة الموجودة على الساحة، فنحن مازلنا نتبع المثل المصري الشائع “ابن الوز عوام” فابن لاعب كرة القدم يجب أن يشب على ماشب عليه أبوه وكذلك لاعب السلة واليد والطائرة حتى وإن لم يكن لديه ميول لمجال الرياضة، على عكس الدول المتقدمة التي تتبع أسلوب توزيع اللاعبين على الألعاب المتنوعة وفق الدراسات التي يقومون بها للأطفال من سنواتهم الأولى وهذا نوع من أنواع تسويق الألعاب المتبع في الغرب والصين. [email protected]