في نفس اليوم الذي نشرت صحيفة محلية صورة رئيس تحريرها وهو يرقد في المستشفى، نشر مقال في صحيفته تحت عنوان “تجربة تشيلي.. صعوبة التصالح مع الدكتاتورية”، والذي مفاده أن الثورة بدأت ضد النظام التشيلــــــــــــــي عــــــــــام 1970 بسيطـــــــــــرة العمــــــــال على المصانع والفلاحين على الأراضي، ويقول “ماريو” أحد الناشطين التشيليين بأنه لم نعد نحارب من أجل زيادة الأجور فقط، كنا نعلم أن حقنا لا يقتصر على مجرد احتلال مصانعهم ولكن السيطرة عليها، وأنه لا يمكننا التصالح مع النظام القديم.. بدأنا في تلك السنوات الثورية التحكم في مصانعنا، وأحيائنا وريفنا، وأثبتنا أن البسطاء قادرون على التحكم في حياتهم.
إن إبراز هذا المقال يوحي بأن التصميم للاستيلاء على الحكم في البحرين لازال قيد التنفيذ، خصوصاً عندما نرى الشواهد ترجح كف المؤامرة الانقلابية من ناحية السيطرة على المصانع والمؤسسات الحيوية وغيرها من أراضي، ومازالت محاولة السيطرة مستمرة، عندما استطاع الانقلابيون تعزيز مواقفهم في ظل غياب استراتيجية تحول دون تكرار العملية الانقلابية، إذ يتم التركيز اليوم على سياسة الاسترضاء بدل التحصين وأخذ الحيطة، ظناً أن الاستراضاء أو التصالح والتودد سيكون رادعاً أو سيكون له أثر جميل في نفس الانقلابيين الذين صفقوا بالأمس للمؤامرة الانقلابية، ومنهم رئيس تحرير الصحيفة الذي حاول تحويل الدوار إلى دار الحكم.
وها نحن نشاهد كل يوم ما قدمته الدولة من أجل درء الشر وردع نفوس الإرهابيين، إلا أن الحسنة تقابل بعشر أمثالها من السيئات، وها نحن نرى هذه صحيفة الوفاق التي كانت المتحدث الرسمي باسم الانقلابيين وما نقلته من أخبار ملفقة ضد الدولة، واستمرارها في نشر الروايات التي تدحض صحة بيانات وزارة الداخلية، ونشرها لتقارير المنظمات الأجنبية التي تدين البحرين بنفس الروايات التي تنشر على صفحاتها كل يوم، في الوقت الذي تحجب فيه ما تقوم به الدولة من جهود وما تقدمه من خدمات، فلم نقرأ يوماً حديثاً طيباً يشيد بالدولة أو حتى بأحد من قادتها، بل كانت تبرئ المجرمين وتبرر جريمتهم بالتقارير والمقابلات، كما كانت تبرر المواقف الإيرانية ضد البحرين، فتجري المقابلات مع الدبلوماسيين الإيرانيين كي يدافعوا عن مواقف إيران وتصريحاتها العدائية، وغيرها من نقل ندوات ومؤتمرات جميعها تظهر الدولة بمظهر الديكتاتورية، ومازل إعلامهم ينتهج الاستراتجية نفسها، وها نحن نقرأ كل يوم بيانات الإنكار والتبرئة، في الوقت ذاته تنقل تقارير وتصاريح علي سلمان وأعضاء الوفاق وكأنهم حكموا البلاد.
إن المصالحة كما ذُكرت في المقال “المتذاكي” مستحيلة بالنسبة إليهم، حين تكون يدهم بسطت على المؤسسات والمصانع والأراضي، وإن كان هناك أي تغير في اللهجة فهو وقتي وحسب ما تحدده المرجعية في طهران التي تقود المؤامرة الانقلابية في حالة هيجانها وكذلك في حالة ركودها، وقد يكون الوضع والظرف الحالي في المنطقة يتطلب شيئاً من الهدنة لا أكثر، وقد يتوهم أهل النفوس الطيبة الصافية أن مطالبهم سياسية يمكن النظر فيها وتنفيذها، لكن مع الأسف أن التنفيذ سيكون الجزء الأهم في سير المؤامرة الانقلابية الذي سيكون له الدور في نجاح المؤامرة الانقلابية القادمة.
إنها مؤامرة انقلابية مستمرة، نرجو أن تكون رؤية الدولة المستقبلية الاقتصادية 2030، تقوم على استراتجية حماية الدولة من مؤامرة انقلاب قادمة، إذ إن طهران لن يهــــدأ لهــــا بــــال وأســـــرة آل خليفـــــة فـــــي الحكــــم، فــــــالخطـــــة الانقــــلابيــــة هـــــي أبعــــد مـــن كـــرســــي رئيــــس الـــــــوزراء، فمـــــا كرسي رئيـــــس الــــــوزراء إلا تمهيــــد لكـــرسي الحكــــــم، إنهــــا عـــــادة جبلت عليها نفوس الانقلابيين الصفويين
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90