لا تزال مشاكل الحب والزواج والطلاق تؤرق بال علماء الاجتماع والنفس في مختلف أرجاء العالم، فقد سجّلت جمهورية روسيا الاتحادية مثلاً معدّلات طلاق مرتفعةً بلغت نسبتها في العام الماضي (58%) من الزيجات، مقابل (55%) في أوكرانيا، و(62%) في روسيا البيضاء.
وحيث إن نسبة الطلاق تكون عاليةً بالذات لدى المتزوجين الجدد، فقد صار الخبراء والمختّصّون يتساءلون عما إذا كان سبب ذلك يكمن في تسرّع الشاب في تذوّق طعم حياة البالغين، ورغبته في العيش بعيداً عن أعيّن الوالديّن، أو في توقِه الشديد لنيل الرفقة الحميمية في أي وقتٍ يشاء.
ويعلِّق يوري ليفشينكو، الطبيب وعالم النفس الروسي، على هذه الظاهرة قائلاً: “الحّب هو شرط أساسي لتكوين العائلة، لكنه لا يمثِّل شرطاً كافياً؛ وعلاوةً على ذلك، فإن الناس يخلطون في أغلب الأحيان بين الحب والافتتان الذي يتبخّر سريعاً. وحيث إنه لدى كل إنسان سيناريو حياته، فإن عدم تطابق سيناريوهات شركاء الزواج قد يؤدِّي حتماً إلى انحلاله”.
وبوجه عام، فإن الزواج المؤسّس على الحب يعتبر إنجازاً حديثاً نسبياً للبشرية، مع أن العلماء يعتقدون أن مفهوم “الحبّ” برز في إطار التفاعلات الاجتماعية بين البشر قبل حوالي ستة آلاف سنة، على أقل تقدير. وفي هذا المضمار، يؤكِّد ليفشينكو أن “الحبّ هو أعلى إنجاز حقّقته البشرية في تطوّرها الارتقائي”، والمقصود هنا الحّب بمفهومه الواسع، أي حّب الوالدين والأبناء والناس عامةً.
غير أن الانفصال بين الحبّ والزواج تم في القرون الوسطى، ولم يعد الزواج بالضرورة نتيجةً منطقيةً للحبّ، ومن منظور “علم” التنجيم، فإن الحب والزواج من صنفيّن مختلفين، ذلك لأنهما مرتبطيّن، في سياق البرج، بمجالات مختلفة، فقد يكون الشاب مثلاً محظوظاً في الحب والعلاقات العاطفية، لكن مشكلات جديّة تتربّص له حينما ينوى الاقتران بحبيبة القلب. والسبب هو أن هناك كوكبيّن ينتصران للزواج: كوكب الزهرة الذي يدعم الصداقة والانسجام والمشاركة، وكوكب زُحل الذي يختبر قدرة الزوجيّن على التحمّل والتضحية بالمصالح الذاتية، وهذه سمات لا يستطيع أيّ حبّ، الصمود بدونها، أيّاً كانت درجة “سخونته”، لكن العلماء يرون أيضاً أن الحب الحقيقي الذي يرعاه الزوجان يومياً، كالفسيلة الطريّة، هو صمّام الأمان للحياة الزوجية السعيدة!