في لحظة ما، شعرنا كمواطنين أن الدولة تستميل وتخطب ود من يتآمر علينا، ومن يغدر بنا، ومن يدفع الأموال للداخل من أجل تمويل الإرهاب وسفك الدماء.
هذا شعور محزن، يغص به المواطن اليوم، صحيح ليس نحن من نقرر السياسة الخارجية للدولة، ولا نريد ذلك، السياسة الخارجية تحكمها اتفاقيات وعلاقات ومصالح وجوار، هذا نفهمه جيداً ولا نريد دروساً فيه.
لكن الذي لا نفهمه هو ما تقوم به الدولة من استمالة وخطب ود من يتآمر علينا صباح مساء، لماذا ومن أجل ماذا، لا نعلم، هل تتوقعون أن تتغير مواقف إيران؟
إن للوزير الرجل الفاضل الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة محبة واحترام كبيران لدى أهل البحرين، ولا ننسى مواقفه القوية في الأزمة، كما إن الشيخ خالد يتمتع بأخلاق عالية وتواضع جم، كل من يعرف الرجل يعرف ذلك تماماً، وهذا لا جدال فيه، بل هي من خصال وزير خارجيتنا التي نفخر بها كونه واجهة البحرين الخارجية. نختلف مع الوزير، هذا يحدث، لكننا نحترمه ونحبه في الله، وقد يكون الوزير يتحدث بلسان غيره، وهذا أيضاً يجوز. لكن لم نجد مبرراً يا سعادة الوزير لكل هذا التأخير في الرد على ما قامت به إيران من كذب وتدليس على العالم، وقد فضحت إيران قنوات كثيرة، بينما الرد البحريني كان متأخراً جداً، ولا نعرف السبب؟ حتى مطالبة إيران بالاعتذار، هي مطالبة خجولة لا ترقى إلى مواقف الدول ذات السيادة، وهذا مخجل جداً، وعليك يا سعادة الوزير أن تتقبل رأينا ونحن ننقل مشاعر سواد كبير من أهل البحرين.
مطالبتنا باعتذار إيران جاءت فيه هذه العبارة “إن كان الخطأ مقصوداً” فكيف جاءت هذه العبارة يا سعادة الوزير، هل ترى أنه غير مقصود، وأن المسألة تشابه حروف بين كلمتي “البحرين وسوريا”؟؟
حتى مطالبتنا بالاعتذار لم تكن فيها كرامة لأهل البحرين، إعادة سفيرنا إلى طهران هو قرار دولة نفهم ذلك، لكن هل لكم أن تسمعوا رأي أهل البحرين، هذا قرار خاطئ بامتياز، كما إن قرار إعادة الخطوط الجوية مع إيران والعراق قرار خاطئ، حتى وإن كان في ذلك مصلحة لطيران الخليج، فمصلحة الوطن أكبر من مصلحة شركة طيران! للوزير الخلوق والمتواضع والمحبوب وزير خارجيتنا الفاضل نقول: إن تصريحات ومواقفك تحمل كرامة وعزة أهل البحرين، وهذا شيء لا خلاف فيه، وكرامتنا مست باستخفاف إيران بإعادة سفيرنا، وقولها إنها لن تعيد سفيرها حتى يتوقف القمع! وكلنا نعرف أن لا قمع في البحرين، وإنما إرهاب بتمويل إيراني، كما إن تصريحاتهم تدخل سافر في شأن داخلي. كرامتنا مست حين تأخر رد وزارة الخارجية على ما فعلته إيران، وكأن الموضوع يحتاج إلى أيام لنفهم ماذا تقصد إيران بفعلتها. من يُسخر قنواته وأمواله لتقويض أمن البحرين ليس صديقاً، ولا جاراً، هذا بقليل من الفهم، لدى رجل الشارع البسيط هو عدو، عدو الأمس، وعدو اليوم، وعدو الغد، هذه هي الحقيقة، وهذا رأي كاتب في صحيفة وليس رأي أحد آخر. تاريخ البحرين يشهد أننا لم نعتد على أحد، ولم نتآمر على أحد من الدول الجارة، هذا الحديث كرره جلالة الملك -حفظه الله- في ذات مناسبة، ولا نريد حرباً مع أحد، ولا نريد فتنة أو مواجهة مع أحد، لكن من يتعدى علينا لا نأخذه بالأحضان، وليس “للكباب” طعم ولذة معه، مادام يتآمر على وطني. نرجو من الوزير الفاضل أن يتقبل رأينا، حتى وإن كان مأموراً، فكرامة أهل البحرين في تصريحاتك ومواقفك، حتى لا يذهب أحد بعيداً عن وطنه إلى كوكب آخر..!!