جفَّت حناجر البعض وبح صوت الكثير وتعالى صراخ الأغلبية وسُلّت السيوف القواطع على مدرب المنتخب الوطني بيتر تايلور، بعد خروج منتخبنا لكرة القدم من البطولة العربية مطأطئاً الرأس بعد هزائمه الثلاث بشكل غريب ومريب في نفس الوقت وكأن تايلور هو الوحيد الذي يتحمل مسؤولية المنتخب الوطني حتى في الأخطاء الإدارية، ليس موضوعنا هو خروج وإخفاق منتخب القدم، فقد تناوله القاصي والداني في الصحافة
لكن موضوعنا هو الأسف الكبير كون لا أحد في الساحة يتطرق لإخفاقات وسقطات اليد وكأنها رياضة غير بحرينية وغير موجودة على الساحة المحلية رغم أن اللعبة صاحبة نصيب الأسد من الإنجازات وهي اللعبة الوحيدة من الألعاب الجماعية التي وصلت إلى العالمية بكل جدارة، إلا أن سقطاتها بدأت في التزايد أمام الجميع ولا أحد يحرّك ساكناً نحوها. فخلال ستة أشهر مضت سقطت من البحرين ورقتان من أوراق شجرتها الأكثر إثماراً على مرّ الزمن، في لعبة كرة اليد التي حققت من الإنجازات الكثير كان آخرها البطولة الخليجية التي أقيمت على أرض مملكة البحرين في أكتوبر من العام الماضي ومن قبلها التأهل لنهائيات كأس العالم في السويد 2010، لكن ومنذ بدأ العام 2012 فقد توالت السقطات التي بدأها منتخب الرجال بالسقوط في جدة وفقدانه بطاقة وفرصة التأهل لنهائيات كأس العالم في إسبانيا العام المقبل بعد أن كان أبرز المرشحين للحصول على إحدى البطاقتين نظراً لما يمتلكه المنتخب من مقومات تؤهله لذلك، وختم السقطات منتخبنا الوطني للشباب الذي فقد فرصة التأهل للدور الثاني من تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم في جمهورية البوسنة الصيف المقبل بعد أن ظهر بوجه مغاير للتوقعات عدا في لقائه مع منتخب الكويت الشقيق الذي ظهر فيه الوجه الحقيقي لكرة اليد البحرينية ودخل بفضل فوزه على الكويت بثلاث فرص -الفوز والتعادل والهزيمة بفارق لا يزيد عن ثمانية أهداف- لمقابلة المارد الكوري الذي لم يظهر بمستواه المعهود في اللقاءات التي سبقت لقاءه بمنتخبنا الوطني إلا أنه ظهر بشكل مغاير في لقاء منتخبنا واستطاع أن يقصيه بكل سهولة بفارق 13 هدفاً مع الرأفة في الدقائق الأخيرة من اللقاء الذي كان بإمكان المارد الكوري من توسيع الفارق إلى أكثر مما كان عليه.
أمور كثيرة يسأل عنها الاتحاد البحريني لكرة اليد أدت لكل هذه السقطات لمنتخباتنا الوطنية في اللعبة، أهمها عدم الاستقرار الفني على الرغم من إشادتنا به مسبقاً بتطبيقه نظام المنتخبات المستدامة التي تساهم في الاستقرار الفني، لكن في ظل الثبات على مدرب واحد لفترة ترسخ فيها الفكر العام للمدرب، وهذا ما كانت تفتقده المنتخبات الوطنية بكثرة الوجوه التي تتسلم مهمة التدريب لأسباب معلومة وغير معلومة ناتجة عن تسرع أو سوء في اختيار المدرب!!
كذلك الجهاز الفني للمنتخب يتحمل جزءاً بسيطاً من مسؤولية السقوط كونه تولى مهمة تدريب المنتخب وقبل التحدي بعد رحيل المدرب الدنماركي أورليك في الشهر الماضي وإرباكه لحسابات الجهاز الفني الذي قاده المدرب الوطني القدير علي العنزور، حيث لا نحمل الجهاز الفني المسؤولية الكاملة لكننا نحمله مسؤولية ظهور منتخبنا الوطني بوجهين في كل لقاء، الوجه الهزيل في الشوط الأول والوجه الشرس في الشوط الثاني، فإن كانت لدينا الشراسة والقوة التي نظهرها في الشوط الثاني فلماذا نحتفظ بها ونحرج أنفسنا في الشوط الأول؟!
[email protected]