ربما هناك حالتان أو صنفان من الناس، هناك من يفرح بقدوم أفضل الشهور عند الله، وهناك من يشعر أنه كلما اقترب الشهر وكأن جبلاً سيوضع فوق ظهره.
الصائم العابد يفرح بقدوم شهر جميل، حتى وإن كانت ساعات الصوم فيه طويلة، إلا أن هناك من ينظر إلى شهر رمضان على أنه استثمار حقيقي في الأجر والطاعة والدعاء إلى الله.
يبدو أن الطبقة الوسطى في البحرين تتآكل، ويبدو أن الهوة أصبحت كبيرة بين “الذين فوق”، و«الذين تحت”، لكن الله يقلب الأمور فـ«الذي فوق” قد يصبح في طرفة عين، من أصحاب الأسفل، والذي تحت قد يصعد إلى الأعلى، إنها موازين ربانية، يقلب الله الأمور كيف يشاء سبحانه.
بعد ظهور نتائج المدارس، حمل أناس كثر حقائبهم وسافروا، ومن يملك الخير “الله يوسع عليه ويزيده من خيره” لكن بالمقابل هناك من لا يستطيع السفر، بل لا يستطيع تحمل كلفة المعيشة في الصيف مع فواتير الكهرباء والالتزامات الأخرى، يبدو أن الهوة بدت واسعة بين المقتدرين، وبين من يعانون ضيق ذات اليد.
اليوم وقبل أيام من شهر رمضان، نجد حركة قوية من أهل الخير والجمعيات الخيرية والإسلامية من أجل دعم الأُسر المحتاجة والتي لا تسأل الناس، ولا تمد يدها، بل تتعفف، ولا تتاجر بحاجتها.
لله الحمد أن مجموعة كبيرة من تجار البحرين يمدون أياديهم لمساعدة الأُسر خاصة في رمضان وهذا الأمر جميل ومطلوب وندعو من يمسك يده أن يطلقها، فالمال مال الله ونحن مستخلفون عليه، لكن المطلوب اليوم هو أن يبحث التجار ومن يريد التبرع عمّن يحتاج التبرع فعلاً، فهناك من يملك الطعام مثلاً لكنه يريد مالاً لينفقه على أمور أخرى، ليس التبرع بالطعام فقط إنما المال قد يسد أموراً كثيرة تعاني منها الأُسر.
لله الحمد هناك مجموعات من الشباب والشابات يقومون بأعمال إيصال المساعدات إلى المحتاجين كتبرع من عندهم بهذا العمل، والأعداد من الشباب في تزايد كبير، لا يريدون إلا خدمة الناس من أجل الأجر، وهؤلاء مدعاة للفخر بوجودهم، كما إن هناك جمعيات تبحث عن إيصال المساعدات لمستحقيها فعلاً، وهؤلاء لهم الشكر، أما من يملكون قوائم جاهزة ويأخذون المساعدات إلى أقاربهم ومعارفهم وبيوتهم فهؤلاء لا خير فيهم، حتى في العمل الخيري توجد مصالح وواسطات وأناس لا يخافون الله.
نتمنى من الشباب والجمعيات البحث عن مستحقي المساعدات، ربما هناك بيوت لا يعلم بحالها إلا الله، ربما طرق باب في أقصى الفرجان يجعلك تكتشف أناساً بحاجة ماسة للمساعدات، أكثر من غيرهم.
من يجد أن لديه خيراً ولو كان بسيطاً، وأن هناك من هو أكثر حاجة منه فليذهب بالمساعدات للأكثر حاجة، وفي ذلك أجر كبير.
جمعية رعاية الإرهاب جاءتها المساعدات و«العيادي”، و«القرقاعون”، لكن عليكم اليوم بمساعدة من يحتاجون لأجهزة كهربائية مثل المكيفات والثلاجات، فهي مهمة في رمضان وتحتاجها الأُسر أكثر من الحاجة لكيس من الأرز.
ينبغي أن نسأل المحتاجين عمّا يحتاجونه، قبل أن نعطيهم طعاماً، وهم في أمَسِّ الحاجة لأجهزة كهربائية أو أموال عينية.
لله الحمد البحرين اليوم تشبه خلية نحل بسبب عمل أهل الخير من الشباب والشابات والجمعيات، وهذا يبعث على التفاؤل، من يملك المال الوفير فليساعد الناس فغداً يريد أن يتبرع ولا يستطيع لأنه فارق الأحباب، اليوم تستطيعون فأخرجوا المال ورب العباد يبارك في أموالكم ويزيدها بقدر تبرعاتكم وأكثر.
رسالتي لمن يعمل على إيصال المساعدات، ابحثوا عن المحتاجين الحقيقيين، اطرقوا الأبواب، فلعل هناك من ينتظر طرْقكم للباب وهو أكثر حاجة من غيره.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90