سيدي صاحب الجلالة:
كلمات من ذهب يا جلالة الملك حفظك الله تلك التي سكبتها برداً وسلاماً على قلوب الشعب البحريني في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، وهي ميثاق شرف بينكم وبين شعبكم الوفي، وعهد علينا أن نسعى لتنفيذ التزاماتنا وواجباتنا وحق الوطن علينا، ولا نطلب منكم يا جلالة الملك إلا الالتزام أيضاً بواجبكم وعهدكم معنا وأنتم أهلاً لذلك إن شاء الله.
فعهد علينا أن ندافع عن وطننا وعن سيادته وعن كرامته وعن استقلاله، من كيد الكائدين، ومن تآمر المتآمرين، ومن تخاذل المتخاذلين، ومن بائعي الأوطان، ومن الكذابين ومن المنافقين، وعهد علينا أن نلتزم بالقانون وأن يكون الدستور حكماً بيننا وبين شركائنا في الوطن، وأن نعينك قدر استطاعتنا، ونستعين بالله على القيام بهذه الواجبات وحقوق الوطن علينا، كل ما نطلبه يا جلالة الملك أن تقوم الدولة بالتزامها تجاهنا بقيادتك وبإشرافك المباشر بتطبيق القانون وبإنفاذ الأحكام القانونية، وذلك لتطمئن قلوبنا على أمننا وعلى سيادتنا وعلى وطننا الغالي.
سيدي صاحب الجلالة:
لا أعتقد أن هناك أحداً في هذا الكون تابع لدولة عظمى أو لدولة صغرى، يملك حق التدخل في شؤوننا إلا بقدر ما نسمح له نحن بذلك، و لا يجرؤ أن يقول أحد أن مجتمعاً كالمجتمع البحريني حين يطالب الدولة بالحفاظ على سيادته فإنه يكون قد طلب شيئاً منكراً، أو يجرؤ أن يقول إن الشعب البحريني حين يطلب من دولته تطبيق القانون فهو يطالب بما لا يجوز أو بما لا يستحقه، فنحن شعب أبي حر ملتزم بدستوره وبسيادة دولته، والقانون هو الحكم بين شركاء الوطن، وأي تابع لأي دولة يحاول أن يتدخل في شؤوننا الداخلية نصحاً او ابتزازاً، فإنه عدو لنا ولكم لا يريد لنا إلا الضعف والخذلان ونخر أساس الدولة من الداخل، وهو لا يملك أن يطلب ذات الطلب في دولته، أو يجهر بدعوة كهذه في دولة تقوم على القانون والمؤسسات الدستورية، فإن قفزنا على القانون أو حاول أي منا التدخل في عمل القضاة حماة القانون خلفاء الله في الأرض، فإن تلك الدولة لن يكتب لها البقاء، فستنهار من الداخل، ولو كان هناك تآمر على وطننا فإنه سيدخل علينا من هذه الثغرة، جل ما نطلبه هو ترك القضاء حراً مستقلاً كي نحفظ لهذا الوطن أمنه و أمانه.
كما إننا لا نطالب باستثناء أو تمييز لأحد، ولا نطالب بظلم وتعسف وقمع لأحد، نحن نطالب بإنفاذ ما تعاهدنا عليه دستوراً وقانوناً تشريعياً ينظم الحقوق والالتزامات بيننا وبينكم كحكم، وبيننا وبين شركائنا في الوطن كمواطنين متساوين بلا تمييز أمام القانون، فلا يخطئ المواطن الذي لا تسنده قوة أجنبية وليس له سوى وطنه ملاذاً، فيطبق عليه القانون بحذافيره، ويجرم من تقف وراءه قوة أجنبية فيتغاضى عنه القانون، ويترك ليعيث في الأرض فساداً، فلا تمنح مجموعة ما استثناء تتجاوز فيه على القانون فقط لأنها مستندة على دعم قوة أجنبية تستقوي بها علينا، فلا يحدث ذلك ونحن نستظل بظل دستور ملكي وسيادة وطنية، فنحن يا جلالة الملك كما عهدتنا وكما كان عليه أجدادنا وآباؤنا شعب لا يقبل المهانة والاستهانة بكرامتنا ومستعدون لكل ما يتطلبه الأمر كي نبقى مرفوعي الرأس أحراراً لا نسمح لكائن من كان أن يملي علينا ما يراه هو مناسباً لنا.
لذلك فإن العهد الذي يجمعنا كمواطنين وشعب مع جلالتكم هو الحفاظ على تلك السيادة وتحصين الأمن الداخلي و الخارجي، ونمد لك يد العون ونكون لك “عصاك اللي ما تعصاك” مازلت ملتزماً يا صاحب الجلالة بتطبيق القانون وعدم التدخل في القضاء إلا بما يقتضيه الدستور، ولك منا يا صاحب الجلالة السمع والطاعة، ودمتم سالمين.