خلال جدل حول معايير الفقر والتعميميات التي تطلق هنا وهناك حول الموضوع، جرنا النقاش إلى محاولة الإجابة على سؤال واحد وهو: من هو الفقير بالمعيار الوطني وبالمعيار الإقليمي وبالمعيار الدولي؟؟
قال الصديق: إن كل من يحصل على دخل يزيد عن دولارين في اليوم بالمعيار الدولي فهو ليس فقيراً..
قلت: هذا أسخف معيار في الدنيا، إذا أخذناه مجرداً عن السياق الاجتماعي - الاقتصادي، وعن البنية الاجتماعية الاقتصادية، ففي بلدان، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وهي الدولة العظمى في العالم، فإن نحو 20 مليوناً من المواطنين لا يمتلكون تأميناً صحياً على سبيل المثال، ولذلك يسقط معيار الدولارين في الماء سقوطاً مدوياً، وفي البلدان التي تؤمن فيها الدولة حاجات المواطنين الأساسية من صحة وتعليم وسكن، فإن معيار الدولارين يصبح معقولاً إذا ما ارتبط بالفرد وليس بالأسرة، وإن كان قابلاً للنقاش. بهذا المعنى فإننا جميعاً في البحرين من الأغنياء لأن دخلنا في اليوم أكثر من دولارين، وننعم بالعلاج المجاني والتعليم المجاني، ويسكن أغلبنا في بيوت الإسكان أو يستأجرون بيوتاً وشققاً بسعر معقول.. وهذا بالطبع ليس واقع الحال الأكثر تعقيداً وإيلاماً.
قال: ما هو تعريفك الخاص للفقر، إذا كان تعريف الأمم المتحدة لا يعجبك؟
قلت: حسب علمي إن تعريف المنظمات الدولية المختصة في شؤون التنمية أكثر تعقيداً من حكاية الدولارين السخيفة، فالدول الفقيرة في قاموس هذه المنظمات، هي تلك التي تعاني من مستويات منخفضة من مستوى الغذاء الصحي كماً أو نوعاً لكل أفراد المجتمع، والتعليم والرعاية الصحية، ونقصاً في توافر المياه النقية صحياً للاستهلاك البشري والصرف الصحي، ويضاف إلى ذلك معاناتها من تدهور واستنزاف مستمر لمواردها الطبيعية، مع انخفاض مستوى دائرة الفقر، ويضيف برنامج الإنماء للأمم المتحدة معايير أخرى تعبر مباشرة عن مستوى رفاهية الإنسان ونوعية الحياة وسع من دائرة الفقر بمفهوم نوعية الحياة لتضم داخلها 70 دولة من دول العالم، أي هناك نحو 45% من الفقراء يعيشون في مجتمعات غير منخفضة الدخل، أي هناك فقراء في بلاد الأغنياء، ويكتفي هنا بذكر أن 30 مليون فرد يعيشون تحـت خط الفقـر في الولايـات المتحـدة الأمريكيـة على سبيل المثال، أي ما نسبته “15% من السكـان”، ولذلك فقد قدم تقرير التنمية البشرية عن برنامج الأمم المتحدة مؤشراً لا يركز فقط على فقر الدخول، ولكن أيضاً على الفقر بوصفه أحد وجوه الحرمان من خيارات الفرص في العيش حياة محتملة ومقبولة، ويعد مؤشر الفقر البشري مؤشراً مجمعاً لثلاثة مؤشرات أساسية للحرمان هي مؤشر للحرمان من حياة طويلة بصحة جيدة، والثاني مؤشر تعليمي معرفي يتمثل في نسبة الأمية، والثالث يقيس درجة الحرمان من مستوى معيشي لائق. والخلاصة، إنني أعتقد اعتقاداً كأنه اليقين بعدم شرعية الفقر، فلا أحد من حقه أن يكون فقيراً، وليس مقبولاً من أي دولة أو حكومة بأن تسمح بوجود الفقر بين مواطنيها.
همس
قالت وزيرة التنمية الاجتماعية الدكتورة فاطمة البلوشي على هامش ورشة “تأهيل الباحثين في تنمية المجتمع المحلي” إن نسبة الطبقة المحتاجة في البحرين تتراوح ما بين 5% و6% من إجمالي عدد من الأرقام.
قال الصديق: إن كل من يحصل على دخل يزيد عن دولارين في اليوم بالمعيار الدولي فهو ليس فقيراً..
قلت: هذا أسخف معيار في الدنيا، إذا أخذناه مجرداً عن السياق الاجتماعي - الاقتصادي، وعن البنية الاجتماعية الاقتصادية، ففي بلدان، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وهي الدولة العظمى في العالم، فإن نحو 20 مليوناً من المواطنين لا يمتلكون تأميناً صحياً على سبيل المثال، ولذلك يسقط معيار الدولارين في الماء سقوطاً مدوياً، وفي البلدان التي تؤمن فيها الدولة حاجات المواطنين الأساسية من صحة وتعليم وسكن، فإن معيار الدولارين يصبح معقولاً إذا ما ارتبط بالفرد وليس بالأسرة، وإن كان قابلاً للنقاش. بهذا المعنى فإننا جميعاً في البحرين من الأغنياء لأن دخلنا في اليوم أكثر من دولارين، وننعم بالعلاج المجاني والتعليم المجاني، ويسكن أغلبنا في بيوت الإسكان أو يستأجرون بيوتاً وشققاً بسعر معقول.. وهذا بالطبع ليس واقع الحال الأكثر تعقيداً وإيلاماً.
قال: ما هو تعريفك الخاص للفقر، إذا كان تعريف الأمم المتحدة لا يعجبك؟
قلت: حسب علمي إن تعريف المنظمات الدولية المختصة في شؤون التنمية أكثر تعقيداً من حكاية الدولارين السخيفة، فالدول الفقيرة في قاموس هذه المنظمات، هي تلك التي تعاني من مستويات منخفضة من مستوى الغذاء الصحي كماً أو نوعاً لكل أفراد المجتمع، والتعليم والرعاية الصحية، ونقصاً في توافر المياه النقية صحياً للاستهلاك البشري والصرف الصحي، ويضاف إلى ذلك معاناتها من تدهور واستنزاف مستمر لمواردها الطبيعية، مع انخفاض مستوى دائرة الفقر، ويضيف برنامج الإنماء للأمم المتحدة معايير أخرى تعبر مباشرة عن مستوى رفاهية الإنسان ونوعية الحياة وسع من دائرة الفقر بمفهوم نوعية الحياة لتضم داخلها 70 دولة من دول العالم، أي هناك نحو 45% من الفقراء يعيشون في مجتمعات غير منخفضة الدخل، أي هناك فقراء في بلاد الأغنياء، ويكتفي هنا بذكر أن 30 مليون فرد يعيشون تحـت خط الفقـر في الولايـات المتحـدة الأمريكيـة على سبيل المثال، أي ما نسبته “15% من السكـان”، ولذلك فقد قدم تقرير التنمية البشرية عن برنامج الأمم المتحدة مؤشراً لا يركز فقط على فقر الدخول، ولكن أيضاً على الفقر بوصفه أحد وجوه الحرمان من خيارات الفرص في العيش حياة محتملة ومقبولة، ويعد مؤشر الفقر البشري مؤشراً مجمعاً لثلاثة مؤشرات أساسية للحرمان هي مؤشر للحرمان من حياة طويلة بصحة جيدة، والثاني مؤشر تعليمي معرفي يتمثل في نسبة الأمية، والثالث يقيس درجة الحرمان من مستوى معيشي لائق. والخلاصة، إنني أعتقد اعتقاداً كأنه اليقين بعدم شرعية الفقر، فلا أحد من حقه أن يكون فقيراً، وليس مقبولاً من أي دولة أو حكومة بأن تسمح بوجود الفقر بين مواطنيها.
همس
قالت وزيرة التنمية الاجتماعية الدكتورة فاطمة البلوشي على هامش ورشة “تأهيل الباحثين في تنمية المجتمع المحلي” إن نسبة الطبقة المحتاجة في البحرين تتراوح ما بين 5% و6% من إجمالي عدد من الأرقام.