الجواب المتوقع هو نعم، فالذي لم يراعِ شهر الله، ولم يتوقف عن التسبب في تعطيل حياة الصائمين والتنغيص عليهم حتى مع دعوة الجمعيات السياسية بالتوقف مؤقتاً في العشر الأواخر من رمضان عن ممارسة الفعاليات المعطلة للحياة ليتفرغ الناس للعبادة، ويظفروا بما وعدهم ربّ العباد من مغفرة ورضوان، الذي لم يراعِ كل هذه الأمور ليس غريباً عليه جرح العيد عبر حجز الشوارع وحرق إطارات السيارات والمخلفات وتفجير السلندرات وتوظيف مختلف الأدوات الشيطانية المتاحة. أما المبررات فكثيرة ليس أولها تأجيل النطق في قضية الواحد والعشرين إلى الشهر المقبل وليس آخرها الحكم بالسجن لمدة 3 سنوات على نبيل رجب الذي لم يخفِ فرحته بالحكم خاصة وأنه يصنع منه «بطلاً» ومثالاً لـ «الصمود» !المتوقع هو أن يصبح الناس يوم العيد على روائح الإطارات المحترقة، ويمسون على تعطل الشوارع، وما يتسبب فيه ذلك من إزعاج وتخريب الفرحة التي شرعها الله سبحانه وتعالى كمكافأة لعباده الذين أكرمهم بصوم شهر رمضان. للأسف فإن هذا الأمر هو المتوقع في هذا اليوم الذي «جعله الله سبحانه وتعالى للمسلمين عيداً ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ذخراً وشرفاً وسؤدداً وكرامة ومزيداً»، وهو ما يعني أن هؤلاء لا يراعون أحداً، ولا يراعون مبدأ، وبالتالي ليس مهماً عندهم أبداً تخريب العيد وجرح فرحة الصائمين.قبل العيد بيوم واحد تم استغلال ما صار يعرف بيوم القدس الذي يعتبر فرصة للتعبير عن حب المسلمين للقدس بالخروج في مسيرة في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، حيث تم استغلال هذه الفرصة بشكل يستوجب النقد، ذلك أنهم لم يخرجوا في مسيرة سلمية مرخصة بعد صلاة الجمعة ولكن خرجوا في مسيرات بعضها تم بعد صلاة الفجر واستمر بعضها الآخر طوال اليوم وتم توظيفها في غير الشأن الذي أسست له فخلطوا هذا بذاك وتحولت المسيرة المخصصة للتعبير عن رفض تهويد القدس إلى مسيرات أساسها التخريب وتعطيل حياة الناس، ما يبشر بإمكانية جرح العيد وتحويل الفرحة إلى قلق ونكد لا ينجو منه إلا المنظمون لها.. من الذين سيبقون في بيوتهم يستمتعون بهواء المكيفات المنعش مع عيالهم!مؤلم أن تتحول فرحة الناس بالعيد إلى قلق وألم، فلا يشعرون حتى بالفرق بين أيام العيد وغيرها من الأيام التي سبقته وذاقوا فيها الأمرين، مؤلم ألا يراعي من يصرح ليل نهار بأنه يسعى إلى مصلحة المواطنين هذا اليوم الذي يفترض أن يكون جميلاً، وألا تكون له علاقة بالسياسة التي هي فقط في أذهان أولئك الحالمين، مؤلم أن يستغل الناس في مثل هذه المناسبة السعيدة بغية الانتقام من السلطة وإحراجها. الاستمرار في الأعمال التخريبية في أيام العيد إن تم وهو متوقع ما هو إلا تعبير عن إفلاس ما يسمى بـ «المعارضة» وقلة حيلتها وشعورها بالهزيمة والضعف، حيث القوي لا يلجأ إلى تخريب فرحة الناس ببث الخوف في نفوسهم ، وحيث الفطين لا يسمح بفتح الباب على مصراعيه ليرتد المناصرون والمتعاطفون عنه ويتخذون منه موقفاً.للأسف فإن هؤلاء لا يعطون مثل هذه الأمور ما تستحقه من أهمية، وقلة خبرتهم في العمل السياسي تدفعهم إلى الاعتقاد أن التوقف عن التسبب في أذى الناس يتسبب في أذاهم، فيفضلون جرح العيد والناس، على أن يجرحوا عقولهم الناقصة التي لم تعد قادرة على التفريق بين الأبيض والأسود. أتمنى أن أكون مخطئاً، وأن أكون مبالغاً في كلامي، على الأقل ليعيش المواطنون والمقيمون فرحتهم بالعيد ويشعروا بروحانية هذا اليوم وليتمكنوا من استغلاله في صلة الرحم والتواصل مع الأصدقاء والمعارف، وأتمنى أن يكون تصريح الوفاق عن أنهم سيعلنون عن برامجهم ومسيراتهم واعتصاماتهم بعد العيد دقيقاً.